جدد تنظيم داعش مؤخرًا أنشطته في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا.
أعلن تنظيم داعش، في 14 تشرين الأول، مسؤوليته عن عملية في قرية تل علو بمحافظة الحسكة استهدفت حميدي بندر حميدي الهادي نجل زعيم قوات الصناديد الذي شكلها عرب شمر، وهي عشيرة تعمل تحت مظلة قوات سوريا الديمقراطية والتحالف بقيادة الولايات المتحدة.
وانفجرت سيارة هادي على الطريق بين تل علو ومزرعة الشيخ حميدي في ريف القامشلي. هادي، الذي نجا من محاولة الاغتيال، هو أيضًا حفيد شيخ عشيرة شمر في سوريا، حميدي دهام الجربا.
وفي 19 تشرين الأول، قتل عناصر داعش بالرصاص عامر عوض الشاوي العضو السابق في قسد، ورفيقه أيمن الشاوي، في البصيرة بريف دير الزور الشرقي.
وقال زين العابدين العكيدي، وهو صحفي من ريف دير الزور، لـ “المونيتور”: “سيوقف تنظيم داعش عملياته في المنطقة لبضعة أيام أو بضعة أسابيع، ليعود بقوة أكبر. علاوة على ذلك، تخلق بعض القبائل بيئة مناسبة لتنظيم داعش. إن الأعداد الكبيرة من النازحين في الريف الشرقي والشمالي الشرقي من دير الزور تمكن داعش من إخفاء خلاياها ومقاتليها”.
وأوضح أن تنظيم داعش تمكن من استعادة الزخم وسط هشاشة الوضع الأمني لقوات سوريا الديمقراطية. الفساد الذي يعاني منه معظم الأجهزة الأمنية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية (SDF) يعزز وجود داعش، الذي يدفع الرشاوى لتحرير مقاتليه ووقف الملاحقات القضائية ضد خلاياه. كما أن المناطق القبلية المحافظة دينياً حساسة عرقيًا ودينيًا تجاه القوات الكردية وتصف قوات سوريا الديمقراطية بأنها ملحدة أو أعداء للإسلام. بل إنهم في بعض الحالات يتعاطفون مع تنظيم داعش.
وأضاف العكيدي أن “تنظيم داعش ينفذ عمليات أمنية وفق أسلوب الذئاب المنفردة. لها تأثير كبير في ريف دير الزور، وفي بعض الأحيان تفرض الزكاة على السكان. كما يلاحق التنظيم العمال والموظفين في حقول النفط التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية. لكن محاولة الاغتيال الفاشلة، حسب قوله، كانت المرة الأولى التي يقتحم فيها التنظيم منطقة تسيطر عليها قوات الصناديد.
قال رائد الحامد، الخبير في شؤون الجماعات المسلحة المقيم في أربيل، لـ “المونيتور” إن “استراتيجيات داعش ترتكز على ثلاثة عوامل رئيسية لضمان استمراريتها، وأولها الحفاظ على رجالها، حيث توقف تنظيم داعش عن خوض المعارك الهجومية الكبرى بأعداد كبيرة للحفاظ على موارده البشرية”.
وقال إن العامل الثاني هو أن “شعبية أيديولوجية داعش تبدو وكأنها تتلاشى. وحتى لو كانت لا تزال قادرة على جذب بعض الشباب، فإن أعدادهم تظل محدودة في العراق وسوريا. والعامل الثالث والأكثر أهمية وحيوية هو العامل المالي، فهو يعمل على عدة جبهات للحصول على عائدات مالية، فهو يسيطر على الطرق الرئيسية من خلال إقامة نقاط تفتيش مؤقتة وهمية أو كمائن لاعتراض قوافل الشاحنات والدبابات، كما يفرض ضرائب على أصحاب شركات الشحن”.
المصدر: موقع المونيتور الأمريكي
ترجمة: أوغاريت بوست