دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

العملية العسكرية التركية في شمال سوريا، هل تكون سبباً في عزلها دولياً ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لا تزال ردود الأفعال الغاضبة والتي تستنكر التدخل العسكري التركي في شمال وشرق سوريا، تتوالى من الدول الأوروبية وتلك التي هي حليفة لتركيا ضمن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الأمر الذي أثار كثيراً حفيظة الأتراك الذين لم يجدوا لهم مناصرين لعمليتهم العسكرية في سوريا سوى بعض الدول مثل قطر.

ألمانيا تدعو لمنطقة آمنة دولية.. وتصف تدخل تركيا في سوريا “بالغزو”

ودخلت ألمانيا هذه المرة على خط التنديد بالعملية العسكرية التركية، واصفة أياها “بالغزو”، لأول مرة منذ بداية “العدوان” على شمال سوريا. حيث دعت وزارة الدفاع الألمانية، إلى إقامة “منطقة آمنة دولية” في سوريا على الحدود مع تركيا، بمشاركة موسكو وأنقرة، وتحت حماية دولية، مشيرة إلى ان الأمر سيعرض على اجتماع الناتو الأسبوع الجاري.

ومن المتوقع ان تفرض دول حلف الناتو عقوبات على تركيا، بسبب تدخلها العسكري في سوريا، وما تسبب به من ضياع سنوات من المكاسب التي تحققت في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، فقد تحدثت تقارير إعلامية موثقة عن عودة داعش في سوريا بسبب التدخل التركي، وخاصة في مدينة تل أبيض التي سيطرت تركيا والفصائل الموالية لها عليها قبل أسبوع، حيث ظهر مسؤول “الذخيرة” في تنظيم داعش برفقة 150 من العناصر، ما يهدد بحسب مراقبين من تعاظم قوة التنظيم في ظل انشغال قوات سوريا الديمقراطية في صد “الغزو”.

وأيضاً على الصعيد الحكومي الألماني، أعلن وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، أن بلاده ترغب في عدم استئناف المعارك بشمال سوريا بعد انتهاء فترة الهدنة التي تستمر 5 أيام، كما تأمل بدء العملية السياسية لتسوية الأزمة، واصفاً العملية العسكرية التركية بأنها “تتناقض” مع القانون الدولي” ولا يجب أن تتواصل.

أردوغان يضع تركيا أمام عزلة دولية مثل إيران

وبحسب أوساط سياسية تركية، فإن أردوغان وبعد أن وعد باستئناف العملية العسكرية حال انتهاء مهلة الـ5 أيام مساء الثلاثاء، فإنه يضع تركيا أمام عقوبات كبيرة ستضر بها وباقتصادها ومكانتها في المنطقة، وقد يعرضها للعزلة كما الحال بالنسبة لإيران، التي تم عزلها تقريباً من العالم، مشيرين إلى أنه يفضل في هذه الفترة العودة للحوار مع الولايات المتحدة، والتي حذرت اليوم من أن استئناف تركيا لإطلاق النار سيعرضها لعقوبات أشد.

تركيا خرقت وقف إطلاق النار..  وخطوة ذكية من قسد

وفي السياق قال مسؤول في قوات سوريا الديمقراطية، أن القوات التركية والفصائل الموالية لها خرقت وقف إطلاق النار خلال الأيام الماضية 37 مرة، بينهم 10 إلى 12 غارة جوية، وأكد المسؤول، أنهم التزموا باتفاق وقف إطلاق النار، لكن تركيا وفصائل المعارضة لم تلتزم وبقيت تهاجم قواتهم براً وجواً، وهذا يعد خرقاً “فاضحاً”، ويجب على واشنطن التحرك لإلزام تركيا بالاتفاق.

ويقول مراقبون، “ان خطوة انسحاب قسد من رأس العين كانت خطوة ذكية، فبذلك قسد تبرهن للعالم انها ملتزمة بوقف إطلاق النار، الأمر الذي كان متوقعاً من تركيا نفسها الالتزام به كونها دولة ومن المفترض أن تحترم تعهداتها، لكن في هذه المرة الدولة هي التي لم تلتزم”، مشيرين إلى ان “الكرة الآن في ملعب الأتراك والعالم يترقب من تركيا تنفيذ وعودها وخطوة تبرهن التزامها بالاتفاق المبرم مع واشنطن، بعد تنفيذ قسد لما يقع على عاتقها”.

تركيا تبني 4 قواعد عسكرية في رأس العين وتل أبيض

وحسب التقارير الإعلامية، فإن تركيا بدل أن تنسحب من رأس العين وتل أبيض وتسليمهما إلى أهلها حسب الاتفاق، قامت ببناء 4 قواعد عسكرية (2 في كل مدينة)، الأمر الذي تعتبره قسد والحكومة السورية “احتلال”، وعدم رغبة تركيا بالخروج من شمال سوريا، هذه الخطوة تم رفضها من قبل روسيا وإيران (حلفاء تركيا في مسار آستانا)، معتبرين أن ذلك يهدد وحدة الأراضي السورية وسلامتها.

ويقول محللون سياسيون أتراك، “أن تركيا الآن تقف على مفترق طرق، فأما الالتزام بوقف إطلاق النار والجلوس لطاولة المفاوضات، وأما أن تواجه عزلة وعقوبات دولية من الحليف قبل العدو، وبذلك فإن تركيا هي التي ستكون الخاسر الأكبر من هذه العملية التي لم تكن ضرورية لمعالجة المخاوف الأمنية التركية من الحدود الجنوبية، وكان بالإمكان حل هذه المخاوف سياسياً بعيداً عن العسكرة التي لم تجلب لتركيا سوى العقوبات والعداء”.

 

إعداد: ربى نجار