أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يبدو أن التصعيد سيكون عنوان المرحلة المقبلة في المناطق الشمالية الشرقية السورية، والتي كانت بعيدة عن الحرب والصراع على السلطة في البلاد لأعوام طويلة، حتى وصل إليها دول “مسار آستانا” (روسيا وتركيا وإيرن).
وكانت هذه المناطق ملاذا آمناً لمئات الآلاف من السوريين الذين فروا من هول المعارك والحروب بين الحكومة والمعارضة، أما الآن فمن الواضح أنه كتب لها العيش في دائرة الصراعات الإقليمية والتدخلات الخارجية.
مخطط إيران بالتنسيق مع موسكو ودمشق لضرب الأمريكيين
وكشفت تقارير إعلامية، عن “مخطط إيراني” لتصعيد الهجمات ضد القوات الأمريكية العاملة ضمن التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، وذلك كجزء من استراتيجية أوسع مدعومة من روسيا لطرد الولايات المتحدة من سوريا.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية نقلاً عن مسؤولين استخباراتيين أميركيين، أن هناك وثائق سرية مسربة حصلت الصحيفة عليها تقول أن تقارير استخباراتية تؤكد أن إيران وحلفاؤها في سوريا يعملون على تدريب المجموعات المسلحة الموالية لهم على استخدام عبوات ناسفة تزرع على جوانب الطرق وتكون أكثر قوة وخارقة للدروع بهدف قتل أفراد الجيش الأميركي.
واعتبر التقرير أن مثل هذه الهجمات ستشكل تصعيداً لحملة إيران المستمرة والتي تستخدم الميليشيات بالوكالة لشن ضربات صاروخية وهجمات بطائرات مسيرة ضد القوات الأميركية في سوريا.
ونقلت الصحيفة عن محللين استخباريين وخبراء أسلحة القول إن العبوات الناسفة الجديدة يمكن أن تزيد الخسائر في صفوف الأميركيين، مما يهدد بمواجهة عسكرية أوسع مع إيران.
التصعيد قد يعود مجدداً
وخلال الأشهر الماضية، شهدت المنطقة الشرقية السورية، تصعيداً بين القوات الأمريكية والإيرانية، وتبادل لعمليات القصف بين الطرفين، واستهدفت القوات الإيرانية بالطائرات المسيرة مواقع عسكرية أمريكية أدت لإصابة 6 أفراد أمريكيين وقتلت متعاقداً مع وزارة الدفاع، وردت الطائرات الحربية الأمريكية بقصف مواقع إيرانية، وأدى ذلك لخسائر بشرية و أضرار مادية.
وبالعودة إلى التقرير، كانت القوات الموالية لإيران استخدمت نفس النوع من العبوات الناسفة الخارقة للدروع، في هجمات مميتة ضد القوافل العسكرية الأميركية في العراق خلال السنوات الماضية.
مسؤولون إيرانيون أشرفوا على تدريبات استخدام “العبوات الخارقة”
وورد في إحدى الوثائق الاستخبارية أن مسؤولين في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، أشرفوا على اختبار للعبوات الناسفة الخارقة للدروع في أواخر يناير الماضي في منطقة الضمير شرقي دمشق، وقيل إنها تسببت باختراق درع دبابة.
وقالت الوثيقة إن مسؤولين في فيلق القدس ساعدوا في تصميم العبوات وتقديم المشورة العملياتية بشأن استخدامها، وأضافت أن مسؤولا في فيلق القدس يدعى صادق أميد زاده حدد على وجه الخصوص عربات “همفي” و”كوغار” المدرعة كأهداف معينة، وتحدث عن إرسال عناصر مجهولة لالتقاط صور استطلاعية للطرق التي تستخدمها القوات الأميركية.
واشنطن على علم بكل ما يخطط
وبينت الصحيفة أن المعلومات الواردة في الوثيقة استندت على اتصالات تم اعتراضها جرت بين عناصر من مجموعات مسلحة سورية ولبنانية وإيرانية موالية لطهران.
وبحسب “واشنطن بوست” فإن وثيقة أخرى أشارت إلى أن إحدى المحاولات الواضحة لاستخدام مثل هذه العبوات الناسفة ضد القوات الأميركية أحبطت على ما يبدو في أواخر شباط/فبراير الماضي، عندما استولت قوات سوريا الديمقراطية والتحالف على ثلاث قنابل بالقرب من بلدة الرميلان شمال شرق سوريا.
وتؤكد الوثيقة، بوجود جهود جديدة واسعة النطاق من قبل “موسكو ودمشق وطهران” لطرد الولايات المتحدة الأمريكية من سوريا، حيث يعتبر وجود هذه القوات من أبرز الحواجز والعوائق أمامهم لشن حرب ضد قسد واستعادة السيطرة على هذه المنطقة الغنية.
ولفتت الصحيفة، أن هذا المخطط عبارة عن “خطط لتنفيذ حملة واسعة تتضمن تأجيج ما وصفتها المقاومة الشعبية ودعم الحركات المحلية لتنفيذ هجمات ضد الأميركيين في شرق وشمال شرق سوريا”.
وبينت أن مسؤولين عسكريين واستخباراتيين روس وإيرانيون وسوريون رفيعو المستوى التقوا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي واتفقوا على إنشاء “مركز تنسيق” لتوجيه الحملة، بحسب تقييم استخباراتي سري أُعد في كانون الثاني/يناير الماضي.
البنتاغون يرفض التعليق على التسريبات
ولم يرد في الوثائق ما يشير إلى تورط روسي مباشر في التخطيط لحملة الاستهداف بالعبوات الناسفة، لكنها تتحدث عن وجود جهود روسية نشطة لمناهضة الولايات المتحدة في سوريا.
وقالت الصحيفة، أن البنتاغون رفض التعليق على ما ورد في الوثائق المسربة ولم يرد على أسئلة الصحيفة بشأن المعلومات الاستخباراتية، لكن الصحيفة ذكرت أن مسؤولين حاليين ومسؤول سابق لديه إمكانية الوصول إلى معلومات استخبارية حساسة أكدوا وجود تحركات من قبل مسلحين إيرانيين لتصعيد الهجمات ضد القوات الأميركية باستخدام العبوات الخارقة للدروع.
إعداد: رشا إسماعيل