أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يتواصل الرفض الشعبي للمخططات التركية في شمال سوريا، بما فيها خطة “إعادة مليون لاجئ سوري وإنشاء منطقة آمنة”.. هذا الرفض ليس فقط في المناطق التي هجر منها أهلها في أرياف حلب والرقة والحسكة، وإنما سكان وأهالي المناطق التي تسيطر عليها القوات التركية وفصائل المعارضة.
ومنذ أن كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن مخططه لإعادة مليون لاجئ سوري إلى 13 منطقة من أرياف الحسكة والرقة وحلب وتسكينهم في بيوت مصطنعة، رفض الشعب السوري هذه الخطط في شمال شرق البلاد وشمال غربها، كونها تعتبر تغييراً ديمغرافياً وتطهير عرقي بحق سكان المناطق التي هجر أهلها بفعل العمليات العسكرية التركية، والتأكيد بأن المهجرين من المناطق الداخلية السورية بفعل الصفقات والاتفاقات لن يعودوا إلى مناطقهم على الإطلاق.
إدلب .. تظاهرة ترفض التهجير والتغيير الديمغرافي
وبعد مناطق شمال شرق سوريا وعفرين والباب ومارع وإعزاز، خرجت تظاهرة شعبية للمهجرين من المحافظات السورية أمام النقطة العسكرية التركية المعروفة بنقطة “مدرسة السواقة” شرقي مدينة إدلب، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وطالب المتظاهرون بشن عمليات عسكرية ضد قوات الحكومة السورية والقوات الروسية والإيرانية وطالبوا بما وصفوه “بتحرير مناطقهم” من الروس والإيرانيين”، مؤكدين بأن المناطق التي يجب أن تكون آمنة هي مدنهم وبلداتهم وقراهم التي تسيطر عليها روسيا وإيران وقوات الحكومة السورية، وليست مناطق شمال شرق البلاد أو ما يطلق عليها مناطق 30 كيلومتر عند الحدود مع تركيا.
كما ندد المتظاهرون بالاتفاقات الروسية – التركية التي لم تخدم سوى مصالح الدولتان، وأحدثت تغيير ديمغرافي هو الأكبر في التاريخ الجديد ضمن الأراضي السورية وحققت مصالح مشتركة للأتراك والروس وأضرت بأبناء الشعب السوري.
متظاهرون يرفضون العملية العسكرية ضد قسد
وقالت مشاركون في التظاهرة أنهم يرفضون النوايا التركية بشن عمليات عسكرية في شمال شرق سوريا، والعيش في منازل هجر أهلها منها، مشيرين إلى أن هذه العملية التركية إذا حصلت فإنها لن تخدم سوى مصالح أنقرة، وستزيد العداء بين أبناء الشعب السوري، ولفتوا إلى أن من أخرجهم من منازلهم وقراهم ويقصفهم كل يوم هم الروس وقوات الحكومة السورية والإيرانيين، وليس قوات سوريا الديمقراطية.
وكانت مدينة سرمين بريف إدلب شهدت قبل أيام، تظاهرة جماهيرية حاشدة على بعد 1 كيلومتر عن إحدى النقاط التركية، شارك فيها سكان المناطق الداخلية السورية المهجرين بفعل الاتفاقات الروسية والتركية.
ورفض المتظاهرون مشروع “المنطقة الآمنة وإعادة توطينهم” كما ترغب تركيا، وسط هتافات ضد شخص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومطالبين “بإسقاطه”.
كما ندد المتظاهرون بالعملية العسكرية التركية المرتقبة والتي تنوي أنقرة شنها في مناطق الإدارة الذاتية وضد قوات سوريا الديمقراطية،
وشدد المتظاهرون على أن العمليات العسكرية يجب أن تكون ضد قوات الحكومة السورية والروسية والإيرانية في مناطق إدلب التي دخلوا إليها، لإعادة المهجرين إلى بيوتهم وقراهم الأصلية وليس السكن في بيوت المهجرين من أبناء الشعب السوري وخلق العداوات والصراعات الطائفية بين أبناء الشعب الواحد، وأكدوا أن ما تقوم به تركيا في سوريا هي لمصلحتها وليس للسوريين أي فائدة منها سوى أنهم وقود لهذه الحرب وأدوات لهذه الاتفاقات الدولية.
السوريون على قلب رجل واحد
ورأت أوساط سياسية أن هذه هي المرة الأولى التي يجمع فيها أغلب الشعب السوري على أن الأطراف الرئيسية المتدخلة في أزمة بلادهم لا يعملون إلا لصالحهم، كما أنها المرة الأولى التي ترفض فيها أوساط شعبية في مناطق سيطرة المعارضة؛ عملية عسكرية ضد مناطق الإدارة الذاتية، مشددين على أن الشعب السوري فهم جيداً أن تركيا وغيرها من أطراف النزاع هدفهم تطبيق سياساتهم ومصالحهم حتى لو كان ذلك على حساب الشعب السوري أو تسبب ذلك بحرب أهلية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن عن أن بلاده تخطط لإعادة توطين مليون لاجئ سوري في مناطق تسيطر عليها أنقرة شمال البلاد، بعدها قال أنهم يخططون لشن عمليات عسكرية جديدة على طول الحدود السورية وبعمق 30 كم لإنشاء ما تسمى “بالمنطقة الآمنة” لإعادة اللاجئين، لكن بحسب الكثير من المحللين والسياسيين فإن أردوغان لم يحصل على موافقة دولية بعد على خططه هذه.
إعداد: علي إبراهيم