دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بعد قمة بوتين أردوغان في سوتشي.. هل سنشهد حروباً جديدة تشمل شمال شرق سوريا و “خفض التصعيد” ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – وسعت القوات التركية قصفها على مناطق في أرياف القامشلي وعامودا والدرباسية شمال محافظة الحسكة، وذلك في سابقة من نوعها لم تحدث إلا نادراً طيلة سنوات الأزمة السورية، وسط حركة نزوح لبعض الأهالي من القرى القريبة من الحدود، جاء ذلك بعد تصريحات جديدة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإصرار بلاده شن عمليات عسكرية جديدة في شمال سوريا.

بعد “سوتشي” الرئيس التركي يجدد تهديداته

وبعد انتهاء قمة “سوتشي” بأيام، ولأول مرة منذ أسبوعين تقريباً، أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاثنين، تهديدات جديدة لشمال شرق سوريا، متوعداً بشن عمليات عسكرية لربط ما أسماها “الحلقات في تلك المناطق”.

وقال الرئيس التركي، في خطاب ألقاه خلال مشاركته بالمؤتمر الـ13 للسفراء الأتراك بالعاصمة أنقرة، “قريباً سنوحد حلقات الحزام الأمني ​​بتطهير المناطق الأخيرة التي يتواجد فيها التنظيم الإرهابي (YPG/PKK) في سوريا”. حسب قوله.

وأضاف أن بلاده “ستواصل مكافحة الإرهاب وأن قرارها بشأن تأسيس منطقة آمنة على عمق 30 كيلو مترا عند حدود تركيا الجنوبية، ما زال قائماً”، مشيراً إلى أنه “ينبغي أن لا تكون أي دولة عضو في الناتو ملاذا آمنا لأتباع تنظيم غولن وعناصر “PKK” الفارين من وجه العدالة التركية”.

هل سمحت روسيا لتركيا بشن حرب جديدة في الخفاء ؟

تصريحات الرئيس التركي تأتي لأول مرة بعد انتهاء قمة “سوتشي”، وما كشفته تقارير إعلامية بأن روسيا لم تقبل بأي عملية عسكرية تركية في الشمال، بينما وافقت على عمليات استهداف تطال قادة قوات سوريا الديمقراطية عبر الطائرات المسيرة مع إمكانية إعطاء الأحداثيات لأنقرة، وذلك في سبيل إيقاف أي عمل عسكري.

كما جدد الرئيس التركي حديثه عن تشكيل “حزام أمني” على كامل الشريط الحدودي وبعمق 30 كيلومتراً، وهو مطلب تركي قديم يعود لعام 2013، وقد جدد أردوغان عزمه على إنشائها في أيار/مايو الماضي، وذلك لإعادة مليون إلى مليون ونصف لاجئ سوري يقيمون على الأراضي التركية إليها، وهي المرة الأولى منذ أشهر التي يتكلم فيها الرئيس التركي عن كامل الشريط الحدودي، حيث كان يكتفي بالحديث عن تل رفعت ومنبج وأنهما هدف لعمليته العسكرية المحتملة.

قصف من مخافر حدودية تركية .. وإغلاق طرق بين المدن

ميدانياً، تعرضت قرى عدة في أرياف القامشلي وعامودا والدرباسية شمال الحسكة لقصف من مخافر حدودية تركية، وهي من المرات النادرة التي تتعرض هذه المناطق لمثل هذا التصعيد، حيث كان الأمر يقتصر أحياناً على استهداف بطائرة مسيرة أو قذيفة واحدة، بينما يحمل التصعيد الأخير مؤشرات على أن هذه المناطق أيضاً قد تدخل في سياق التصعيد العسكري التركي، كمناطق تل تمر وعين عيسى وكوباني وتل رفعت ومنبج.

وخلال ساعات المساء من يوم الاثنين، جددت القوات التركية من مخافرها الحدودية، القصف بالمدفعية على قرية الخرزة بين منطقتي الدرباسية وعامودا، حيث طالت إحدى القذائف نقطة عسكرية لقوات الحكومة السورية، دون أن تسفر عن أي إصابات أو خسائر، كما تعرض طاقم إعلامي لقناة “روج آفا” المحلية لاستهداف بقذيفتين بريف عامودا دون أي أضرار تذكر.

بدورها أعلنت قوى الامن الداخلي “الأسايش” إغلاق طريق الدرباسية عامودا في ريف الحسكة، وذلك بسبب الاستهدافات المتكررة، وحذرت الأهالي من المرور فيه في الوقت الحالي.

حرب في “شرق الفرات” وحرب أخرى في “خفض التصعيد”

وفي حال إقدام تركيا على أي عملية عسكرية جديدة في تلك المناطق، فإنه بالتأكيد هناك اتفاقات ومقايضات جديدة، حيث يتم الحديث عن امكانية شن قوات الحكومة السورية وروسيا لهجوم للسيطرة على إدلب، وهذه المرة لن تكون بعض المناطق في الريف، بل سيصلون إلى المدينة، حيث أن بوتين وأردوغان اتفقا خلال القمة الأخيرة على ضرورة سيطرة الدولة السورية على كامل التراب السوري ومحاربة الإرهاب بكافة تشكيلاته، ولكل من تلك الأطراف نظرته الخاصة “بالإرهاب” في سوريا.

وكانت تقارير إعلامية أكدت وصول تعزيزات عسكرية ضخمة لقوات الحكومة السورية وروسيا لمدينة سراقب شرق إدلب، وذلك في وقت يتم الحديث عن عملية عسكرية قريبة في “خفض التصعيد”.

وقد تكون سيطرة الحكومة على “خفض التصعيد” ودخول تركيا لمناطق جديدة في شمال شرق سوريا، هي “رياح التغيير” التي تحدث عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل لقاءه بأردوغان يوم الجمعة الماضية.

إعداد: ربى نجار