أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – بعد اجتماعين خلال أقل من شهر بين الاستخبارات التركية وقيادات الفصائل ، توسطها اجتماع لرئيس مكتب الأمن القومي السوري علي مملوك مع رئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان، بدأت طبول الحرب تدق في كل من حلب وإدلب.
صفقة جديدة تشبه “خان شيخون”
وبعد أن أوصل الأتراك رسالتهم إلى الفصائل وقادتها أن “الحلول السياسية سقطت.. اصمدوا”، يبدو أن كل ما يجري في منطقة شمال غرب سوريا، مخطط له من قبل روسيا وتركيا، حيث يجري الحديث بين الأوساط المعارضة عن صفقة جديدة مشابهة لتلك التي حصلت في مدينة خان شيخون عند تسليمها للقوات الحكومية، بتوافق روسي تركي.
وتشهد محاور ريف حلب الغربي والجنوبي ومحاور أخرى من مدينة معرة النعمان اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية والمعارضة، وسط تمهيد ناري مكثف من قبل الأول على نقاط تمركز الأخير، وتحليق مكثف للطيران الحربي في أجواء المنطقة، وقصفها لخطوط الإمداد العسكرية ونقاط تحرك الفصائل.
أصوات المعارك تدوي بأحياء حلب
وتحدثت مصادر محلية من حلب، أن دوي الاشتباكات والانفجارات يتردد في مختلف أحياء حلب، مشيرة إلى انها ناجمة عن رمايات للمدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ باتجاه مواقع هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة، على محاور كفر حمرة وخان العسل والمنصورة وتلة شويحنة وحريتان والليرمون والراشدين شمال وغرب المدينة.
ونوهت تلك المصادر التي تحدثت لأوغاريت بوست، مساء السبت، ان التمهيد الناري يعتبر الأعنف منذ بدء التصعيد العسكري، بمشاركة الطيران الحربي والمروحي، مبينين ان الطائرات تحلق في أجواء مدينة حلب بعد غياب استمر لنحو عام.
استراتيجية “الجيش”.. وقطع الطريق عن تهديد حلب المدينة
ومن جهته، نقلت وسائل إعلامية مقربة من الحكومة السورية، أن “التمهيد الناري على جبهات حلب الشمالية الغربية والجنوبية الغربية يأتي في سياق استراتيجية الجيش المتبعة في تدمير بنك أهداف تم انتقائه بعناية وتم تصميمه مسبقاً تبعاً لعملية رصد واسعة شاركت فيها طائرات الاستطلاع الروسية، ويتضمن تحديداً دقيقاً لمراكز ثقل المسلحين ونقاط ارتكاز مجموعاتهم ومواقعهم المهمة ميدانياً”.
ومن حديث المصدر العسكري الحكومي، يتبين لمراقبين عسكريين، ان القوات الحكومية اقتربت من إعلان ساعة الصفر لتبدأ بالعمليات البرية في مناطق غرب وجنوب حلب، لتقطع الطريق عن أي تحرك مستقبلي لقوات المعارضة نحو المدينة، خصوصاً بعد تقارير استخباراتية كشفت عن نية تركيا دفع قوات المعارضة نحو حلب، لقلب موازين القوى وخلط الأوراق على روسيا، وإجبارها على التفاوض من جديد، كون حلب تعتبر نقطة استراتيجية كبيرة على الساحة السورية، ومن يسيطر على حلب، يكون له وزنه في المعادلة السورية.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر محلية من ريف حلب لأوغاريت بوست، ان القوات الحكومية سيطرت على صالة الملوك في الليرمون، تزامناً مع قصف عنيف براجمات الصواريخ على مواقع قوات المعارضة في حريتان والليرمون وكفر حمرة.
وشاركت القوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها المتمركزة في معامل الدفاع بحلب استهداف بالصواريخ “أرض – أرض” تحمل قنابل عنقودية محيط الفوج 46 وقرية الشيخ علي في الريف الغربي.
كخان شيخون.. معرة النعمان قريبة من السقوط
أما في إدلب وريفها الجنوبي، تستمر القوات الحكومية بالتقدم صوب مدينة معرة النعمان، حيث قالت مصادر معارضة لأوغاريت بوست، مساء السبت، أن القوات الحكومية تتقدم بسرعة في ريف مدينة معرة النعمان، وأشارت إلى أنه إذا استمر الوضع هكذا فإنهم سيخسرونها والقرى المجاورة لها.
ونوهت المصادر إلى أن القوات الحكومية باتت على المدخل الشرقي للمدينة، وسط اشتباكات عنيفة بين طرفي الصراع من محور وادي الضيف (سيطرت عليها القوات الحكومية في وقت سابق) ومعمل السماد وذلك في محاولة لاقتحام المعرة.
وأبلغت مصادر أخرى شبكة أوغاريت بوست الإخبارية، ان القوات الحكومية باتت على بعد مئات الأمتار فقط من المدينة، وسط مواصلة الطيران الحربي قصفه لنقاط تمركز القوات المعارضة، وقطع طريق الإمداد العسكري بسبب قصف الطائرات الحربية الروسية للطريق الدولي M-5.
وسبق أن قال مصدر عسكري حكومي لأوغاريت بوست (اشترط عدم ذكر أسمه)، أن “معركة معرة النعمان اقتربت”، مشيراً إلى أنهم يتحضرون للمعركة وأن تعزيزات عسكرية ستصل إليهم، للبدء بالاقتحام البري.
إعداد: ربى نجار