أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد أيام من تهديدات أمريكية “برد انتقامي” على الهجوم الذي طال قاعدتها العسكرية المسماة “بالبرج 22” شمال الأردن، من قبل مجموعات مسلحة موالية لطهران، وفق واشنطن، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” فجر السبت، بدء العمليات العسكرية الجوية ضد مواقع إيرانية في سوريا والعراق.
وقبل أيام تعرضت قاعدة “البرج 22” الأمريكية لهجوم بطائرة مسيرة تقول واشنطن إنها تابعة للمجموعات المسلحة الإيرانية، أسفرت عن مقتل 3 جنود أمريكيين على الأٌقل وإصابة أكثر من 40 آخرين، في هجوم دموي هو الأول الذي يوقع خسائر بشرية في صفوف الجيش الأمريكي في إطار عمليات القصف المتبادلة بين هذه المجموعات المسلحة والقوات الأمريكية على خلفية الحرب المستمرة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، التي دخلت يومها الـ120 توالياً.
“ضربات انتقامية أمريكية على عشرات المواقع الإيرانية”
وقال ثلاثة مسؤولين أميركيين إن الولايات المتحدة بدأت تنفيذ ضربات انتقامية في العراق وسوريا بعد الهجوم الدموي في الأردن أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة نحو 40 آخرين.
وقال الجيش الأميركي في بيان في وقت لاحق إنه نفذ ضربات جوية في العراق وسوريا استهدفت فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وجماعات مسلحة متحالفة معه.
“ضرب أكثر من 85 هدفاً وشملت منشآت ومقرات قيادية”
وقال بيان للقيادة الوسطى الأميركية “في الساعة 4:00 مساءً (بتوقيت شرق الولايات المتحدة) في 02 فبراير، شنت قوات القيادة المركزية الأميركية، غارات جوية في العراق وسوريا ضد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وجماعات الميليشيات التابعة له.”
وأضاف البيان: “ضربت القوات العسكرية الأميركية أكثر من 85 هدفًا، مع العديد من الطائرات التي تشمل قاذفات بعيدة المدى انطلقت من الولايات المتحدة. استخدمت الغارات الجوية أكثر من 125 ذخيرة دقيقة التوجيه. وشملت المنشآت التي تم قصفها عمليات القيادة والسيطرة.”
ونقلت شبكة فوكس نيوز الأميركية عن مسؤول في وزارة الدفاع لم تسمّه قوله إن الضربات شنّت انطلاقا من منصّات عدة.
وقالت شبكة إي بي سي نيوز الأميركية إن الولايات المتحدة بدأت بضربات انتقامية في الشرق الأوسط، على الأرجح ضد المسلحين المدعومين من إيران بسبب غارة بطائرة بدون طيار على قاعدة أميركية في الأردن يوم الأحد الماضي أسفرت عن مقتل ثلاثة من أفراد الخدمة الأميركية.
بايدن: الرد سيستمر ولا نسعى لصراع في الشرق الأوسط
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في تعليق له على الضربات، أن الرد الأمريكي “سيستمر على الميليشيات الإيرانية في الأوقات والأماكن التي تختارها واشنطن” حسب قوله، مشيراً في الوقت نفسه أن بلاده لا تسعى لصراع في منطقة الشرق الأوسط أو أي منطقة بالعالم، ولفت إلى أنه أصدر أوامراً للقوات العسكرية بتوجيه ضربات ضد منشآت إيرانية يستخدمها “الحرس الثوري الإيراني” لمهاجمة الجيش الأمريكي في سوريا والعراق.
ما المناطق التي تم استهدافها بداية “الرد الأمريكي” ؟
وحتى ساعات الفجر من يوم السبت، طالت الضربات الأمريكية، 12 موقعاً تابعاً لمجموعات مسلحة موالية لإيران في الميادين والبوكمال شرق دير الزور، فيما كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن الضربات تجددت على منطقة “الحيدرية” بريف دير الزور، ومحيط مطار دير الزور العسكري.
فيما نفذت فصائل مسلحة موالية لإيران عملية قصف برشقة صاروخية طالت قاعدة “حقل العمر النفطي” للتحالف الدولي شرق دير الزور.
مع تنفيذ ضربات جوية أمريكية ضد مواقع إيرانية بمدينة القائم العراقية على الحدود السورية، وقصف جوي أمريكي طال منطقة “عكاشات” بمحافظة صلاح الدين العراقية، إضافة لاستهداف موقع قيادة عمليات الأنبار التابعة للحشد الشعبي العراقي ومقر وكتيبة الدروع في لواء 13 الطفوف بين بلدتي الرطبة والقائم العراقيتين.
ووفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الضربات الجوية الأمريكية استهدفت مواقع بطول نحو 130 كيلومترا من مدينة دير الزور وصولا للحدود السورية -العراقية مرورا بالميادين، وتم خلالها قصف 26 موقعاً للمسلحين الإيرانيين، حيث أنه في الميادين قصفت مواقع في كل من حي التمو وقاعدة عين علي بالقرب من قلعة الرحبة وحي الشبلي والحيدرية وصوامع الحبوب.
وفي البوكمال قرب الحدود السورية -العراقية استهدفت عدة مواقع في الهجانة والهري.
وفي مدينة دير الزور استهدفت مواقع للمسلحين الإيرانيين بالقرب من كلية التربية سابقا، ومحيط المطبخ الإيراني، وقرب الرادارات وطب هرابش وحويجة صكر ومستودعات عياش.
ووفق حصيلة أولية نشرها المرصد السوري، فإن الضربات أسفرت عن مقتل 18 عنصراً من المجموعات الموالية لإيران، فيما لفت المرصد إلى أن قيادات إيرانية اتخذت إجراءات لتقليل الخسائر البشرية، حيث أوعزت لقواتها الالتزام بالمنازل والبقاء على تواصل مع القيادات، واكتفت بوضع عناصر حراسة على المواقع المنتشرة في سوريا.
“الضربات لن تمنع إيران من تنفيذ ضربات جديدة”
وتقول أوساط سياسية ومراقبة أمريكية، بأن هذه الضربات لن تمنع إيران من استمرار دعم الجماعات المسلحة والحد من تنفيذ ضربات على قواعد عسكرية في سوريا والعراق، مشيرين إلى أن الرد يجب أن يكون قاسياً بشكل يوصل رسالة لطهران بأن واشنطن رسمت خطوط حمراء في المنطقة لا يجوز تجاوزها أبداً.
أنباء متضاربة عن مغادرة ضباط إيرانيين لسوريا
وسبق أن أفادت وكالة الأنباء “رويترز” للأنباء نقلاً عن مصادر وصفتها “بالمطلعة” بأن “الحرس الثوري” الإيراني قلَّص نشر كبار ضباطه في سوريا بعد سلسلة من الضربات الإسرائيلية المُميتة، مشيرة إلى أنه سيعتمد أكثر على فصائل مسلحة متحالفة مع طهران للحفاظ على وجوده هناك، ولفتت المصادر إلى أن قرار تقليص انتشار كبار الضباط لا يعني الانسحاب من سوريا، وسط التأكيد على أن ضباط كبار غادروا سوريا.
يأتي ذلك في وقت نقلت “روسيا اليوم”، عن “مصدر أمني سوري” نفيه “بتقليص عدد المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا”، وأشار إلى أنها “تعديلات روتينية”، ووصف المصدر “الوجود الإيراني في سوريا “بالشرعي”.
وتأتي جولة التصعيد العسكري هذه بين الولايات المتحدة وإيران في سوريا والعراق، وسط دعوات دولية وإقليمية بضبط النفس والامتناع عن أي تصعيد عسكري جديد قد يجر منطقة الشرق الأوسط لحرب شاملة.
إعداد: ربى نجار