أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لم تستطع المؤتمرات والاجتماعات الدولية التي جرت تحت مظلة الأمم المتحدة والأخرى التي جاءت تحت ستار مسار “آستانا” التي ترعاها كل من روسيا وتركيا وإيران بحل الأزمة السورية، التي أصبحت على أعتاب عامها الحادي عشر، بينما تعمل بعض الأطراف من المعارضة الداخلية لحل الأزمة بعيداً عن التدخلات الأجنبية وبمشاركة السوريين فقط.
وبعد أشهر من العمل، عقد “لقاء تشاوري” يرعاه مجلس سوريا الديمقراطية “مسد” وبدعوة من اللجنة التحضيرية لمؤتمر “القوى والشخصيات الديمقراطية” وبالتعاون مع مؤسسة “أولف بالما الدولية” في العاصمة السويدية استوكهولم، جمع ممثلين عن أحزاب وشخصيات سياسية سورية لبحث آليات جمع المعارضة الديمقراطية وبناء توافقات وطنية لإيجاد حل سياسي في سوريا.
“الحل في سوريا يجب أن يكون ديمقراطياً وعلى أساس المقررات الدولية”
وفي بيان صفحي صدر في ختام المؤتمر، يوم الأربعاء، أكد المشاركون ضرورة “التمسك بالقرار الأممي 2254 وبيان جنيف1 كأساس للحل السياسي في سوريا”، وأوضحوا أن أي حل سياسي يجب أن يكون ديمقراطياً من دون إقصاء أي طرف.
وأشارت الأطراف المشاركة في بيانها إلى أن “أي حل يجب أن يعالج ملف النازحين واللاجئين وضمان عودتهم الطوعية والآمنة إلى ديارهم و إطلاق سراح المعتقلين والمخطوفين والكشف عن مصير المفقودين والمغيبين قسراً”.
المؤتمر جاء بدعم وحضور مسؤولين بالحكومة السويدية
وقالت مصادر مطلعة إن المؤتمر الذي جمع شخصيات معارضة سورية إضافة لمسؤولين في مجلس سوريا الديمقراطية جاء بدعم من قبل الحكومة السويدية، حيث كان من بين الحضور المسؤول عن الملف السوري في الخارجية السويدية بيير أورانوس، إضافة إلى المسؤول عن لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان السويدي كينيث فورش لود.
وبحسب المصادر فإن الاجتماعات الذي عقدت خلال الأيام الماضية في استوكهولم، قسمت على أقسام ثلاث، أولها “قراءة سياسية للوضع السوري”، والثانية “قراءة في حال المعارضة السورية”، والجلسة الأخيرة جاءت تحت عنوات “الممكنات والفرص أمام المعارضة السورية”.
جمع المعارضة السورية .. “والظروف مهيأة لمشروع ديمقراطي في البلاد”
وتقول مسد أنها تعمل منذ سنوات من خلال “ورشات عمل” في أكثر من دولة أوروبية على جمع المعارضة الوطنية السورية ضمن إطار موحد، للخروج برؤية واضحة وموحدة للحل في سوريا، بعيداً عن التدخلات الخارجية.
ويشدد “مسد” على أن السوريون وحدهم من يستطيعون حل خلافاتهم والأزمة المستمرة في البلاد، بعيداً عن الأجندات الخارجية وتحكم بعض الأطراف بالحل واستفرادها فيه وإقصاء السوريين عن الاجتماعات التي يصفونها بأنها “لحل الأزمة السورية”.
وخلال تصريحات لها من العاصمة السويدية استوكهولم وخلال أعمال المؤتمر، أكدت رئيسة الهيئة التنفيذية لمسد، الدبلوماسية الكردية إلهام أحمد، أن “السوريون ينتظرون بصيص أمل في الوقت الذي فقدت السلطة في دمشق حاضنتها”، واعتبرت أن جميع الظروف في سوريا مهيأة وفي جميع المناطق للانطلاق نحو مشروع ديمقراطي.
“المؤتمر قد يغير المشهد في سوريا”
من جهتها صرحت أمين سر اللجنة التحضيرية للمؤتمر، مجدولين حسن أمين، في تصريحات خاصة “للعربي الجديد”، أن اللقاء التشاوري جاء تحضيراً للمؤتمر المُزمع عقده منذ فترة طويلة عند بدء الورشات بالتعاون مع الحكومة السويدية ومركز (أولف بالمه) الدولي واللجنة التحضيرية للمؤتمر”.
وقالت أن البيان الختامي كان حصيلة توافقات الحاضرين، وأن القضية الكردية ليست لها أي علاقة بها، وإنما كان التركيز على الديمقراطية وضرورة إيجاد إطار سياسي يجمع الديمقراطيين السوريين، وأشارت إلى أن هذا المؤتمر يجب أن يكون تمهيداً لإيجاد هذا الإطار السياسي الذي من الممكن أن يغير في المشهد السوري”.
وأضافت، أنهم لا يسعون أن يكونوا بديلاً عن أي جسم سياسي آخر، لكن هم بحاجة إلى جسم يجمعهم ويوحد رؤيتهم حول الحل في سوريا.
بدورها أكدت رئيسة مركز “أولف بالمه الدولي” وهي مؤسسة سويدية تعمل من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان والسلام، آنا سوند ستورم، “أهمية عقد لقاءات كهذه من أجل الوصول للسلام والاستقرار في سوريا”.
“اللامركزية” و “المركزية” .. نقاط خلاف بين دمشق والقامشلي
ويرى مجلس سوريا الديمقراطية “مسد”، بأن “اللامركزية” سيكون الشكل والحل الوحيد في سوريا، وأن النظام “المركزي” المطبق حالياً في البلاد، لن يؤدي إلى إلا “استمرار الأزمة وإطالة أمدها”، وتتهم الحكومة في دمشق بالتمسك “بالمركزية” و “إعادة الأمور كما كانت عليه قبل 2011”.
وسبق أن التقى وفد من “مسد” بوزيرة الخارجية السويدية، آن ليندي، في العاصمة ستوكهولم، لمناقشة إيجاد آلية للوصول إلى خريطة طريق تقود إلى عملية سياسة أكثر شمولية في سوريا.
وتقول الحكومة السويدية أن أهدافها في سوريا، تتمثل “بتحسين سبل عيش السوريين وحقوق الإنسان، وإيصال الخدمات العامة الأساسية الشاملة للأشخاص الذين هم في وضع سيء، بما في ذلك اللاجئين من سوريا”.
وكانت اللجنة التحضيرية لمؤتمر “القوى والشخصيات الديمقراطية” قد انبثقت عقب 6 ورشات عمل في عواصم ومدن أوروبية نظمها مجلس سوريا الديمقراطية ودعا إليها قوى وشخصيات معارضة عدة، سبقتها 3 ملتقيات حوارية في داخل سوريا خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
إعداد: ربى نجار