أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد دخول الأزمة والصراع المسلح على السلطة في سوريا عامه الـ13 توالياً، لا يبدو أن الأمور تتجه إلى الحلول السياسية خاصة في ظل تصاعد العنف في البلاد وعودة العمليات العسكرية إلى الشمال الغربي، في ظل ما يتم الحديث عنه بأن الأطراف تتجهز على ما يبدو لجولة حرب جديد.
تصعيد في الشمال.. وفلتان أمني ونشاط داعش
وتشهد المناطق الشمالية الغربية السورية، عودة تدريجية للتصعيد العسكري من حيث عمليات القصف المتبادلة بين قوات الحكومة السورية وفصائل المعارضة بمختلف مسمياتها، إضافة إلى عمليات القصف التي تحصل في المناطق الشمالية الشرقية من قبل تركيا، وارتفاع الخسائر البشرية في المناطق الجنوبية جراء حالة الفلتان الأمني، مع تزايد نشاط تنظيم داعش الإرهابي، واستمرار الصراع الإسرائيلي الإيراني على الأراضي السورية.
“انخفاض في الأعمال العدائية في سوريا”
كل ما يجري اليوم من تصعيد وعنف، اعتبرته الأمم المتحدة “انخفاضاً في الأعمال العدائية في سوريا” مقارنة بالسنوات الماضية، وذلك وفق مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الذي شدد على أنه لا توجد نهاية واضحة في الأفق للأزمة في سوريا، ولفت في حديث له في افتتاح الدورة الـ56 لمجلس حقوق الإنسان، إلى أن عمليات قتل المدنيين في سوريا وتدمير المنشآت المدنية والعنف الجنسي القائم على النوع الاجتماعي، والاعتقالات التعسفية وترهيب المتظاهرين السلميين مستمرة في سوريا.
وخلال الجلسة ذكر فولكر تورك، إن حالات الوفاة خلال الاحتجاز في المعتقلات لاتزال مستمرة، خاصة في مناطق سيطرة الحكومة السورية.
“سوريا ليست آمنة بعد”
وشدد على أن سوريا ليست آمنة بعد لاستقبال اللاجئين، محذراً من أن اللاجئين العائدين لايزالون يواجهون مخاطر، مثل الاعتقال التعسفي والاحتجاز والابتزاز، في جميع أنحاء البلاد.
وجاء حديث مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، عن انخفاض الأعمال العدائية في سوريا، بعد شهر من صدور تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة لمؤسسة الأمم المتحدة والذي أكد فيه أن الأعمال العسكرية والعنف متصاعدة وبشكل كبير في سوريا خلال العام الماضي.
تقرير أممي يؤكد تزايد حدة القتال في سوريا
وأصدرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة تقريرها في آذار/مارس الماضي، وتحدث حينها عن أن سوريا وبعد 13 عاماً تواجه أسوأ أعوامها من حيث ارتفاع حدة العنف والعمليات العسكرية، وخاصة منذ عام 2020، حيث اعتبر التقرير أن موجة العنف منذ تاريخ 2020 غير مسبوقة في البلاد.
والتقرير التي قدمته اللجنة الأممية إلى مجلس حقوق الإنسان، في دورته الـ55، ذكر فيه رئيس اللجنة، باولو بينهير، أن حدة القتال والعنف في سوريا تصاعدت على جبهات متعددة، ضد المدنيين والمرافق الأساسية بشكل من المحتمل أن يرقى لمستوى جرائم حرب نذ 5 من تشرين الأول 2023، ما يجعلها الأشد خلال أربع سنوات.
ارتفاع معدلات الفقر ونسبة المحتاجين في سوريا
العنف وحدة التصعيد العسكري في سوريا يتزامن مع تزايد في معدلات الفقر وارتفاع نسبة المحتاجين من المواطنين السوريين، وهو ما أكده وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، بأن معاناة السوريين مستمرة بشكل طاحن، والشعب السوري بحاجة للمزيد من المساعدات الإنسانية.
وقال خلال إحاطة مباشرة ضمن مجلس الأمن الدولي حول الأوضاع الإنسانية في سوريا، إن أن 16.7 مليون سوري بحاجة مساعدات إنسانية، وأوضاعهم تتدهور عامًا تلو الآخر، وعن النازحين داخل البلاد أشار إلى وجود أكثر من 7 ملايين نازح في سوريا.
وشدد المسؤول الأممي غريفيث على أن الاستجابة الإنسانية ضرورية لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة، لكن لا يمكنها أن تكون حلًا للأزمة، فالحل الوحيد المستدام هو ما ورد في القرار “2254”.
إعداد: رشا إسماعيل