أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية والقصف الجوي والبري غير المسبوق على قطاع غزة، حيث أعلن في وقت سابق من مساء الثلاثاء، أن قواته العسكرية باتت في قلب القطاع، يأتي ذلك مع تصاعد المخاوف من أن تتسع دائرة الصراع وتتحول إلى حرب شاملة تخيم على كامل منطقة الشرق الأوسط، في ظل جهود عربية وإقليمية ودولية لمنع توسع دائرة الحرب وفتح جبهات جديدة قد يصعب إغلاقها فيما بعد.
الحرب مستمرة ولا مكان للسلام إلى الآن
وتتزامن هذه التطورات مع عدم وجود أي بوادر لوقف إطلاق النار أو تطبيق هدنة إنسانية مؤقتة في قطاع غزة، في وقت تعتبر تل أبيب أن أي هدنة ستكون لصالح حماس التي ستستعيد قوتها وتلتقط أنفاسها وتعيد شن هجماتها من جديد، بينما تقول الولايات المتحدة أنه يمكن اللجوء إلى ما وصفته “بوقف تكتيكي للعمليات العسكرية” بغية إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة، وأكدت أن غزة ستبقى أرض فلسطينية، رغم الصداقة مع إسرائيل إلا إنها تختلف في هذه المسألة مع تل أبيب.
“إسرائيل خسرت الكثير خلال حرب غزة”
ويعتقد محللون سياسيون أن “الهجوم الوحشي” لإسرائيل على قطاع غزة يأتي لمحاولة “تبييض صورته” خاصة بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدها بعد عملية “طوفان الأقصى”، مشيرين إلى أن هذه الخسائر تمثلت في انهيار العملة المحلية وارتفاع التضخم ووصول الخسائر إلى أكثر من 10 مليارات دولار أمريكي، إضافة إلى خروج مظاهرات تندد بحكومة بنيامين نتنياهو من قبل الشعب الإسرائيلي، وغيره من الشعوب التي حملت هذه الحكومة مسؤولية ما يجري في قطاع غزة.
“سوريا لن تدخل مباشرة في الحرب بغزة”
وهناك مخاوف جدية من أن تؤدي مواصلة الحرب في غزة لفتح جبهات جديدة على إسرائيل، قد تكون من جنوب سوريا ولبنان، وهنا يرى الباحث المصري في العلاقات الدولية، محمد ربيع، أن الجبهات الأخرى يمكن أن تفتح على إسرائيل، كونها خارج إدارة المجتمع الدولي، مشيراً إلى وجود ضغوطات على تل أبيب لوقف تدمير غزة واستهداف المدنيين.
وشدد الباحث المصري على أن سوريا “لن تدخل بصورة مباشرة على خط الأزمة ولا العملية الجارية الآن”، كون هناك جهود دولية تبذل لمنع نشوب حرب أو توسع دائرة الصراع، ولفت إلى أنه في حال توسعت دائرة الحرب فإن المنطقة ستشهد حرباً شاملة، وإسرائيل ستتعرض للضرب من كل الاتجاهات.
“جهود دولية لمنع اتساع الحرب”.. “وأسلحة الغرب مجرد رسائل دعم لتل أبيب”
وتعمل أطراف عربية وإقليمية على احتواء الموقف ومنع نشوب حرب أكبر ستكون نتائجها كارثية على المنطقة، وهنا أكد الباحث المصري أن هناك أصوات عاقلة في المنطقة تحاول منع نشوب حرب إقليمية، وهذه الجهود تتزامن مع دعم دولي وأممي، بعيداً عن الولايات المتحدة التي تدعم إسرائيل في مواصلة الحرب.
وخلال الفترة الماضية أرسلت الولايات المتحدة حاملات طائرات وبوارج مع غواصة نووية ومئات الجنود لمنطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي اعتبره محللون سياسيون أنه قد يدل على “أن الأطراف الغربية تجهز نفسها لحرب شاملة”، إلا أن الباحث في العلاقات الدولية محمد ربيع لم يوافق هذا الرأي.
وقال ربيع “إرسال الأطراف الغربية للأسلحة إلى المنطقة لا يعتبر دليلاً على الحرب الشاملة”، وأشار إلى أن ذلك “مجرد رسائل مساندة لإسرائيل”، والتي جاءت بعد المواقف الدولية والعربية وخاصة المصرية التي كانت صادمة للولايات المتحدة، ولفت إلى أن هناك تراجع في مواقف الدول الغربية بشأن دعم إسرائيل في ظل ما ترتكبه من انتهاكات في قطاع غزة.
“هل ستستطيع مصر وقف الحرب” ؟
وغالباً ما كانت مصر تتدخل في أي حرب أو نزاع مسلح ينشب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وفي هذه الحرب ايضاً لاتزال مصر تواصل جهودها لإطفاء نيران الحرب، وهو ما أكد عليه الباحث المصري محمد ربيع، بأن القاهرة لديها الإمكانيات لإطفاء نيران هذه الحرب، وأن القاهرة نجحت في حشد مواقف الدول العربية وداخل الأمم المتحدة، بتصويت 120 دولة من المجتمع الدولي على قرار يقضي بضرورة تطبيق هدنة إنسانية في غزة لإرسال المساعدات إلى القطاع وإنقاذ الأرواح.
“ضرب غزة بالنووي سيقابله حرب شاملة بالشرق الأوسط”
وفي الأيام الماضية، خرجت تصريحات مثيرة للجدل من أحد المسؤولين الإسرائيليين، الذي هدد بضرب غزة بقنبلة نووية وذلك للوصول إلى هدف تل أبيب بالقضاء على غزة، وهذه التصريحات لاقت تنديداً أممياً ودولياً واسعاً، وحولها استبعد الباحث المصري أن تقوم تل أبيب بمثل هذا العمل، الذي سيكون نتائجه كارثية وكبيرة ليس فقط على غزة بل على إسرائيل بحد ذاتها، وستقابل بردود أفعال كبيرة من العالم.
ورأى أن التهديد بضرب بالقنابل النووية يدل على “مدى تطرف الحكومة الإسرائيلية”، كما أنه في حال الإقدام على ذلك فبدون أدنى شك ستقوم حرب إقليمية شاملة في منطقة الشرق الأوسط، وشدد أن التصريحات من الوزير الإسرائيلي “غير مقبولة وغير متزنة”، وأن هناك جهود دولية ومصرية تبذل لعدم وقوع أي شيء وأن يتم العمل على إبادة شعب بأكمله.
إعداد: ربى نجار