أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد نحو شهرين من مقتل زعيم تنظيم القاعدة “أيمن الظواهري” في أواخر تموز/يوليو الماضي بضربة لطائرة مسيرة أمريكية في العاصمة الأفغانية كابل، لا يزال التنظيم الإرهابي الدولي بلا زعيم أو “خليفة للظواهري”، بينما تردد أسم جديد في الأوساط الإعلامية له خبرات عسكرية ونفذ الكثير من العمليات الإرهابية في أفريقيا ضد الولايات المتحدة الأمريكية.
من هو زعيم القاعدة المحتمل ؟
و رجحت تقارير إعلامية بأن الإرهابي “محمد صلاح زيدان” الملقب “بسيف العدل” من أبرز المرشحين ليكون زعيماً جديداً لتنظيم القاعدة الإرهابي، خلفاً للإرهابي “أيمن الظواهري” الذي قتل في هجوم بطائرة مسيرة للجيش الأمريكي في العاصمة الأفغانية كابل.
والإرهاب “سيف العدل” يبلغ من العمر 60 عاماً، ويملك خبرة عسكرية وإرهابية كبيرة تمكنه من قيادة التنظيم، وهو من قدامى المحاربين في التنظيم الإرهابي الدولي، ومصنف على قوائم الإرهاب لدى أغلب دول العالم، ووضعت الولايات المتحدة مكافأة 10 مليون دولار لمن يعطي معلومات عنه.
والإرهابي “سيف العدل” لم يظهر على وسائل الإعلام إلا نادراً جداً، ولا يوجد لديه إلا 3 صور.
الانضمام للقاعدة والعمل على تأسيس أفرع للتنظيم
وانضم الإرهابي إلى تنظيم القاعدة في 1989، وكان له الفضل في تطوير قدرات التنظيم، ومشاركته في تأسيس الكثير من الأفرع الإقليمية وخاصة في القرن الأفريقي، كما يملك خبرة في المتفجرات والتعامل معها، حيث اكتسب هذه الخبرة بعد التحاقه بوحدة خاصة من الجيش المصري.
كما سافر في أواخر ثمانينيات القرن الماضي إلى أفغانستان لمحاربة الاتحاد السوفييتي، وكان من بين المؤسسين لتنظيم القاعدة بالقرب من منطقة حدودية مع باكستان.
ويعد الإرهابي “سيف العدل” الرجل الثاني من بين قيادات التنظيم بعد أسامة بن لادن، وقاد تدريبات في معسكر أفغاني، وأسس معسكرات في السودان والصومال واليمن، ووضع الأسس لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
العمليات الإرهابية ضد مصالح أمريكا
والإرهابي نفذ كبرى هجمات القاعدة في شرق أفريقيا واستهدفت سفارتين أمريكيتين عام 1998 وقتل حينها 200 شخص، والثانية على المدمرة الأمريكية “كول” عام 200 حيث قتل 17 جندياً أمريكياً.
وتولى “سيف العدل” بعد هجمات 11 سبتمبر “أيلول” وغزو القوات الأمريكية لأفغانستان، قيادة الدفاع عن قندهار.
وهرب “سيف العدل” بعد ذلك إلى إيران، حيث أمضى معظم العقد التالي تحت الإقامة الجبرية في طهران قبل إطلاق سراحه في صفقة تبادل أسرى عام 2010.
من الأخطر.. القاعدة أم داعش ؟
ويعد تنظيم القاعدة في الوقت الحالي أقل خطورة من تنظيم “داعش”، حيث جاء في تقرير خبراء بالأمم المتحدة في تموز/يوليو الماضي: “لا يُنظَر إلى (القاعدة) على أنه تهديد دولي مباشر من ملاذه في أفغانستان”. وأشار التقرير إلى أن التنظيم يفتقر إلى “القدرة على تنفيذ عمليات خارجية”.
إيران وعلاقاتها بالقاعدة
وأشار التقرير إلى أن هدف التنظيم في النهاية هو أن يُنظر إليه مرة أخرى على أنه “زعيم الجهاد العالمي. قد يتحقق هذا الهدف تحت قيادة زعيم يدعى سيف العدل – بشرط أن يتمكن من مغادرة إيران من الأساس أو من إدارة التنظيم من هناك”.
وكانت إيران قد آوت جزئياً أعضاء من القاعدة قبل هجمات 11 سبتمبر. ويعد “القاعدة” اليوم أقوى بكثير مما كان عليه وقت هجمات 11 سبتمبر، وبحسب تقرير الأمم المتحدة، فإن التنظيم يملك ما بين 30 ألفاً و40 ألف عضو في جميع أنحاء العالم، وله فروع في شرق وجنوب آسيا وشبه الجزيرة العربية وبعض أخطرها في إفريقيا.
“تحرير الشام”.. التبعية والانفكاك
وتعتبر الكثير من الدول وأجهزة استخباراتها أن “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة و حراس الدين” الفصيلان التابعان للمعارضة السورية هما أفرع للقاعدة في سوريا، وسبق أن نفذت الولايات المتحدة ضربات ضد قيادات للتنظيم في مناطق سيطرة “تحرير الشام” بمحافظة إدلب، التي وصفت منطقة ملاذ قادة التطرف، حيث قتل فيها زعماء داعش أيضاً “البغدادي و القرشي”.
وقدّم بعض من قياديي وشرعيي “تحرير الشام”، التعزية بمقتل الظواهري، من بينهم عضو مجلس الإفتاء الأعلى، ورئيس المجلس الشرعي في “تحرير الشام”، عبد الرحيم عطون (أبو عبد الله الشامي)، كتب عبر قناته في “تلجرام”، “رحم الله الشيخ أيمن الظواهري وتقبله، ورفع درجته في المهديين، وأسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا”.
وأعلنت “جبهة النصرة” انفكاكها عن “القاعدة” في عام 2016، وأسباب الانفكاك برره “أبو محمد الجولاني” “نزولاً عند رغبة أهل الشام في دفع الذرائع التي يتذرع بها المجتمع الدولي”، ولاستمرار تقديم الدعم في الحرب التي حصلت في سوريا.
إعداد: علي ابراهيم