دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“اللاجئون السوريون والمعارضة السياسية والعسكرية والإعلامية”.. أكثر الأطراف المتضررة من تقارب الأسد وأردوغان

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – ينظر اللاجئون والسوريون المقيمون في تركيا بعين الخوف للتقارب بين الحكومتين التركية والسورية، وسط تساؤلات حيال مصيرهم في حال تطبيع العلاقات وإعادة سلطات “العدالة والتنمية” الحاكم إياهم لسوريا، وما يمكن أن يتعرضوا له سواءً تم وضعهم في بيوت بمناطق جرداء بالشمال، أو عودتهم لمناطقهم وامكانية تعرضهم لملاحقات أمنية.

بوتين نصح أردوغان بمصالحة الأسد

وخلال الفترة الماضية، بدأت تركيا تغازل الحكومة السورية وتتحدث عن ضرورة إعادة العلاقات مع دمشق لحل المشاكل التي تعاني منها تركيا وهي “اللاجئون السوريون و مسألة الأمن القومي التركي”، حيث قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد عودته من لقاء القمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أن الأخير نصحه إذا كان يريد حل هذه الملفات عليه إعادة العلاقات مع الأسد.

العلاقات بين الحكومة السورية وتركيا لم تنقطع على مدار السنوات الماضية، على الرغم من القطيعة السياسية، حيث بدأت فعلياً هذه العلاقات تخرج من السياق الاستخباراتي والأمني، إلى مسارات أخرى، ولكن بشكل سري، ويمكن اعتبار انطلاق “مسار آستانا” في  2017، عودة للعلاقات بين أنقرة ودمشق، ولكن بشكل غير مباشر عبر حلفاء الأخيرة “روسيا وإيران”.

تكرار سيناريوهات الجنوب يخيف سكان الشمال

وتمكنت دمشق من استعادة ثلثي الأراضي التي خسرتها لصالح المعارضة خلال سنوات الصراع على السلطة في سوريا، من خلال صفقات ومقايضات لضامني مسار آستانا، ورضاء كامل من قبل تركيا التي سلمت كامل مناطق المعارضة للحكومة في الجنوب والوسط وربما يتكرر ذلك في الشمال.

هذا السيناريو بدأ يقلق المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري، على الرغم من التصريحات الإعلامية التي تنفي وجود أي مخططات تركية للتخلي عنهم واستمرار دعمهم.

كما أن هذا السيناريو يقلق أيضاً قرابة الـ4 ملايين لاجئ سوري مقيم في تركيا، يخشون أن تعيدهم أنقرة لسلطة الدولة، فإما يتعرضون للملاحقات القانونية، أو يعيشون ضمن مناطق تسيطر عليها جماعات مسلحة وتشهد فلتاناً أمنياً واقتتالات ضمن قرى تم بنائها عبر منظمات تابعة “للإخوان”، حيث أن المنزل الواحد قد لا يتعدى مساحته الـ 100 متر في مناطق جرداء سيكون عليها حراسة مشددة أيضاً.

“ملايين اللاجئين سيعودون قبل الانتخابات”

وما زاد من قلق اللاجئين، ما تحدث عنه الرئيس التركي قبل أيام حول نية أنقرة ترحيل الملايين منهم قبل موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستشهدها تركيا في حزيران/يونيو المقبل. حيث أن الرئيس التركي سيحاول تخفيف الأعباء عليه وعلى حزبه الذي يشهد شعبيته انهيارات كبيرة أمام معارضة شرسة يبدو أنها نجحت في إقناع الشارع التركي بأن ما تعانيه البلاد اليوم هو بسبب التحالف الحاكم وأن الخلاص هو باختيارهم لقيادة البلاد.

“صدمة للمعارضة”.. وإخوان سوريا يخشون تكرار ما حدث مع إخوان مصر

وترى أوساط سياسية أن تسارع الأحداث والتقارب بين الطرفين، صدمت المعارضة السورية و اللاجئين أيضاً، كما فتحت الأبواب أمام ترجيحات لتكرار ما حصل “لإخوان مصر” مع “إخوان سوريا”، حيث تخلت تركيا عنهم وأجبرتهم على ترك البلاد وإغلاق القنوات الإعلامية وعدم التنديد بالسياسات المصرية في سبيل إعادة العلاقات مع القاهرة.

وبحسب ما يراه الكثيرون، فإن ما كشفته وكالة الأنباء الإيرانية “تسنيم” عن أن أنقرة طالبت من “الائتلاف” السوري المعارض الرحيل من تركيا، بهدف إعادة العلاقات مع دمشق، والبحث عن دول أخرى للهجرة إليها، يمكن أن يكون مطلباً من حلفاء دمشق لتركيا بشكل غير مباشر كشرط لتسريع إعادة العلاقات، وذلك في حال كانت هذه الأخبار غير صحيحة، حيث أن هناك الكثيرون يعتقدون بصحة هذه الأنباء حتى مع خروج رئيس “الائتلاف” سالم المسلط ونفيه لها.

ولا شك في أن تركيا اليوم في موقف لا يحسد عليه، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، لذلك وعلى ما يبدو ستضحي بكل ما يمكن أن تضحي به سواءً اللاجئين السوريين أو المعارضة السياسية والعسكرية والإعلامية حتى، في سبيل إعادة العلاقات مع دمشق وعدم تعكير صفوها، على الأقل إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية القادمة. وهذا الرأي اتفق عليه الكثير من السياسيين بمختلف توجهاتهم.

إعداد: ربى نجار