شكلت مجموعة من الفصائل التابعة للجيش السوري الحر المدعوم من تركيا تحالفًا جديدًا يعرف باسم “جبهة تحرير سوريا” بهدف إنهاء الصراع على السلطة بين الفصائل المتحالفة مع تركيا في شمال سوريا.
في 9 ايلول، أعلنت خمسة فصائل تابعة للجيش السوري الحر المدعوم من تركيا عن اندماجها في “جبهة تحرير سوريا” الجديدة. وتشمل كتيبة السلطان سليمان شاه وفرقة حمزة ولواء المعتصم وكتائب صقور الشمال والفرقة العشرين.
تم تعيين قائد لواء المعتصم معتصم العباس قائدا لجبهة تحرير سوريا الجديدة، وانضم ما يقرب من 15 ألف مقاتل إلى الجبهة من ثلاث مناطق سورية قادت فيها تركيا العمليات العسكرية – درع الفرات وغصن الزيتون ومناطق نبع السلام – في ريف حلب والرقة والحسكة.
وقال عباس خلال احتفال بمناسبة الاندماج، إن “فرقة السلطان سليمان شاه، وفرقة حمزة، ولواء المعتصم، وكتائب صقور الشمال، والفرقة 20 لم تعد فصائل منفصلة، بل اندمجت بشكل كامل لتشكيل فرقة واحدة، قيادة فعالة تحت مظلة الجيش السوري الحر”.
وشدد عباس على أن الاندماج الكامل “يشمل إنهاء حالة الفصائل وتوحيد المكاتب العسكرية والأمنية والسياسية والمالية والإعلامية، ويهدف إلى تحسين الوضع العام والسيطرة الأمنية ودعم الاستقرار في المناطق المحررة وتعزيز دور المؤسسات الرسمية وتمكينها”.
وأضاف أن جبهة التحرير السورية تهدف إلى “دعم وتمكين كل من وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة والشرطة العسكرية والقضاء العسكري والشرطة المدنية. إنه واجب على الجميع وفرصة لجبهة تحرير سوريا لتحسين الأوضاع في المناطق المحررة “.
وقال مصطفى سيجري، لـ “المونيتور”: “جبهة تحرير سوريا تنفذ مبادرة طال انتظارها على أساس الاندماج والتضامن وإعطاء الأولوية للمصلحة العامة. نسعى لتقديم نموذج جذاب ومتكامل لخدمة مصالح شعبنا بشكل أفضل والحفاظ على أرضنا وتحسين الوضع في المناطق المحررة”.
وفي غضون ذلك، قال فراس فحام، الباحث في مركز جسور للدراسات في إسطنبول، لـ “المونيتور”: “هذه التشكيلات الجديدة لها دوافع داخلية وخارجية. تريد هذه الفصائل إعادة تموضع نفسها وتحالفاتها، مما يتيح لها دورًا أكبر وهامشًا أوسع للمناورة والاستفادة من المزيد من الموارد الاقتصادية”.
وأضاف: “تريد بعض الفصائل أيضًا تعزيز موقفها لمواجهة الفصائل الأخرى التي تشعر أنها مهددة منها. في غضون ذلك، تريد تركيا تخفيف الانقسامات ودمج بعض الفصائل، الأمر الذي سينعكس بشكل مباشر على أمن المناطق التي تتواجد فيها”.
وأوضح فحام، أن “فصائل جبهة تحرير سوريا قلقة من هجمات الفصائل الأخرى التابعة لغرفة عمليات العظم، والتي شكلتها فصائل الجيش السوري الحر منتصف تموز. لكن لا يمكننا القول إن جبهة تحرير سوريا تشكلت رداً على غرف عمليات العظم. ليست كل الفصائل لها نفس الدوافع، لأن لكل فصيل أغراضه الخاصة التي جعلته ينضم إلى هذه الجبهة”.
وشدد الفحام على أنه “إذا نجحت الفصائل العاملة تحت كل من غرفة عمليات العظم وجبهة تحرير سوريا في السيطرة على الأمن في المنطقة، فإن هذه التشكيلات ستقلص الانقسام الفصائلي. ولكن إذا ظلت خلافاتهم السابقة دون حل، فستزداد المنافسة وسيكون الصراع على السلطة أكثر خطورة”.
وفي حديثه عن الدور التركي في هذه التشكيلات، قال: “تركيا تريد إنهاء الانقسام وتوحيد الفصائل المتحالفة معها قدر الإمكان. يفضل الجانب التركي قيادة موحدة يحقق من خلالها مصالحه. ومع ذلك، لا تزال الفصائل منقسمة، وتركيا ليست مسؤولة عن ذلك”.
وأوضح فحام أن أكثر من 40 فصيلا معارضا سوريا توحدوا الآن في أربعة تشكيلات: هيئة تحرير الشام، وجبهة التحرير الوطني، وغرفة عمليات العظم، والآن جبهة تحرير سوريا.
وقال الصحفي قيس محمد، لـ “المونيتور”: “هذه التشكيلات هي للعرض فقط وليست متحدة في الواقع. لا يزال لكل فصيل قادته وأعضائه الذين لا يتلقون أوامر من قادة الفصائل الأخرى. هذه التشكيلات تهدف فقط إلى حماية أنفسها. كلما شعرت الفصائل بالتهديد، فإنها تشكل هيئات عسكرية جديدة لحماية نفسها، ولكن بمجرد زوال التهديد، تتفكك التشكيلات”.
وأضاف: “تركيا لا تريد أن تتحد الفصائل لأن الأتراك الذين يتعاملون مع الفصائل هم أنفسهم يتنافسون فيما بينهم”.
وأردف” يدعم كل جناح تركي مجموعة من الفصائل، وليس من مصلحته ان تتحد تلك الفصائل، لأن كل فصيل مستقل اقتصاديًا وعسكريًا. بمجرد أن يتحدوا، تختفي هذه الامتيازات، المدنيون في مناطق سيطرة تلك الفصائل يريدون فقط إنهاء المعارك وتحقيق الأمن. الشعب لا يهتم بالتشكيلات. يريدون إنهاء الصراع على السلطة”.
المصدر: موقع المونيتور الأمريكي
ترجمة: أوغاريت بوست