أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تسبب الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في السادس من شهر شباط/فبراير الماضي، بمأساة ومعاناة جديدة لأكثر من مليون ونصف سوري كانوا يعيشون ضمن الولايات التي أصابتها الكارثة، بينما دفع الزلزال بالآلاف منهم للعودة إلى البلاد بشكل وصف “بالطوعي” مع فتح المعابر لقضاء إجازات تصل لـ6 أشهر والعودة لتركيا مجدداً.
الأمم المتحدة تدعو لاستقبال السوريين المتضررين في تركيا
وبعد أن أقرت بخذلانها في مساعدة أو إيصال المواد الإغاثية للسوريين المنكوبين جراء الزلزال الذي ضرب شمال سوريا، حضّت الأمم المتحدة، الدول على الإسراع في استقبال لاجئين سوريين من المناطق التي ضربها الزلزال في تركيا، وقالت إنهم “يواجهون صدمة الخسارة والنزوح مرة أخرى”.
وخلال بيان مشترك قالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن “الكثير من اللاجئين الذين فروا إلى تركيا بحثا عن الأمان والحماية يواجهون الآن صدمة الخسارة والنزوح مرة أخرى بعدما فقدوا منازلهم وسبل عيشهم”.
بينما قال رئيس المفوضية فيليبو غراندي أنه “للمساعدة في حماية هؤلاء اللاجئين الأكثر عرضة للخطر، وللمساعدة في تخفيف الضغوط على المجتمعات المحلية التي تأثرت هي نفسها بهذه الكارثة الإنسانية، تناشد المفوضية الدول لتسريع عمليات إعادة التوطين والمغادرة”.
وأضاف أنه نظرا إلى أن العديد من اللاجئين المتضررين من الكارثة “في حاجة ماسة إلى المساعدة، فإننا نحضّ المزيد من الدول على تكثيف وتسريع العمليات، وإتاحة عمليات مغادرة سريعة من تركيا”.
وتابع أن ذلك سيكون “تعبيرا ملموسا عن التضامن وتشارك المسؤوليات ويضمن في نهاية المطاف حلولا فورية تغير حياة اللاجئين الذين أصبحوا أكثر ضعفا نتيجة للزلازل”.
وشكر رئيس المنظمة الدولية للهجرة أنطونيو فيتورينو إسبانيا على خطوتها وقال “نأمل بأن نرى جهودا مماثلة بسرعة”.
قرار ألماني بمنح تأشيرات للمتضررين جراء الزلزال
وكانت ألمانيا قررت في الأيام الأولى للزلزال، تسهيل منح تأشيرات مدتها ثلاثة أشهر للمتضررين السوريين والأتراك جراء الزلزال والذين لديهم عائلات في ألمانيا، حيث تتيح هذه الآلية المبسّطة للمنكوبين “العثور على مأوى وتلقي علاج طبي” في ألمانيا.
وأدى الزلزال الكبير الذي بلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر وما تلاه من زلزال عنيف آخر في أقل من 12 ساعة بقوة 7.6، لدمار هائل طال 10 ولايات تركية، تعتبر من أكثر الولايات التركية استقبالاً للاجئين السوريين، كما أدى لدمار آلاف المباني وبقاء عشرات الآلاف من المدنيين دون مأوى.
عشرات الآلاف من السوريين يعودون إلى بلادهم
وبحسب تقارير تركية فإن نحو 40 ألف سوري فروا من المناطق المتضررة جراء الزلزال إلى شمال غرب سوريا خلال الأسبوعين الماضيين، وأشارت هذه التقارير إلى أن فرار السوريين جاء بعد تخفيف أنقرة القيود المفروضة على تحركاتهم.
ونقل موقع “أحوال تركيا” عن مصدر مسؤول في معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا أن السوريين دخلوا عبر 4 معابر حدودية تسيطر عليها المعارضة، وقدم إحصائية أفادت بأن نحو 13500 سوري دخلوا عبر المعبر وما يقرب من عشرة آلاف عبر معبر جرابلس ونحو سبعة آلاف عبر معبري باب السلام وتل أبيض حتى يوم الاثنين الماضي.
وسبق أن أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن عدد السوريين الذين عادوا لبلادهم بعد كارثة الزلزال بلغ 40 ألفاً، مشيراً إلى أن العدد يتضاعف بشكل يومي.
ومنعت القيود التي فرضتها تركيا في نيسان/أبريل من العام الماضي اللاجئين السوريين المستفيدين من الحماية المؤقتة من زيارة بلادهم والعودة إلى الأراضي التركية مرة أخرى.
بينما يسعى الآلاف من السوريين لاستغلال العرض الذي قدمته السلطات التركية بعد الكارثة، والذي يسمح لهم بقضاء ما يصل إلى ستة أشهر في شمال غرب سوريا مع إمكان عودتهم إلى تركيا مرة أخرى. بينما يخاف اللاجئون السوريون من أن تغلق أنقرة أبوابها في حال قرارهم المغادرة والعودة بعد قضاء الإجازة.
وتقول السلطات التركية أنها تستضيف أكثر من 3.5 مليون لاجئ سوري فروا من الحروب والصراع على السلطة القائم في البلاد منذ 12 عاماً، والتي كان لتركيا اليد العليا في مفاقمتها وتأزيمها من خلال دعمها اللامحدود للمعارضة المسلحة وفتح حدودها على مصراعيه خلال سنوات الحرب للمتشددين للدخول إلى البلاد لقتال الحكومة السورية.
وتقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 9 ملايين شخص تضرروا بفعل الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا في شباط/فبراير الماضي، بينهم 1.7 مليون لاجئ سوري.
إعداد: علي إبراهيم