دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بعد آستانا.. العنف يزداد في “خفض التصعيد” وحديث عن “عمل عسكري محتمل” بموافقة تركية !

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تشهد منطقة “خفض التصعيد” شمال غرب سوريا منذ أسبوع تصعيداً عسكرياً كبيراً من قبل روسيا والقوات الحكومية السورية، حيث تعرضت مناطق واسعة من الشمال الغربي لقصف مدفعي وصاروخي مكثف خلال الأيام الماضية، إضافة إلى غارات جوية روسية شنتها طائرات حربية طالت نقاط عسكرية لفصائل المعارضة وعلى رأسها “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” و “الحزب الإسلامي التركستاني” (الإيغور).

التصعيد بدأ مع انعقاد اجتماعات آستانا

التصعيد العسكري في مناطق شمال غرب سوريا بدأ منذ الـ21 من حزيران الجاري، أي في اليوم الثاني لاجتماعات آستانا في جولتها العشرين، بينما كانت هناك عمليات استهداف بشكل متقطع قبل هذا التاريخ، وجمع هذا الاجتماع نواب وزراء خارجية دول روسيا وتركيا وإيران وسوريا، لبحث الملف السوري والشمال بشقيه، إضافة لعودة العلاقات بين دمشق وأنقرة في إطار “خارطة روسية” أعلن عنها المبعوث الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، بينما وصفها المتحدث باسم الكرملين “بالطويلة”.

وخلال الاجتماع الأخير، جاء فيما يخص بمنطقة “خفض التصعيد”، أن الأطراف ستعمل على ضمان الهدوء في منطقة إدلب والاتفاق على بذل المزيد من الجهود لضمان الأمن على الأرض عبر تنفيذ كامل بنود والاتفاقيات السابقة حول المنطقة.

صمت الضامن التركي.. وحديث عن عملية عسكرية وشيكة

وبدأ التصعيد الذي يمكن اعتباره الأعنف في 2023، بقصف لقوات الحكومة على ريف إدلب تسبب بسقوط قتلى وإصابات بين المدنيين، تبعه استهداف قيل أنه من قبل “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” على مدينة القرداحة أدت لمقتل مواطن وإصابة آخرين.

متابعون لم يستبعدوا أن التصعيد الحالي يصب في مصلحة عمل عسكري أوسع للقوات الحكومية والروسية على منطقة “خفض التصعيد”، خاصة في ظل موقف الضامن التركي الصامت والذي لم يبدي أي موقف أو ردة فعل إلى الآن، حتى بعد سقوط ما يزيد عن 50 شخصاً بين قتيل وجريح جراء عمليات القصف البرية والجوية.

لافتين إلى أن التعزيزات العسكرية الضخمة للقوات الحكومية السورية، التي وصلت المناطق الشمالية الغربية، قد يكون دليلاً آخر على نية دمشق وموسكو لشن هذه العملية العسكرية لفتح الطرق الدولية “إم فور و إم فايف” والسيطرة عليها إلى جانب المعابر الدولية وعلى رأسها معبر باب الهوى، والذي تم الاتفاق في اجتماع آستانا الأخير، وتلك اللقاءات التي جمعت بين المسؤولين الأمنيين لسوريا وتركيا برعاية روسية وموافقة تركية.

استهداف القرداحة التي تبعد 10 كيلومترات عن حميميم

وترى هذه الأوساط أن استهداف منطقة القرداحة التي تبعد فقط 10 كيلومترات عن قاعدة حميميم، ليست سوى ذريعة اتخذتها موسكو ودمشق للبدء بهذه الهجمات التي يمكن أن تكون تمهيداً لعمل عسكري، متسائلين أنه كيف لرادارات قاعدة حميميم لم تكشف الطائرات المسيرة التي استهدفت القرداحة وصلنفة؟.

فيما اعتبر استهداف القرداحة بالطائرات المسيرة في هذا التوقيت، رسالة لموسكو ودمشق من قبل المعارضة أنهم جاهزون للرد على أي هجوم عسكري محتمل، أو يمكن أن تكون رسالة من النصرة على أن اقصائها من الشمال السوري بأي عمل عسكري وبموافقة تركية لن يكون بالأمر السهل.

الاتحاد الأوروبي يدين الغارات الجوية على سوق شعبي بإدلب

يشار إلى أن بعض الغارات الجوية للطائرات الحربية الروسية استهدفت سوقاً شعبياً غرب إدلب ما أدى لسقوط قتلى بين المدنيين، الأمر الذي استنكرته جهات دولية محلية عدة.

وقال مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى سوريا، دان ستوينيكو، أن الطائرات الروسية ارتكبت “مجزرة” بحق المدنيين في مدينة جسر الشغور، وأضاف أنه على موسكو ايقاف مثل هذا السلوك المارق.

أما المبعوث الألماني لسوريا ستيفان شنيك، عبر عن إدانة بلاده للضربات الجوية، وقال أنهم “يشعرون بالحزن على أسر الضحايا.. يجب ألا يتعرض المدنيون تحت أي ظرف للهجوم.. وحمايتهم تقع على عاتق الجميع.. يجب محاسبة الجناة المشاركين في هذه الجريمة”.

إدانة محلية للغارات الروسية التي استهدفت المدنيين

بدوره ندد مجلس سوريا الديمقراطية، الاستهداف الروسي، وقال إن التصعيد التركي والروسي في شمال سوريا مرتبط باجتماع أستانا واتفاقهما على تنفيذ أجنداتهما ومصالحهما في سوريا وترجمة السياسات على الأرض، وأشار مسد إلى أن الحوار هو السبيل لإنهاء المقتلة السورية، داعياً الأطراف الدولية والأممية للتدخل.

فيما قال “حزب سوريا المستقبل”، خلال بيانه دان فيه الاستهداف، أنه “دائماً تحمل جولات آستانا، ومنذ انعقادها قبل سنوات، المآسي والمعاناة لشعبنا السوري نتيجة ما يجري داخل أروقتها من صفقات ومقايضات على حساب دماء شعبنا وتضحياته”، داعياً لتحييد المدنيين ومناطقهم عن كافة أشكال الصراع، وشدد على ضرورة الحل السياسي في سوريا لتجنب البلاد تبعات سياسات المصالح بين الدول.

حياة 4 ملايين انسان معرضة للخطر

بينما حذر “الدفاع المدني” من التصعيد المستمر، وقال إنه يهدد حياة أكثر من 4 ملايين مدني، ولا ضمان لحمايتهم إلا بتطبيق القرار الأممي 2254 الذي يبدو أنه يتلاشى مع التغاضي الدولي عن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، وأوضح أن فرقه وثقت أكثر من 70 هجوماً منذ بداية التصعيد حتى يوم السبت 24 حزيران، بالإضافة لهجوم يوم الأحد، واستجابت فرقه لأكثر من 200 هجوم منذ بداية العام.

وبحسب إحصائية الدفاع المدني، تعرضت مناطق شمال غربي سوريا لـ 241 هجوماً مدفعياً وصاروخياً، و6 هجمات جوية روسية، تسبب بمقتل 24 شخصاً بينهم 5 أطفال، وإصابة أكثر من 90 آخرين بجروح بينهم 32 طفلا و20 امرأة.

إعداد: علي إبراهيم