دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بعد الانسحاب الأمريكي.. روسيا وتركيا تسعيان لملء الفراغ وتقاسم النفوذ في أفغانستان

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – أربك الانسحاب الأمريكي دول الجوار الأفغاني بشكل كبير، خاصة مع وقوع أسلحة أمريكية متطورة وطائرات حربية ومروحية وأنظمة عسكرية استراتيجية بيد المسلحين، الذين هم مدرجون على قوائم الإرهاب العالمي، يأتي ذلك في وقت كشفت تقارير إعلامية بأن روسيا وتركيا تسعيان لتقاسم النفوذ في أفغانستان بعد الانسحاب الأجنبي.

اتصال بين بوتين وأردوغان لمناقشة الأوضاع في أفغانستان

وأفادت وكالات إعلامية روسية وتركية، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى محادثات مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، وتمحور ت المباحثات حول سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، وقضايا إقليمية في مقدمتها المستجدات بأفغانستان بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية كابول.

وكما في السابق، تعهد الرئيس التركي بأن أنقرة قادرة على تحمل مسؤولية تأمين وتشغيل مطار العاصمة كابل مستقبلا إذا تهيأت الظروف المناسبة، موضحا أن هذه المسؤولية التي ستواصلها تركيا ستسهم في إزالة مخاوف جميع الأطراف، لا سيما المجتمع الدولي والشعب الأفغاني.

أردوغان: يجب الإبقاء على الحوار مع طالبان

وأشار الرئيس التركي إلى ضرورة إبقاء قنوات الحوار مع “طالبان” مفتوحة، واتباع نهج تدريجي بدلا من نهج قائم على شروط صارمة، مبينا أن تركيا ترحب مبدئيا بالرسائل المعتدلة التي صدرت عن “طالبان”، لكن أفعال الأخيرة هي التي ستشكل المسار القادم، وليس أقوالها.

واتفق الرئيسان على التنسيق بشأن العلاقات المزمع إقامتها مع الحكومة التي ستشكل في أفغانستان خلال الفترة الجديدة.

محللين: روسيا وتركيا تسعيان لبسط النفوذ في أفغانستان

محللين سياسيين ومتابعين للشأن الأفغاني، شددوا على أن روسيا وتركيا تحاولان استغلال الفراغ الذي أحدثه الانسحاب الأمريكي والأجنبي من أفغانستان.. هذا الاستغلال بحسب المحليين سيكون “خدمة لمصالح وأهداف تركيا وروسيا” في المنطقة الاستراتيجية من شرق آسيا.

وسبق أن تدخل البلدان في ملفات وصراعات ضمن بلدان عدة من بينها، سوريا وليبيا و إقليم آرتساخ/قره باغ، ويمكن أن يمتد هذا التنسيق والتدخل اليوم إلى أفغانستان، التي تمتلك موارد كبيرة يجعلها محل نظر واهتمام الكثير من الدول المجاورة والإقليمية، وعلى رأسها روسيا وتركيا.

وتنقسم تلك البلدان المذكورة اليوم بين مناطق نفوذ لروسيا وتركيا، وفيها صراعات ونزاعات مسلحة كبيرة، خاصة في سوريا، وترى أوساط متابعة بأنه أي تدخل تركي روسي في أفغانستان لتقاسم النفوذ يمكن أن يجر البلاد لأعوام من الحرب والصراعات.

“كل طرف سيدعم جهة من الصراع على الأرض”

حيث ترى تلك الأوساط أنه من الممكن أن تكون كل دولة داعمة لمعسكر وجهة من أطراف النزاع في أفغانستان، حيث سبق لروسيا أن تحدثت كثيراً عن “المقاومة الشعبية” الأفغانية، وأن كل المناطق في أفغانستان لا تخضع لسيطرة طالبان، وذلك في إشارة منها إلى وادي بانشير “الأسود الخمسة” وهي الولاية الوحيدة الخارجة عن سيطرة طالبان.

بينما تركيا فمن المرجح أن تدعم “طالبان”، خاصة مع دعوة الأخيرة لأنقرة لمساندتها على إنشاء “إمارة إسلامية” والتعاون معها لاستخراج موارد البلاد، وكثيراً ما أبدى أردوغان استعداده لإجراء محادثات مع طالبان و الاعتراف بها أيضاً كحكومة شرعية في أفغانستان.

ماذا بعد خلق الفوضى في أفغانستان ؟

وتسبب الانسحاب الفوضوي للولايات المتحدة ودول الناتو من أفغانستان بفوضى كبيرة، حيث استغلت طالبان هذه الفوضى وسيطرت على البلاد خلال أسبوعين فقط، كما تواجه إدارة الرئيس جو بايدن انتقادات كثيرة من الداخل الأمريكي حيال الانسحاب الفوضوي، والذي من الممكن أن يشكل خطراً كبيراً على الأمن القومي الأمريكي، كون سيطرة طالبان على أفغانستان يعني عودة التنظيمات الإرهابية كالقاعدة، ويجعلها ملاذاً آمناً لتنظيمات أخرى كداعش.

وأفادت وسائل إعلامية أمريكية، مساء السبت، أن الرئيس بايدن اجتمع بفريقه للأمن القومي، ووضع خططاً لمكافحة الإرهاب وخطر عودة داعش وتقوية نفسه أكثر في أفغانستان، ورجحت تلك المصادر أن تشهد الأراضي الأمريكية هجمات جديدة لتنظيم القاعدة بعد سقوط أفغانستان بيد طالبان. أشد الحركات الموالية للتنظيم الإرهابي العالمي.

إعداد: ربى نجار