أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – للمرة الثانية وخلال أقبل من أسبوعين، شن الجيش الإسرائيلي ضربات صاروخية استهدفت مطار حلب الدولي، وذلك بعد الضربة التي جاءت أواخر شهر آب/أغسطس الماضي، والتي طالت مستودعات أسلحة إيرانية وكانت القوات الروسية على علم بها بشكل مسبق بحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، التي استنفرت قواتها داخل المطار قبيل الهجوم بساعة.
من دون S300.. إسرائيل تسرح في الأجواء السورية
وتأتي الهجمات الإسرائيلية بعد سحب القوات الروسية في سوريا لمنظومة الدفاع الجوي S300، التي كانت تقلق الطيارين الإسرائيليين وتحيد كثيراً من تحركاتهم في سماء البلاد، بحسب ما علقت كشفت تقارير إعلامية عبرية، كما هذا هو الهجوم الثاني خلال أقل من 10 أيام، وبعدما كشفت تقارير إعلامية بتنسيق بين الرئيس السوري بشار الأسد وتل أبيب لضرب التواجد الإيراني في سوريا.
بدوره قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن انفجارات عدة دوت في محيط حي المالكية قرب مطار حلب الدولي، نتيجة استهداف إسرائيلي مستودعات أسلحة إيرانية مما أدى إلى تدميرها واشتعال النيران فيها.
خروج مدرج مطار حلب عن الخدمة وتحويل الرحلات لدمشق
كما استهدفت الصواريخ الإسرائيلية، مدرج مطار حلب الدولي، ومحيط المطار بصاروخين على الأقل، مما أدى إلى وقوع أضرار مادية كبيرة. بينما هذا هو الاستهداف الإسرائيلي رقم 24 للأراضي السورية خلال العام 2022.
وسبق هذا القصف استهداف آخر في الـ31 من آب/أغسطس الماضي، طال منطقة مطار حلب ومحيطه، استهدف مستودعات للذخيرة والسلاح تابعة للقوات الإيرانية المتواجدة في محيط المطار بثلاثة صواريخ، كما سقط صاروخ رابع بحرم المطار.
بدورها نقلت السلطات السورية حركة الطائرات التي من المفترض أن تتوجه نحو مطار حلب الدولي إلى مطار دمشق الدولي، وذلك بعد خروج المدرج في المطار عن الخدمة.
وقالت وزارة النقل التابعة للحكومة السورية في بيان لها، مساء الثلاثاء، أن كل الرحلات تم تحويلها من مطار حلب الدولي إلى مطار دمشق الدولي، وذلك بعد الضربة الإسرائيلية التي أدت لخروج مدرج المطار عن الخدمة.
وأعلنت وزارة النقل أنه سيتم تحويل كل الرحلات الجوية المقررة والمبرمجة عبر مطار حلب الدولي إلى مطار دمشق الدولي وذلك إثر العدوان الإسرائيلي الذي استهدف مطار حلب وأدى لخروجه عن الخدمة مساء اليوم.
ودعت الوزارة المسافرين لترتيب أمور سفرهم ونقلهم ومواعيد رحلاتهم مع شركات الطيران ومكاتبها المعنية وذلك ريثما يتم إعادة إصلاح الأضرار الناجمة عن العدوان وعودة المطار للعمل.
بعد روسيا.. تنسيق إسرائيلي مع الأسد لضرب إيران
وتأتي هذه الاستهدافات المتتالية لمواقع عسكرية إيرانية، في ظل الحديث عن تنسيق إسرائيلي مع الرئيس السوري لضرب التواجد الإيراني في البلاد، حيث كشفت صحيفة “أديعوت أحرنوت” فأن هناك اتصالاً مباشراً بين الأسد والجيش الإسرائيلي، حيث بعثت الأخيرة تطمينات للأسد بعدم استهداف قواته ورسائل تحذير للضغط على إيران.
وبحسب الصحيفة، فإن تل أبيب سلمت مسؤولين سوريين والقوات الروسية رسالة مباشرة، عقب الضربات الإسرائيلية الأخيرة على مطار حلب ومواقع أخرى في دمشق الأسبوع الماضي، وهي تأكيد على استمرار هذه الضربات لكن دون إلحاق أي أذى بالعسكريين السوريين، وشددت الرسالة أن المستهدف من هذه الضربات هم الإيرانيون. وهو الأمر الذي أكده معلق الشؤون الأمنية والعسكرية في الصحيفة، رون بن يشاي المعروف بقربه من هيئة الأركان الإسرائيلية.
ويؤكد رون بن يشاي، أن القوات الروسية لها علم مسبق بكل هجوم قامت به إسرائيل على المواقع الإيرانية في سوريا، فالروس يحصلون على إخطار مسبق قبل شن أي هجوم وفقاً لـ “آلية منع التصادم”، لتفادي إلحاق الضرر بالقوات الروسية، وأشار إلى أن طلب القوات الروسية من مجموعات موالية لإيران إخلاء موقعين استراتيجيين غرب سوريا لتفادي الضربات الإسرائيلية، هو دليل نجاح تل أبيب في ضغطها العسكري على إيران في سوريا.
كما تأتي هذه الضربات المتتالية بعد تقرير استخباراتي إسرائيلي كشف عن بدأ وصول شحنات أسلحة إيرانية كبيرة تضم طائرات مسيرة، تأتي عبر الطائرات المدنية وتخزينها في معسكرات ومنشآت تخزين تابعة لقوات الحكومة السورية، ومحمية ببطاريات صواريخ أرض – جو سورية تخضع لإشراف وسيطرة روسية.
إعداد: ربى نجار