دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

القوات الأمريكية تواصل انسحابها من شمال سوريا، فماذا بقي لديها من القواعد العسكرية بعد ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – واصل الجيش الأميركي، سحب قواته وإخلاء قواعده في شمال سوريا، وسط مخاوف من تبعات الخطوة العسكرية التركية في المنطقة التي تتعرض “لغزو” تركي منذ 12 يوماً، رغم أن هذه الخطوة الامريكية لاقت رفضاً وتنديداً كبيراً من مجلس النواب والكونغرس الأمريكي والأعضاء المقربين من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على قراره بسحب القوات من سوريا وترك الحلفاء بوجه تركيا.

انسحاب رتل عسكري أمريكي من قاعدة عسكرية شمال حلب

وبحسب ما تناقلته مصادر إعلامية مقربة من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، “فأن القوات الأميركية غادرت مطار صرين الذي كانت تتخذه بمثابة قاعدة عسكرية، على بعد 30 كيلومترا جنوبي مدينة كوباني (عين العرب)، وضمت القوات الامريكية المنسحبة، 70 مدرعة وسيارة عسكرية، شوهدت وهي ترفع العلم الامريكي أثناء عبور مدينة تل تمر في ريف محافظة الحسكة، بينما كانت مروحيات برفقتها تحلق في الأجواء.

ويأتي الانسحاب من قاعدة “صرين”، فيما أُنهيَ الانسحاب بشكل كامل بعض القواعد الأميركية التي ظلت تساهم حتى وقت قريب في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، لكنها صارت تسقط اليوم في أيدي القوات الروسية والحكومية، الأمر الذي أثار غضب أعضاء الكونغرس الامريكي ومن بينهم السيناتور البارز ليندسي غراهام الذي وصف الخطوة “بالخطأ الاستراتيجي”.

وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أن صحفياً روسيا نشر مقطع فيديو لقاعدة عسكرية خالية في منبج، شمالي سوريا، وأظهر مخزون الطعام الذي كان يتناوله الجنود الأميركيون من قبيل حلوى “الدونت” وعبوات المشروبات الغازية.

القواعد الامريكية في شرق وغرب سوريا

واعتمدت القوات الأميركية على نحو 10 قواعد عسكرية متفاوتة من حيث التجهيز والقدرات العسكرية، لأن بعضها كان مزيجاً من الجدران المضادة للانفجار والهياكل البسيطة أو الخيام التي تستطيع التأقلم مع كافة عوامل الطقس، وهذه النقاط موجودة بالأساس في الشمال الشرقي من سوريا.

أما في غرب سوريا، فتتمركز القواعد الأساسية التي تتولى الإشراف على نقاط عسكرية أصغر في مدن مثل منبج والرقة، وظل المئات من عناصر القوات الخاصة يشرفون على العمل في هذه المنطقة.

وتم الانسحاب  الأميركي بشكل كامل من قاعدة “كوباني” في ريف حلب الشمالي، وهي منشأة تعرف بـ”خراب العاشق”، لكن التحالف الدولي قام بتدميرها عقب المغادرة بقصف جوي من قبل طائرة أمريكية، حتى يقطع الطريق على أي استخدام لها مستقبلاً.

وفي المنحى نفسه، جرى إخلاء قاعدة “تل أبيض” في محافظة الرقة، على الحدود التركية السورية، خلال الأسبوع الجاري، إضافة إلى الانسحاب التام من قاعدتي “المبروكة”، غرب رأس العين (الحسكة)، وقاعدة عين عيسى (ريف الرقة).

في غضون ذلك، ما زالت قاعدة رميلان موجودة في شرق القامشلي، ولم يتم إخلاؤها بعد، وهذا الأمر ينطبق أيضا على قاعدة “تل بيدر” في المحافظة نفسها وقاعدة الشدادي في محافظة الحسكة.

وإذا كانت أغلب القواعد العسكرية الأميركية قد تركزت في الشمال السوري لأجل دعم قوات سوريا الديمقراطية في معاركهم ضد تنظيم داعش، فإن قاعدة التنف الأميركية في محافظة حمص ما زالت نقطة عسكرية محورية، بالنظر إلى موقعها الاستراتيجي على الحدود العراقية السورية الأردنية.

ظروف معقدة

وكتبت صحيفة “نيويورك تايمز”، أن القوات الأميركية تنفذ انسحابها من قواعد الشمال السوري، في ظروف معقدة، سواء بسبب حاجة المنشآت العسكرية التي أقيمت إلى تفكيك، لأن من أقاموها كانوا يراهنون على بقاء طويل، أو لأن مغادرة المنطقة تحتاج عملية تأمين شديدة وسط وضع مضطرب.

وأثار الانسحاب الأميركي من سوريا انتقادات دولية واسعة، واعتبر مراقبون خطوة واشنطن “جحودا بحق قوات قسد التي لعبت دوراً محورياً وهاماً ورئيسياً في دحر تنظيم داعش الإرهابي الذي بث الرعب في مختلف أصقاع العالم”.

 

إعداد: ربى نجار