يثير انتشار المرتزقة في مالي القلق بين حلفاء الولايات المتحدة حيث تنفي موسكو تورطها
قالت حكومات أوروبية إن مرتزقة روس انتشروا في دولة مالي الإفريقية، مما فتح جبهة مواجهة جديدة مع الغرب في نفس الوقت الذي حشدت فيه موسكو قوات عسكرية حول أوكرانيا.
ويأتي هذا الانتشار بعد أن غادرت القوات الفرنسية في مالي في وقت سابق هذا الشهر قاعدة في تمبكتو في إطار سحب عسكري بعد أن كافحت لسحق تمرد إسلامي هناك.
يوم الخميس، قالت مجموعة من الدول الأوروبية بقيادة فرنسا والتي ساعدت في محاربة القاعدة في إفريقيا، إن المقاتلين الأجانب “لا يمكنهم إلا زيادة تدهور الوضع الأمني في غرب إفريقيا”.
اتهمت الدول الأوروبية، التي تضم أيضًا المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا، الحكومة الروسية بتقديم دعم مادي للانتشار ودعت روسيا إلى “العودة إلى السلوك المسؤول والبناء في المنطقة”.
وقالت 15 دولة بينها فرنسا وألمانيا وبريطانيا وكندا: “ندين بشدة انتشار مرتزقة على الأراضي المالية”، منددة بـ”ضلوع حكومة روسيا الاتحادية في تأمين دعم مادي لانتشار مجموعة فاغنر في مالي”.
وفي المقابل، قال الكرملين إنه لا يعرف شيئا عن الوجود العسكري للشركات الروسية في مالي وليس له صلة بها. وقال متحدث باسم الكرملين هذا الأسبوع إنه “قد يكون لديهم مصالح هناك. لكن ليس لنا علاقة بهذا”.
وبعد انتشار استمر تسعة أعوام في الساحل، أجرت فرنسا في يونيو إعادة تموضع لقواتها العسكرية عبر مغادرة ثلاث قواعد في شمال مالي (تيساليت وكيدال وتمبكتو) والتركيز على غاو وميناكا في محاذاة النيجر وبوركينا فاسو.
وتقضي هذه الخطة بتقليص عدد العسكريين الفرنسيين في الساحل من خمسة آلاف إلى ما بين 2500 وثلاثة آلاف بحلول 2023.
ويعكس الوضع في مالي معضلة تواجهها القوى الغربية عندما تنسحب من الصراعات أو تتجنبها في أفغانستان والشرق الأوسط وأجزاء من أفريقيا، حيث يبدأ تدفق المرتزقة- لا سيما من روسيا- بشكل متزايد لحماية الحكومات الضعيفة من أي تمرد.
وقال مؤسس الشركة العسكرية الأميركية “بلاكووتر”، إريك برنس، إن “الطبيعة تكره الفراغ. ولذلك فإن الروس يحاولون سد الفجوة”.
وأرسلت حكومات الشرق الأوسط جيوشا بالوكالة في الحروب الأهلية الطاحنة في ليبيا واليمن، فيما استخدمت نيجيريا المرتزقة لمحاربة متمردي بوكو حرام. كما نشرت تركيا وحدات من المقاتلين السوريين الخاضعة لسيطرتها في حروب ليبيا وأذربيجان.
وفي هذا الصدد، قال الزميل البارز في المجلس الأطلسي، شون ماكفيت، إن المعارك “ستخاض باستخدام مجموعات مثل فاغنر”.
يقول المسؤولون الأميركيون والأوروبيون، الخميس، إن مجموعة فاغنر هي وكيل لوزارة الدفاع الروسية تستخدمها لنشر قوة الكرملين في مختلف أنحاء العالم وأن هذه المجموعة يملكها رجل أعمال قريب من الرئيس فلاديمير بوتين.
ويؤكد مسؤولون أمنيون أوروبيون أن تمويل فاغنر مرتبط بعقود حكومية روسية وأخرى مرتبطة برجل يدعى، يفغيني بريغوزين، حددته الحكومات الغربية على أنه المالك لمجموعة المرتزقة.
وقاتلت فاغنر في سوريا التي تعيش حربا أهلية منذ 10 سنوات، قبل أن يتوسع نشاطها ليشمل دول أفريقية مثل ليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى.
وبعد أن سحبت فرنسا وحدتها العسكرية في جمهورية أفريقيا الوسطى التي مزقتها الحرب عام 2016، منحت الحكومة الشركات التابعة لفاغنر امتيازات في مجال التعدين مقابل دعم عسكري، حسبما قال المسؤولون.
ويقول المسؤولون إن المجموعة الروسية متورطة أيضا في تهريب الماس هناك، وفي وقت ما كانت تدير الجمارك في البلاد، وتحصل على نصف إيراداتها.
المصدر: صحيفة الوول ستريت جورنال الأمريكية
ترجمة: أوغاريت بوست