دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

المونيتور: هيئة تحرير الشام تمارس القمع كما كان يمارسه بشار الأسد ضد منتقديه

شددت هيئة تحرير الشام قبضتها الأمنية على السكان في إدلب الخاضعة لسيطرتها في شمال غرب سوريا. وبدأت في ملاحقة المعارضين لسياسات حكومة الإنقاذ التابعة لها في المنطقة، التي تشهد  اضطرابات شعبية بسبب  انتهاكات هيئة تحرير الشام، والظروف المعيشية الصعبة، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، كالوقود والخبز.

كما تلاحق هيئة تحرير الشام مقاتليها وموظفي حكومة الإنقاذ السورية، دون ترك أي مجال للانتقاد، حتى على وسائل التواصل الاجتماعي. إذا لم يلتزم المقاتلون والموظفون بتوجيهات هيئة تحرير الشام، فسيتم  فصلهم أو اعتقالهم، وفي بعض الحالات يجبرون على التراجع عن تصريحاتهم والاعتذار.

يقول السوريون في إدلب دائمًا “الحيطان لها آذان”، حيث يخشون أن يسمعهم أعضاء الأجهزة الأمنية التابعة لهيئة تحرير الشام أو المخبرين المتعاونين معها إذا أبدوا رأيهم أو انتقدوا ارتفاع تكلفة الغاز والخبز والمواصلات العامة. سيحاول الكثيرون عدم الكشف عن هويتهم وعدم الظهور أمام الكاميرات عندما يريدون انتقاد هيئة تحرير الشام  ونقل رسالتهم.

أجبرت هيئة تحرير الشام المدنيين على نشر مقاطع فيديو لأنفسهم يعتذرون فيها لزعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني بعد أن انتقدوا هيئة تحرير الشام.

وقال محاضر في جامعة إدلب لـ “المونيتور”، شريطة عدم الكشف عن هويته “صعدت هيئة تحرير الشام مؤخرًا ممارساتها الأمنية القمعية ضد السكان، إذ لا تريد أن ينتقدها أحد. ونتيجة لذلك، لم يجرؤ الآن سوى عدد قليل من الناس على النزول إلى الشوارع، حيث يخشى الكثيرون من الاعتقال. لكنني لا أعتقد أن هذا “النصر” سوف يستمر طويلاً. وسرعان ما سيتمرد الناس على سلطة الأمر الواقع لأن السكان لا يستطيعون تحمل الظروف المعيشية القاسية بعد الآن”.

وأضاف: “إجبار المتظاهرين على تغيير كلامهم والاعتذار علناً يشبه إلى حد بعيد ما فعله نظام بشار الأسد في بداية الثورة السورية. السوريون في إدلب يخشون الآن انتقاد هيئة تحرير الشام، وهم مجبرون اليوم على مدح الجولاني، مثلما أُجبروا على تمجيد الأسد والثناء عليه في الماضي”.

وفي أواخر تشرين الأول، خرج متظاهرون إلى شوارع مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام في إدلب وريف حلب الغربي وفي المعسكرات قرب الحدود التركية، مطالبين بالإفراج عن معتقلين من سجون هيئة تحرير الشام. وفي 29 تشرين الأول،  تجمع المتظاهرون بعد صلاة الجمعة في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، مرددين هتافات ” الأتارب حرة. لا نريد الجولاني”.

كما احتج أهالي مخيم البركة قرب بلدة دير حسان شمال إدلب،  مطالبين بالإفراج عن المعتقلين و دعوا هيئة تحرير الشام إلى تخفيف قبضتها الأمنية.

المصدر: موقع المونيتور الأمريكي

ترجمة: أوغاريت بوست