أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بالتزامن مع إطلاق تهديدات جديدة من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمناطق شمال وشرق سوريا، حذرت الولايات المتحدة الأمريكية في بيان لها، أن أي عمل عسكري في تلك المناطق سيؤدي إلى تضرر العلاقات بين البلدين، ويزور المبعوث الأمريكي جيمس جيفري أنقرة اليوم، للتباحث حول المنطقة الآمنة في شمال سوريا بهدف منع الصدام بين حليفتها في الناتو تركيا وحليفتها في الحرب على الارهاب قوات سوريا الديمقراطية.
وهدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأن بلاده ماضية في تنفيذ عملية “شرق الفرات”، كما أنها أعلمت كلا من واشنطن وموسكو بهذه الخطوة. وفي الوقت الذي التزم فيه الجانب الروسي الصمت حيال تصريحات أردوغان، حذرت وزارة الخارجية الامريكية، مساء الاحد، تركيا من أي عمل عسكري في شمال شرق سوريا، بشكل منفرد.
واعتبرت أن “مثل هذا العمل العسكري الاحادي الجانب في شمال شرق سوريا, وخاصة ان افراد الولايات المتحدة قد يكونوا موجودين او في الجوار, بينما تستمر عمليات شركائنا السوريين المحليين (قسد) ضد معاقل داعش, هو امر مثير للقلق الشديد، وأن مثل هذه الإجراءات غير مقبولة”.
لا يوجد ضوء أخضر أمريكي للهجوم على قسد
مراقبون قالوا، أن تركيا تسعى للاستفراد في المنطقة الآمنة التي تعتزم واشنطن إنشاءها لمنع الصدام، وتضع شروطاً تعقيدية لذلك، من شأنها أن تضرب المصالح الأمريكية في المنطقة وفق ما قال الباحث الأمريكي في معهد العلاقات الخارجية في واشنطن، ستيفن كوك، خلال تصريحات صحفية، حيث أكد أن “تلبية واشنطن للمصالح التركية في سوريا يعني تدمير المصالح الأمريكية”.
متابعون للسياسة التركية قالوا أن تركيا لو حصلت على موافقة أمريكية في الهجوم على قسد لما كانت انتظرت ولا يوم واحد، وأن التهديدات هي محاولة للضغط على واشنطن، لتنفيذ شروطها بخصوص المنطقة الآمنة.
جيفري في أنقرة
ويزور المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري أنقرة اليوم الأثنين، للتباحث حول إنشاء المنطقة الآمنة في شمال سوريا لمنع أنقرة من شن عمل عسكري ضد قوات قسد، قد يضر بالحرب على داعش، خصوصاً وأن عشرات الآلاف من ارهابيي داعش محتجزين لدى قسد.
ويرى الخبير في الشؤون التركية والكردية خورشيد دلي أن “التهديدات التركية تشكل خطراً كبيراً على شمال شرق سوريا”، وقال في تصريحات خاصة لأوغاريت بوست، “لعل تجربة احتلال عفرين ومن قبل جرابلس والباب واعزاز وغيرها من مدن شمال سوريا، شجعت تركيا على المضي في سياسة العدوان وهي في سياستها هذه تستند على أبعاد إيديولوجية وأخرى سياسية لها علاقة بعقد الصفقات مع الأطراف المعنية بالأزمة السورية ولا سيما روسيا والولايات المتحدة”.
صفقات مع روسيا وأمريكا
وأشار خورشيد دلي إلى أن الأزمات الداخلية تشكل عاملاً مهماً للسياسة التركية هذه، لذا “يحاول أردوغان التهرب من أزماته الداخلية بخلق المشكلات مع الخارج بغية توجيه أنظار الداخل إلى الخارج”، مضيفاً “من دون شك لا يمكن أن تقوم تركيا بعدوان جديد من دون وجود صفقات مع روسيا وأميركا”.
ويعتقد دلي أن واشنطن لن تعقد صفقة مع أنقرة بخصوص شرق الفرات ويقول “في حالة شرق الفرات فإن أميركا هي المعنية، كون المنطقة واقعة تحت نفوذها ولكن من الواضح أن الجانب الأمريكي ليس بصدد عقد مثل هذه الصفقة لان ذلك سيكون على حساب دورها ونفوذها، فضلاً عن أن ذلك سيكون على حساب حليفتها الأساسية قسد، التي كانت لها الدور الاساسي في القضاء على داعش”.
منطقة آمنة لمنع الصدام
ويبدو واضحاً أن تركيا تريد إنشاء منطقة آمنة تطرد من خلال قوات سوريا الديمقراطية من شمال سوريا وتجلب اللاجئين السوريين المتواجدين في تركيا إليها، وتشكل مؤسسات وفصائل عسكرية تابعة لها، وتهدد بشن عمل عسكري ضد شمال سوريا في حال عدم تنفيذ مطلبها.
لكن دلي يرى أنه “في ظل احتمال قيام تركيا بعدوان جديد على شمال شرق سوريا تطرح واشنطن إقامة منطقة آمنة تمنع الصدام بين قسد وتركيا التي طرحت شروط تعجيزية لإقامة هذه المنطقة، وهي شروط أقرب الى السيطرة والاحتلال وتتناقض مع مفهوم المنطقة الآمنة، وعليه تصعّد تركيا على الحدود وتهدد بعملية عسكرية بغية دفع واشنطن إلى التجاوب مع شروطها، في حين تسعى واشنطن إلى التوصل إلى صيغة مقبولة ترضى الجانب التركي وحليفتها قسد”.
إعداد: علي إبراهيم