دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بعد موسكو وفد من مسد والإدارة الذاتية في واشنطن .. وتطمينات “بعدم تكرار ما حدث في أفغانستان”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يجري وفد من مجلس سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية زيارة إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، وذلك بعد أيام قليلة من زيارة قام بها الوفد إلى روسيا، في ظل الحديث عن “ترتيبات جديدة” ستشهدها سوريا بعد سيطرة قوات الحكومة على درعا مسألة وصول الغاز والكهرباء إلى لبنان عبر سوريا المعاقبة بموجب “قانون قيصر”.

هل حان وقت حل الأزمة السورية ؟

ويجري الحديث عن إمكانية حل للأزمة السورية “بتوافقات وتفاهمات” أمريكية روسية، لعل أبرز دلائلها الموافقة الأمريكية على مرور الغاز المصري و الكهرباء الأردنية إلى لبنان عبر سوريا، والسماح لقوات الحكومة بالسيطرة على درعا بموجب موافقة أمريكية أردنية إسرائيلية بشرط إبعاد إيران عن الحدود، وهذا ما تعهدت به روسيا.

وخلال الزيارة التي قام بها وفد مسد والإدارة الذاتية، تم التأكيد على ضرورة الحل السياسي للأزمة السورية بما يتوافق مع مقررات مجلس الأمن التي وافقت عليها واشنطن وموسكو أيضاً، و مشاركة كافة القوى الفاعلة على الأرض ضمن المسارات السياسية بما فيها اللجنة الدستورية.

واشنطن تطمأن “لن يتكرر ما حدث في أفغانستان”

وبعد روسيا، حط رحال وفد مسد والإدارة الذاتية العاصمة الأمريكية واشنطن، وذلك للحصول على “تطمينات” من قبل الولايات المتحدة بعدم تكرار ما حدث في أفغانستان، حتى التوصل لحل سياسي في سوريا، والذي تراه السلطات في الشمال الشرقي أنه لن يحدث إلا بتواجد أمريكي.

وتأتي هذه الزيارة بعد ما قيل أنه “زيارة قام بها وفد أمريكي برئاسة جوي هود، والتقى القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية، ورئيسة الهيئة التنفيذية لمسد إلهام أحمد (المتواجدة في واشنطن الآن)”، وقدم الوفد الأمريكي حينها تطمينات للحلفاء في الحرب على داعش بأن ما حدث في أفغانستان لن يتكرر في سوريا، كون الولايات المتحدة ترى في خطراً على أمنها القومي من سوريا.

واشنطن: قسد ستبقى شريكاً مقتدراً

ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصدر في وزارة الخارجية الأمريكية، أن النائب الأول لمساعد وزير الخارجية الأمريكية جوي هود، لم يقم بزيارة سرية إلى شمال شرق سوريا، وإنما تباحث مع المسؤولين المحليين التزام الولايات المتحدة بالحملة ضد داعش ومسببات عدم الاستقرار في المنطقة، ومناقشة المخاوف بشأن تصعيد تركي جديد في الشمال السوري.

وقال المصدر في الخارجية الأمريكية، أن قسد ستبقى شريكاً عسكرياً مقتدراً وملتزماً للولايات المتحدة، وكشف عن غارات جوية طالت مخابئ تنظيم داعش الإرهابي، و ألقوا القبض على العشرات منهم بما فيهم أمراء، واستطاعوا تفكيك وكشف العديد من شبكات التهريب.

وشدد المسؤول الأمريكي، أن قسد لا يمكنها الاستمرار في اجتثاث الإرهاب أو حراسة عشرات الآلاف من محتجزي داعش وعائلاتهم، دون دعم الولايات المتحدة الأمريكية، وأضاف أن القوات الأمريكية موجودة في سوريا لضمان هزيمة داعش، وأقر بأن التنظيم لا يزال يشكل خطراً كبيراً وتهديداً خطيراً، ويستفيد من حالة عدم الاستقرار، ويبدي نيته في شن هجمات في الخارج.

وأضاف أن داعش يستمر بالحث على شن هجمات إرهابية في جميع دول العالم، لذا فإن ذلك يتطلب منع عودة ظهور داعش في العراق وسوريا، وكذلك محاربة الشراكات التابعة له وشبكاته خارج الشرق الأوسط، باستمرار مشاركة الولايات المتحدة، إلى جانب 83 من شركائنا وحلفائنا الذين يشكلون التحالف العالمي لهزيمة داعش.

“منطقة عازلة جوية والاعتراف بالإدارة الذاتية”

وقالت “الشرق الأوسط”، أن القائد العام لقسد مظلوم عبدي، كرر طلبه من جوي هود، بإنشاء منطقة عازلة جوية وإمدادات عسكرية بما في ذلك طائرات دون طيار، والاعتراف بالإدارة الذاتية، كما أن القلق لايزال قائماً من “المخططات التوسعية التركية” في المنطقة.

ونقلت الصحيفة عن ممثلة مسد في الولايات المتحدة، سنام محمد، أن التطمينات الأمريكية جاءت على أن سوريا ليست أفغانستان، لكن الجميع يدرك أن وجود الولايات المتحدة لن يبقى للأبد، ولا بد من يوم أن يأتي ويعلن الأميركان فيه الخروج من المنطقة، ولكن لا أحد يعلم ذلك الوقت.

واشنطن ترى في سوريا خطراً على أمنها القومي

وأضافت المسؤولة في مسد، أن التصريحات الأمريكية الرسمية تؤكد أن التهديدات القادمة من سوريا بشان التنظيمات الإرهابية وكذلك إيران أصبحت أكثر من قبل، لذلك فإن التطمينات الأمريكية تؤكد العمل لمواجهة هذه التطمينات وأن “سيناريو أفغانستان لن يتكرر.

وعن التحديات التي تواجهها منطقة الشمال الشرقي، قالت سنام، أن أبرزها “عدم وجود حل سياسي” ينهي المعاناة والحرب في سوريا، وعدم توافق بين المعارضة السورية ووجود رؤية واضحة بين السوريين، والتحديات الأمنية في محاربة داعش، مواجهة تركيا”، حيث لاتزال تركيا موجودة في “احتلال بعض المناطق السورية”، وكشفت أن هذه النقاط تم مناقشتها مع الأمريكيين، وهم أكدوا أنهم باقون حتى يتم التوصل لحل سياسي ودعم قسد أمام داعش”.

وتتزامن زيارة وفد مسد والإدارة الذاتية، مع زيارة أخرى وفدي الائتلاف وهيئة التفاوض السورية إلى واشنطن، وسط اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ76، والتي تناقش ملفات عديدة للنزاعات والصراعات في العالم.

إعداد: علي إبراهيم