أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – شهدت الأيام الماضية انتقال ظاهرة العبارات المناهضة التي يخطها مجهولين على جدران مدن وبلدات سورية في مناطق الجنوب (درعا القنيطرة) إلى قلب العاصمة دمشق والمناطق المحيطة بها، حيث يتم المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين والكشف عن مصيرهم، إضافة إلى خروج القوات الإيرانية وعناصر حزب الله اللبناني من تلك المناطق.
دعم روسي للمطالب الشعبية.. وسخط شعبي جراء تنامي نفوذ إيران
وكشفت تقارير إعلامية عن “غليان شعبي” جراء وجود إيران وحزب الله اللبناني في سوريا، فيما تحدثت مصادر خاصة أن هناك “دعم روسي لهذه المطالب”، كون روسيا ترغب بتحجيم دور إيران المتنامي في المناطق السورية، وقد تدعم “ثورة” ضد التواجد الإيراني في سوريا.
وأشارت مصادر في المعارضة السورية إلى أن المنطقة “تشهد تنافساً محموماً بين الطرفين (روسيا – إيران) في كل المجالات ما أثار حالة فوضى عارمة، تمثّلت في اغتيالات شبه يومية تشهدها محافظة درعا منذ سيطرة القوات الحكومية عليها صيف العام الماضي”.
ونوهت تلك المصادر أن هذه العبارات المناهضة للحكومة والقوات الإيرانية واللبنانية، جاءت بعد توسيع الإيرانيين والتابعين لهم لسيطرتهم على محيط العاصمة دمشق، وذلك عبر شراء البيوت وتوطين عائلات تابعة لقوات مقربة من “الحرس الثوري” فيها، بعد شراء منازل الأهالي منهم أو طردهم، مشددين على وجود سخط شعبي كبير جراء “عمليات التغيير الديمغرافي” التي تحصل في محيط العاصمة، وتحت مرأى من الحكومة السورية التي لا تحرك ساكنة.
عدم السماح بعودة المدنيين إلى مدنهم.. والكتابات المناهضة للحكومة تتواصل في الجنوب
ونقلت وسائل إعلامية عن أوساط قالت انها “معارضة”، “أن السكان ضاقوا ذرعاً بعدم وفاء الحكومة بالتزاماته لإطلاق المعتقلين”، إضافة إلى عدم عودة الاهالي إلى منازلهم خصوصاً تلك المدن التي تشهد عداوة بين سكانها والقوات الإيرانية وحزب الله، مشيرين إلى أن بيوتهم أصبحت الآن مكاناً لسكن عائلات “شيعية” إيرانية ولبنانية.
وفي الجنوب السوري، لاتزال ظاهرة الكتابات المناهضة للحكومة والتواجد الإيراني مستمرة في المنطقة، حيث تتواصل حالة السخط الشعبي من “الممارسات الإيرانية” في تلك المناطق، وأشارت أوساط أهلية إلى أن الأوضاع الأمنية تعتبر الأسوأ مع تزايد الاغتيالات وحالات الخطف وفوضى انتشار السلاح في المحافظة، وذلك كله في ظل اتهامات للقوات الحكومية بعدم إنهاء حالة الفلتان الأمني في المنطقة عمداً.
خطط إيرانية لدفع المدنيين للهجرة.. ونقاط خلاف بين روسيا وإيران
بدوره أشار مصدر عسكري سابق إلى ان سياسة الاغتيالات والخطف التي تحدث في مناطق الجنوب وخاصة درعا، تأتي في إطار السياسة الإيرانية لكل من يقف في وجه مشروعها في المناطق الجنوبية، فيما نوهت مصادر أخرى إلى أن كثرة حالات الخطف والتضييق والقتل “خطة إيرانية” لإجبار المدنيين على الهجرة وترك منازلهم، أو بيعها للإيرانيين بأرخص الأسعار.
من جهته أكد دبلوماسي روسي لوسائل إعلامية، أنه “لا خلاف بين روسيا وإيران في سوريا”، وأن كل ما يشاع عن خلافات وسعي روسي لتحجيم دور إيران في سوريا، والاستعانة باسرائيل لضرب مواقع إيرانية فيها “عارية عن الصحة”، لكنه أشار إلى أن موسكو تشاطر تل أبيب بشأن موقفها الرافض للتواجد الإيراني قرب هضبة الجولان السوري، كون ذلك يعطي للإسرائيليين حجة لانتهاك السيادة السورية وقصف قواعد إيرانية في البلاد.
وأضاف أن “روسيا تفضّل تخفيف النفوذ الإيراني في سوريا، نظراً إلى التنافس بين الطرفين في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية، خصوصاً أن إيران تتفوق بسبب تأثيرها الاجتماعي القويّ”.
كذلك أكد أن من أسباب الخلاف بين موسكو وطهران، أن رؤية الطرفين للحل السياسي في سوريا ومستقبلها “غير موحدة”، وبحسب الدبلوماسي فإن روسيا تسعى لإعادة تنظيم مؤسسات الدولة بما فيها العسكرية، في حين تحاول إيران لتشكيل قوات أخرى تابعة لها لتصبح أقوى من القوات الحكومية السورية، وذلك كما فعلت في دول أخرى كالعراق ولبنان واليمن.
إعداد: ربى نجار