أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – بعد التدخل العسكري التركي في شمال وشرق سوريا، لوحظ ازدياد نشاط خلايا تنظيم داعش الإرهابي في أكثر من منطقة ضمن الجغرافيا السورية، وخاصة في مناطق الشمالية والشرقية من البلاد، كذلك عودة نشاط التنظيم في مناطق الجنوب السوري، عبر عمليات إرهابية تقوم بها خلاياه النائمة.
زيادة نشاط خلايا داعش في شمال سوريا
منذ 7 أشهر، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، قضائها على التنظيم “جغرافياً”، وانتقالها إلى المرحلة الثانية من الحرب ضده، وهي “العمليات الأمنية الدقيقة” لمطاردة خلايا التنظيم في تلك المناطق، وبالرغم من قتل وإلقاء القبض على المئات من قيادات وعناصر التنظيم إلا أن نشاط داعش بدأ يزداد في الآونة الأخيرة.
وضربت مدينة القامشلي شمال سوريا، تفجيرات عدة الأسبوع الجاري، أدت إلى وقوع ضحايا وجرحى وأضرار مادية كبيرة، وذلك كأكبر عملية إرهابية (لم تتبناها داعش) حتى الآن، إضافة إلى عمليات استهداف تتعرض له قوات قسد والعناصر الأمنية، والسجون التي تحتجز عناصر داعش، والتي استهدف التنظيم عدداً منها بالتزامن مع التدخل العسكري التركي.
ليس في القامشلي فحسب، بل في دير الزور أيضاً، حيث تشن خلايا التنظيم هجمات على مواقع لقوات قسد، والقوات الحكومية السورية بين الحين والآخر، كذلك يقوم التنظيم باستهداف رموز ووجهاء العشائر في المحافظة، وتهديد البعض الآخر لدفع “الزكاة” وألا فإنه سيقتل.
مخيم الهول “الأخطر على الأرض”
إضافة لذلك، لا يزال مخيم الهول في شرق محافظة الحسكة، يشكل هاجساً كبيراً لدى السلطات في شمال سوريا، وسط مخاوف من عمليات هروب من داخل المخيم، كون التأمين عليه أصبح أقل، لأن القوات العسكرية التي كانت تحرسه قد انسحبت إلى جبهات القتال لصد “الغزو” التركي.
وتحتجز قوات سوريا الديمقراطية، أكثر من 14 ألف من عناصر داعش وعائلاتهم في المخيم الذي أطلق عليه وصف “أخطر مخيمات العالم”، والذي وصفته قوات قسد والدول الغربية “بالقنبلة الموقوتة” التي توشك على الانفجار، وحاول محتجزي داعش أكثر من مرة الهروب من المخيم، عبر عصيان وإحراق المخيمات والتهجم على القوات الأمنية التي تحرسه، إلا أن المحاولات كلها باءت بالفشل.
التنظيم يسيطر على آلاف الكيلومترات المربعة وسط سوريا
وفي السياق، يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن تنظيم داعش يسيطر على مساحة جغرافية واسعة تقدر بآلاف الكيلومترات المربعة في منطقة البادية وصولاً إلى مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية، وفي أكثر الأحيان، فإن هذه المناطق يتخذها التنظيم كمركز انطلاق للعمليات ضد القوات الحكومية وقسد غرب وشرق نهر الفرات، والمناطق الجنوبية كدرعا.
داعش ينشط خلاياه في مناطق الجنوب السوري
وعلى صعيد متصل كشفت تقارير إعلامية أنه بعد مرور نحو عام ونصف على إنهاء “وجوده الفعلي” في الجنوب السوري، يستمر تنظيم داعش بالعودة إلى المشهد في تلك المناطق مجدداً، مع تبنيه الأسبوع الماضي، عملية استهدفت رتلاً عسكرياً تابع للشرطة العسكرية الروسية شمال درعا.
وكانت وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم الإرهابي، أكدت مسؤولية التنظيم عن استهداف الدورية على الطريق الواصل بين مدينتي جاسم وانخل في ريف درعا الشمال، كذلك سبق أن أعلن التنظيم في أواخر أيلول/سبتمبر الماضي، عن استهداف حافلة عسكرية للقوات الحكومية بين ريفي درعا والسويداء.
وأشارت تقارير إعلامية أخرى، أن التنظيم يدفع نحو تنشيط خلاياه في الجنوب السوري، وهو الأمر الذي أكده باحثون مطلعون مختصون في شؤون التنظيمات المتطرفة.
وتقول تلك الأوساط، أن الفترة الأخيرة سجلت تصاعداً في وتيرة عمليات الاغتيالات التي ينفذها التنظيم، والتي تستهدف شخصيات محلية كان لها دور في عقد “المصالحات” مع الحكومة السورية، في عموم الجنوب (درعا، القنيطرة)، وترى تلك الأوساط، أن كل المؤشرات تؤكد أن التنظيم يحاول زيادة نشاطه في الجنوب السوري، والبادية السورية.
وحذرت الولايات المتحدة ودول التحالف، أن التنظيم لا يزال يشكل خطراً كبيراً في سوريا وعلى العالم. إضافة إلى تأكيدهم لتقارير استخباراتية تفيد بأن التنظيم يسعى لعمليات كبيرة في عدد من العواصم الأوروبية والعربية التي شاركت دولها في عملية قتل متزعم التنظيم “أبو بكر البغدادي”، وأشارت تلك الجهات إلى مواصلة الحرب ضد التنظيم في سوريا والعراق والقارة الأفريقية التي تشهد هي أيضاً نشاطاً لتنظيمات أظهرت ولائها لداعش.
إعداد: ربى نجار