أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يبدو أن تحذيرات المسؤولين الأمريكيين وغيرهم من ضباط رفيعي المستوى ضمن التحالف الدولي باتت في محلها بشأن إمكانية تنظيم داعش الإرهابي من السيطرة مجدداً على أراضٍ في سوريا والعراق، وتكرار سيناريو عام 2014.
وقال التحالف أن داعش استغل تراجع العمليات العسكرية والأمنية ضده في سوريا والعراق خلال فترة انتشار وباء كورونا، إضافة للأوضاع الأمنية والعسكرية التي تعيشها كل من سوريا والعراق، ما أمكنه من تنظيم نفسه بشكل جيد و بات بإمكانه شن هجمات أكثر دموية في البلدين و السيطرة على بقع جغرافية كما حصل في عام 2014.
سوريا .. هجمات دموية مع استمرار القصف الجوي وحملات التمشيط
وخلال الأسبوع الماضي شهدت مناطق سورية عدة، هجمات دموية شنها تنظيم داعش الإرهابي، على الرغم من استمرار العمليات الأمنية وحملات التمشيط ضده في شرق البلاد وباديتها، إضافة إلى القصف الجوي الروسي المكثف بعشرات الغارات الجوية بشكل شبه يومي، والتي لم تتمكن حتى الآن من وضع حد لهذه الهجمات الدموية.
ونفذت خلايا التنظيم الإرهابي في الـ4 من كانون الأول/ديسمبر الجاري، هجوماً عنيفاً على قوات الحكومة السورية خلال عمليات التمشيط في البادية السورية، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين في بادية دير الزور الجنوبية، وسط أنباء أكدت سقوط قتلى من قوات الحكومة والفصائل المسلحة الإيرانية. سبق ذلك بيوم واحد هجوم آخر للتنظيم على قوات الحكومة أسفر عن خسائر بشرية أيضاً.
بدوره أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن حصيلة هجوم داعش على “حركة النجباء العراقية” ارتفع إلى 5 قتل، خلال 72 ساعة، حيث قتل 3 عناصر في مواقع متفرقة في بادية دير الزور، خلال البحث عن خلايا التنظيم والاشتباك مع عناصرها.
كما قتل عنصرين اثنين من “النجباء” إثر كمين لعناصر التنظيم قرب قرية كباجب على طريق تدمر-دير الزور، إضافة لهجوم آخر للتنظيم على نقاط ومواقع قوات “الدفاع الوطني” والمتمركزة على طريق المدحول ببادية المسرب في ريف ديرالزور الغربي.
كما عمد التنظيم الإرهابي لتفجير عبوة ناسفة في الثاني من كانون الأول/ديسمبر الجاري، بحافلة تقل 10 عمال في حقل الخراطة النفطي، ما أدى لإصابات بين العمال بريف دير الزور الجنوبي الغربي.
كل هذه الهجمات الدموية للتنظيم الإرهابي، تأتي بالتزامن مع مواصلة الطائرات الحربية الروسية بقصف مناطق انتشار التنظيم وبشكل مكثف وشبه يومي بعشرات الغارات الجوية، دون أن تتمكن المقاتلات الروسية من وضع حد لنشاط التنظيم المصاعد على الأراضي السورية.
إحباط مخطط للهجوم على سجن يحوي آلاف العناصر الإرهابية بالحسكة
وقبل شهر تقريباً، كشفت قوات سوريا الديمقراطية عن إحباطها لهجوم كانت خلايا تنظيم داعش تخطط له وكان يستهدف سجن الصناعة بحي غويران بمدينة الحسكة.
ويحوي السجن على آلاف العناصر الإرهابية الأجنبية، وأشارت قسد إلى أنها ضبطت سيارات مفخخة كانت معدة للتفجير بالسجن وكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر.
مخيم الهول .. 80 جريمة قتل منذ مطلع 2021
نشاط داعش لا يقتصر فقط على البادية السورية، بل في مخيم “الهول” أيضاً، حيث أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان عدد الجرائم التي وقعت في المخيم وكان ورائها خلايا التنظيم، وقال المرصد انه خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، شهد المخيم 36 جريمة قتل.
وبحسب مصادر في المخيم فإنه خلال العام الجاري وقعت أكثر من 80 جريمة قتل طالت أشخاصاً من الجنسيتين العراقية والسورية.
العراق .. داعش يكثف من هجماته ويسيطر على بقع جغرافية
أما فيما يخص العراق، فإن نشاط التنظيم يأخذ بالتصاعد بشكل أكبر، حيث شن عناصر داعش خلال الساعات الـ48 الماضية، هجومين على مواقع لقوات البيشمركة الكردية إحداها في قضاء سنجار أدى لمقتل 21 شخصاً بين قوات عسكرية ومدنيين.
وخلال ساعات مساء يوم الأحد، كشفت مصادر أمنية عراقية، أن التنظيم عاود مجدداً الهجوم على نقاط عسكرية للبيشمركة في إقليم كردستان، أسفر عن سقوط قتلى وإصابات، والهجوم تركز على الحدود الإدارية بين محافظتي كركوك وأربيل عاصمة الإقليم، وطال اللواء 126 التابع للبيشمركة في قرية قره سالم.
كما أكدت وسائل إعلامية عراقية أن التنظيم الإرهابي شن هجوماً على قرية “لهيبان” جنوب كركوك، ويسكنها سكان كرد، ما أدى لنزوح المواطنين من قريتهم وسيطرة داعش عليها، والذي عمد فيما بعد لإحراق منازل المدنيين.
ولفتت المصادر إلى أنه لم تتوجه أي من القوات العسكرية سواءً من البيشمركة والقوات العراقية إلى القرية لقتال التنظيم.
وتتخوف أوساط سياسية سورية وعراقية من أن يستغل التنظيم الأوضاع الأمنية السيئة في كلا البلدين لشن هجمات على مناطق مدنية وآهلة بالسكان، إضافة لمراكز احتجاز عناصر التنظيم وعوائله، ويقوم بإطلاق سراحهم، محملين المجتمع الدولي المسؤولية بتجاهل معضلة داعش وعوائله، والجمود الذي حصل في الأشهر الماضية بالحرب على التنظيم.
إعداد: ربى نجار