أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد أن كان السبب في الخلافات بينها وبين القوات التركية، توترت الأجواء بين “حكومة الإنقاذ” التابعة لهيئة تحرير الشام/جبهة النصرة، وبين “الحكومة المؤقتة” المعارضة الموالية لتركيا على خلفية سعي “الهيئة” فتح معبر الجوزية غرب حلب مع القوات الحكومية السورية للتبادل التجاري.
خلافات بشأن المعبر
وكشفت مصادر محلية، أن خلافات كبيرة حصلت بين الجهتين المسيطرتين على مناطق شمال غرب سوريا، بسبب سعي الهيئة و”حكومة الإنقاذ” لفتح معبر للتبادل التجاري مع القوات الحكومية، وذلك بالرغم من خضوع الهيئة للضغوطات الشعبية وتعليق فتح المعبر أمام حركة الشاحنات بعد سريانها لساعات قليلة.
وأعلنت هيئة تحرير الشام في بيان لها قبل يومين، عن “تعليق قرار فتح المعبر الجديد والذي جاء بعد مطالبات ونداءات من طوائف مختلفة من المزارعين والعمال وأصحاب المعامل والمداجن والتجار، وتحقيقا للمصلحة العامة للشمال المحرر”.
وأشارت المصادر إلى أن “الحكومة المؤقتة” وبضغوطات من تركيا، بدأت بالعمل على منع الهيئة على منع فتح المعبر، لأن ذلك سيؤدي إلى تدهور علاقة “تحرير الشام” بأنقرة كثيراً، لافتين إلى أن هذا التوقيت ليس توقيت “المخاصمة”، خصوصاً وأن المعطيات على الأرض تشير لجولة جديدة من المعارك في جنوب إدلب.
تظاهرات ضد فتح المعبر
وتعرضت “تحرير الشام و حكومة الإنقاذ” للكثير من الضغوطات في الآونة الأخيرة، حيث خرجت تظاهرات في عدة مدن في إدلب، تندد بالمساعي لفتح معبر مع من وصفوهم “بالمجرمين وقاتلي الشعب السوري” في إشارة إلى القوات الحكومية السورية.
بدوره أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مساء السبت، أن مظاهرة مسائية (السبت) خرجت في مدينتي أريحا وكفرتخاريم بريف إدلب، احتجاجا على ممارسات “تحرير الشام” ورفضاً لفتح المعبر، وسبق ذلك خروج أهالي بلدات ومناطق بنش وتفتناز وكللي وحربنوش وزردنا ومعارة النعسان ودارة عزة، رافضين لفتح المعبر.
وسبق أن تعرضت القوات الأمنية التابعة للهيئة للمتظاهرين بالقوة وعملت على تفريق الاحتجاجات بالرصاص وعبر دهس المدنيين، ما أدى لمقتل وجرح العشرات.
“تحرير الشام” تبرر
بدوره برر مسؤول العلاقات الإعلامية في الهيئة “تقي الدين عمر” قرار افتتاح المعبر قبل التراجع عنه، بأنه للحفاظ على الأمن الغذائي، وتأمين استمرار إنتاج الغذاء الذي يوفر معظم احتياجات الناس، مشيراً إلى أن هذه البضائع “لا تؤثر على تحسين اقتصاد النظام ” فهي أرقام تعتبر بسيطة جدا بالنسبة له. والمعبر تجاري وليس مدني ولا خطورة من فتحه، كما أن الحاجة ماسة لفتحه، وهناك مخاطر عدة تواجه المنطقة في حال استمر الحال على ما هو عليه من توقف حركة التجارة وتصدير البضائع.
المعبر وتأثيره على الأسعار
مصادر تجارية من إدلب أوضحت، “أن فتح المعبر يشكل خطورة على المدنيين، ففي الوقت الحالي ومع عدم وجود معبر باتجاه النظام تشهد أسعار الخضروات والمواد الغذائية ارتفاعاً كبيراً ولا تتناسب مع مستوى الدخل”، مشيرين إلى أنه إذا تم افتتاح المعبر سيزداد الطلب على المواد بشكل كبير بسبب ندرتها أو حتى فقدانها في مناطق سيطرة النظام مما سيؤدي إلى ارتفاع سعر المواد بشكل جنوني وفقدان بعضها”.
واستنفرت “تحرير الشام” قواتها الأمنية على الحواجز المنتشرة في المنطقة، على خلفية دعوات للتظاهر رفضاً لافتتاح المعبر، واعتبار عناصر الهيئة “خونة” لتعاملهم مع القوات الحكومية السورية، مشيرين إلى أن قادة الهيئة لا تهتم سوى بجمع المال، بينما يأكل الفقر والجوع الناس بصغارهم وشيبهم وشبابهم.
وسبق أن أنذرت السلطات التركية “تحرير الشام” بعدم الإقدام على فتح المعبر مع القوات الحكومية، وأن ذلك سيكون له تداعيات كبيرة، ولكن الهيئة أصرت وفتحت المعبر ما أدى لتزايد الخلافات بين الطرفين.
إعداد: علي إبراهيم