أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بالتزامن مع ما تعيشه سوريا من أوضاع أمنية وتصعيد عسكري في الشمال ونشاط متزايد لتنظيم داعش الإرهابي وخلاياه النائمة، تستمر عمليات تجارة المخدرات العابرة للحدود في المنطقة الجنوبية من البلاد، مع معاودة الجيش الأردني لعمليات قصفه الجوية تستهدف تجار بارزين يعملون في تجارة المخدرات.
غارة جوية أردنية تستهدف تاجرين للمخدرات في السويداء
وشنت طائرة حربية أردنية غارة جوية طالت اثنين من أبرز العاملين في تجارة المخدرات في محافظة السويداء، وذلك بعد أسبوعين من إعلان بغداد عن تشكيل “خلية اتصال مشتركة” مع سوريا والأردن ولبنان لمكافحة تجارة المخدرات العابرة للحدود، في ظل الحديث عن أن الحكومة السورية باتت “عاجزة” في ملف المخدرات أمام الضغوط العربية.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مساء الأربعاء، بأن اثنين من المسلحين البارزين الذين يعملون في تجارة المخدرات في ريف السويداء تم استهدافهم بغارة جوية لسلاح الجو الأردني، ما أدى لمقتلهما.
ووفقا لمصادر المرصد السوري، فإن أحد القتيلين تعرض منزله لغارة جوية من طائرات المملكة الأردنية قبل أشهر، ولفت المرصد إلى أن القتيلان ينحدران من قرية أم شامة في ريف السويداء الجنوبي الشرقي، وهما متهمان بتجارة ونقل المخدرات إلى الأردن.
إحباط عملية تهريب للمخدرات على الحدود
الغارة الجوية الأردنية جاءت بعد ساعات من إعلان قوات حرس الحدود الأردنية إحباط عملية تهريب مخدرات على الحدود السورية الأردنية، حيث دارت اشتباكات عنيفة مع مهربين مرتبطين بـ حزب الله “اللبناني”، وذلك بالقرب من الأكيدر في المنطقة الواقعة ما بين بلدة نصيب ومنطقة الشياح في ريف درعا على الحدود السورية – الأردنية، ما أدى إلى إصابة عدد من المهربين.
كما ضبطت كميات كبيرة من المواد المخدرة والأسلحة كانت بحوزة المهربين.
يأتي ذلك مع استمرار السلطات الأردنية عملياتها لملاحقة تجار المخدرات ومكافحة عمليات تهريبها من داخل الأراضي السورية إلى داخل أراضي المملكة، التي تحولت لمركز عبور لهذه التجارة العابرة للحدود، والتي سبق وأن وجهت المملكة أصابع الاتهام إلى “حزب الله” و “الفرقة الرابعة” التابعة للحكومة السورية بالإشراف عليها وتسهيل تهريبها لداخل المملكة.
وخلال شهر شباط/فبراير المنصرم، أحبطت قوات حرس الحدود الأردنية، عملية تهريب للمواد المخدرة قادمة من داخل الأراضي السورية عبر مهربين مرتبطين “بحزب الله” وفق المرصد السوري، وذلك في المنطقة الشرقية المتاخمة للحدود السورية في ريف السويداء، حيث جرى تبادل إطلاق النار بين الجانبين، ما أدى إلى مقتل 3 مهربين وإصابة عنصر من قوات حرس الحدود الأردنية بجراح متفاوتة، وكما ضبطت كميات كبيرة من المواد المخدرة خلال العملية.
“دمشق عاجزة عن مواجهة ملف المخدرات”
ملف تجارة المخدرات بات يؤرق الأردن بشكل كبير، حيث تعتبر المملكة أن ذلك يؤثر ويهدد أمنها القومي بشكل مباشر، خاصة مع تصاعد عمليات التهريب العابرة للحدود، واستخدام شبكات التهريب أساليب متعددة لتهريب المخدرات عبر الشاحنات والطائرات المسيرة، وأحياناً تحتوي الشحنات على كميات من الأسلحة.
وعن ذلك نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” في تقرير سابق لها، بأن ملف المخدرات في مناطق سيطرة الحكومة السورية بالغ التعقيد بسبب تورط أكثر من جهة في تجارتها بمقدمتهم القوات الحكومية والمجموعات الموالية لإيران.
ونقلت الصحيفة عن “مصادر مطلعة”، أن تجار المخدرات في مناطق سيطرة الحكومة السورية أصبحت مصدر تمويل رئيسي يدر مليارات الدولارات سنوياً، مشيرة إلى أن دمشق باتت “عاجزة” أمام الضغوط الأردنية والعربية في هذا الملف.
وأشارت المصادر إلى أن تهريب المخدرات أصبح أحد أبرز الملفات المطروحة على طاولة العلاقات الإقليمية في الشرق الأوسط، بعد تنامي نشاط صناعة وتجارة المخدرات في كل من سوريا ولبنان والعراق.
“خلية اتصال مشتركة لمكافحة المخدرات”
وتعتبر الغارة الجوية الأردنية التي طالت تجار للمخدرات في المنطقة الجنوبية السورية، هي الأولى، بعد إعلان بغداد قبل نحو أسبوعين عن تشكيل “خلية اتصال مشتركة” مع كل من سوريا والأردن ولبنان لمكافحة المخدرات.
حيث أعلن وزير الداخلية العراقي، عبد الأمير الشمري، تشكيل هذه الخلية، في مؤتمر صحفي خلال “مؤتمر حوار بغداد السادس للتواصل الإقليمي”، حيث قال الشمري، “إن الاجتماع الرباعي الذي عقد مؤخراً في الأردن خرج بمجموعة توصيات أهمها تشكيل خلية اتصال مشتركة من أجل اختصار الوقت ومتابعة عصابات تهريب المخدرات الدولية”.
ولفت وزير الداخلية العراقي إلى التعاون الكبير من قبل دول الجوار في مكافحة المخدرات، والذي أسفر عن إلقاء القبض وتفكيك العديد من شبكات تهريب المواد المخدرة وتفعيل المراقبة، مشيراً إلى أن الحكومة العراقية تسعى لأن يكون العراق أحد محاور المنطلق الأمني لمكافحة المخدرات.
وعقد في الـ 17 من شهر شباط الجاري في العاصمة الأردنية عمان اجتماع رباعي لوزراء داخلية الأردن وسورية والعراق ولبنان لبحث الجهود المشتركة لمكافحة تهريب المخدرات.
وسبق أن هددت المملكة الأردنية بالتدخل العسكري في سوريا في حال عدم تمكن دمشق من إيقاف عمليات التهريب العابرة للحدود، و ضبط الحدود المشتركة مع المملكة، كما سبق أن شنت طائرات حربية أردنية غارات جوية استهدفت مصانع ومواقع لتجار المخدرات داخل الأراضي السورية ما أدى لمقتل العديد منهم مع فقدان مدنيين حياتهم، وسط استياء شعبي في المناطق الجنوبية من عدم اتخاذ الجيش الأردني للتدابير اللازمة خلال عملياته العسكرية التي تطال المهربين ضمن المناطق المدنية والسكانية.
إعداد: ربى نجار