أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد القضاء على دولتهم المزعومة انتقل عناصر “تنظيم داعش” الإرهابي ممن تمكنوا من النجاة، إلى جيوب أخرى في سوريا والعراق أو فروع داعش في آسيا وأفريقيا، فيما تمكن بعضهم من العودة إلى بلدانهم الأصلية، وآخرين انضموا إلى صفوف فصائل المعارضة السورية (الجيش الوطني السوري) بمسميات أخرى، بحسب باحثين ومراكز دولية تراقب نشاط التنظيم الإرهابي، والتي تقدر عدد عناصر “داعش” الناجين خلال الحرب على داعش في كلا البلدين بـ 20 ألف. فأين ذهب هؤلاء؟
فريق الأمم المتحدة لمراقبة داعش: 10 آلاف إرهابي موجودون في شمال غرب سوريا بينهم عناصر “داعش”
تشير التقارير الاستخباراتية أو تلك الصادرة عن مراكز أبحاث وتتبع الجماعات المتطرفة، أن من بين عشرات الآلاف من عناصر “تنظيم داعش” قبل القضاء على دولته المزعومة في سوريا والعراق، تمكن نحو 20 ألف منهم من الفرار إلى أماكن أخرى داخل البلدين، أو الانضمام إلى فروع داعش في بلدان أخرى.
ومن بين الأماكن الأكثر خطورة بحسب هؤلاء، هو شمال غرب سوريا وتحديداً محافظة إدلب السورية، حيث يوجد الآلاف من عناصر التنظيمات المتطرفة ومن بينهم من بايع داعش، رغم خضوع تلك المنطقة لسيطرة هيئة تحرير الشام/ النصرة (فرع القاعدة) في سوريا، المنافسة لداعش.
كما أن مناطق أخرى خاضعة لسيطرة فصائل المعارضة السورية (الجيش الوطني السوري) ظهر فيها عناصر “تنظيم داعش” وعائلاتهم، بعد انتزاع السيطرة الجغرافية منهم “شرقي الفرات” في سوريا.
وبحسب منسق الدعم التحليلي ومراقبة العقوبات على تنظيم داعش، إدموند فيتون براون، أن فريق المراقبة التابع للأمم المتحدة يعتقد أن منطقة إدلب تضم أكثر من 10 آلاف إرهابي”.
منسق مراقبة داعش: يوجد منشآت ومنازل آمنة لقادة داعش في إدلب
وقال براون لوسائل إعلام روسية: “لقد قلنا إن مرتزقة حراس الدين التابعين للقاعدة يضمون نحو ألفي إرهابي. لا أدري بشأن أعداد عناصر داعش في هذه المنطقة، لكني أعتقد أن استعداداتهم فيها كثيرة بسبب المنشآت والمنازل الآمنة لقادتهم.”
وما يعزز تصريحات، فيتون براون، مقتل زعيم تنظيم داعش، أبو بكرا البغدادي في مجمع بقرية باريشا في إدلب قرب الحدود التركية، بعملية عسكرية أمريكية الشهر المنصرم، كما قتل بعده بيوم الناطق باسم داعش أبو حسن المهاجر، في جرابلس، الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة السورية (الجيش الوطني السوري) المدعوم تركياً.
إدموند فيتون براون أوضح أن عدد عناصر تنظيم داعش في سوريا والعراق تجاوز أربعين ألفا، ومع الأخذ بعين الاعتبار عدد الذين تم القضاء عليهم خلال الحرب على داعش فإن عدد الناجين منهم يتجاوز العشرين ألفاً.
المرصد السوري: 400 عنصر من داعش ضمن صفوف فصائل المعارضة السورية بينهم قادة يشاركون في عملية “نبع السلام”
ظهور عناصر تنظيم داعش الإرهابي وعائلاتهم، ضمن الأماكن الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني السوري شمال غرب سوريا (جرابلس إعزاز، الباب وعفرين) فضلاً عن مشاركتهم في العملية العسكرية التركية برفقة فصائل المعارضة السورية، شمال شرق سوريا، كشفت وجهة أخرى أيضاً لعناصر داعش.
المرصد السوري لحقوق الانسان؛ المتتبع للشأن السوري، أكد وجود ما لا يقل عن 400 عنصر من تنظيم داعش، ضمن صفوف فصائل المعارضة السورية، المنضوية ضمن الجيش الوطني السوري، وتمكن المرصد من توثيق أسماء 8 من قادة تنظيم داعش، مشاركين ضمن العملية العسكرية الأخيرة لتركيا في منطقة تل أبيض ورأس العين بشمال شرق سوريا، ضمن فصيلي ( الحمزات وأحرار الشرقية). ومن بين هؤلاء شخص يلقب بـ أبو أسامة الشامي، الذي انضم لجبهة النصرة عام 2012، ثم بايع تنظيم داعش وقاتل في صفوفه، بحسب المرصد، الذي تطابق تقديراته بعدد عناصر داعش الناجين من المعارك، مع ما صرح به، إدموند فيتون براون، منسق الدعم التحليلي ومراقبة العقوبات على تنظيم داعش.
وفضلاً عن الملاذ الجديد لعناصر داعش في سوريا، فرَ عدد منهم إلى جيوب صحراوية ومناطق جبلية في العراق، ويطلق الجيش العراقي بين الحين والآخر عمليات عسكرية ضد فلولهم، والذي تمكن من القضاء على العشرات منهم بغارات جوية تستهدف مخابئهم؟
فروع “تنظيم داعش” الإرهابي حول العالم
بالإضافة إلى سوريا والعراق، لجأ بعض عناصر داعش إلى فروع التنظيم المنتشرة في آسيا وأفريقيا، ورغم تأرجح السيطرة في تلك المناطق بين فروع تنظيم القاعدة وداعش، إلا أن العناصر الأكثر تشدداً، قاموا بمبايعة داعش وأسسوا ما يطلق التنظيم عليه بـ “ولايات الخلافة”.
وقبل أيام صدرت تحذيرات من مسؤول كبير في الخارجية الأمريكية، أن تنظيم داعش أصبح أكثر انتشاراً وتفرقاً من ذي قبل، بعد القضاء على جوهر التنظيم في سوريا والعراق.
وأوضح المسؤول أن تنظيم داعش يشكل تهديداً متزايداً في أماكن مثل أفغانستان وغرب أفريقيا وجنوب شرقي آسيا، وأنه يجب التركيز على تفكيك الشبكات والفروع المنتمية للتنظيم على مستوى العالم.
ظهور البغدادي بعد هزيمة التنظيم في سوريا والعراق كشف عن فروع جديدة له
وكشف ظهور زعيم داعش، أبو بكر البغدادي، في مقطع مصور دعائي قبل مقتله، عن فروع جديدة للتنظيم الإرهابي يعتزم إقامتها، في أفريقيا وبعض دول العالم ـ يطلق التنظيم عليها اسم ولايات، منها ولاية الصحراء؛ حيث ينشط عناصر التنظيم في المثلث الحدودي بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر، وولاية الصومال والقوقاز، وولايات في أوروبا، ليضاف إلى ولايات سبق وأعلنها كـ “خراسان” في آسيا الوسطى، و”السيناء” في مصر، كما يوجد فروع أخرى لـ “دعش” الإرهابي في دول شرق وجنوب آسيا وسريلانكا، إضافة إلى إعلان عدة تنظيمات متطرفة في إفريقيا تبعيتها لـ “داعش” الإرهابي من بينها جماعة “بوكو حرام”.
خبراء: خسارة بنية داعش المكانية ومقتل زعيمه “البغدادي” شتت التنظيم رغم محاولة الإظهار بالبقاء والتمدد
ويرى خبراء ومتخصصون بشؤون الجماعات الإرهابية، أن هزيمة تنظيم داعش الإرهابي، وخسارته لبنيته المكانية في سوريا والعراق، فضلاً عن مقتل زعيمه، أبو بكر البغدادي، أربك التنظيم المتطرف وشتته، وأن محاولاته الإظهار بالبقاء والتمدد، هي للتستر على التشرذم والانشقاقات داخل صفوفه.
فيما يحذر آخرون من أن انتشار عناصر التنظيم في أماكن أخرى، بأسماء جديدة، يعزز المخاوف من عودتهم إلى تنظيم صفوفهم من جديد.
إعداد: رزان أيوبي