دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

السعودية والإمارات إلى الشمال السوري.. خطة أمريكية بموافقة روسية لكبح التهديدات التركية لشرق الفرات

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تبذل الولايات المتحدة جهوداً حثيثة لأجل اسناد أداور إلى السعودية والامارات لحماية مناطق شمال وشرق سوريا، في ظل الحديث الأمريكي أن القوات الأمريكية لن تدوم إلى الأبد في سوريا، ودعوتها للدول المشاركة بالتحالف الدولي إلى ملئ الفراغ الذي سيحدثه هذا الانسحاب.
ويخشى المسؤولين الأمريكيين من أن انسحابهم من سوريا، سيؤدي إلى عودة التنظيمات المتشددة كداعش وغيرها، أو ولادة تنظيمات أخرى مشابهة لداعش، يمتد خطرها إلى أوروبا وحتى الولايات المتحدة.
أمريكا وروسيا لا تمانعان توجه السعودية والإمارات إلى الشمال السوري
المطلب الأمريكي من السعودية والامارات بلعب دوراً لتدريب القوات المحلية في شمال سوريا، وارسال جنودها لحماية تلك المناطق المحررة من داعش، قابله موقف روسي مؤيد للفكرة، حيث لم تمانع موسكو حسب مصادر دبلوماسية روسية دخول الرياض وأبو ظبي على الخط في تلك المناطق، وباتت لا تمانع من تواصل الخليجيين مع الإدارة السياسية في شمال سوريا.
وبحسب تلك المصادر، فإن الموافقة الروسية جاءت على خلفية “المبادرات الاماراتية الإيجابية تجاه الحكومة السورية، المتمثلة في المساهمة بإعادة الإعمار، وكذلك لعب دور محوري في اقناع الرياض وتشجيع باقي الدول العربية لاتباع المسار نفسه لفتح السفارات وإعادة العلاقات مع الحكومة السورية بعد انقطاع دام 8 سنوات وأكثر.
الهدف حماية الشمال السوري من التهديدات التركية
وتسعى الولايات المتحدة من خلال عملية زج السعودية والإمارات في مناطق شمال وشرق سوريا، لتقديم الدعم اللازم في سبيل إرساء الأمن والاستقرار فيها، خصوصاً بعد الانسحاب الامريكي المرتقب، وكذلك لإيجاد داعم إقليمي لقوات سوريا الديمقراطية في وجه التهديدات التركية، كون تلك الدول لا تربطها علاقات جيدة مع تركيا، ووجودها في تلك المناطق سيحد دون أدنى شك من التهديدات التركية في الدخول بحرب مع قوات قسد ستلقي بظلالها على المنطقة بأسرها وقد تمتد لسنوات.
وخلال العام الماضي، عقد اجتماعين بين المسؤولين المحليين في الشمال السوري وضباطاً امريكيين وإماراتيين وسعوديين الأول في قاعدة “خراب عشك” الأمريكية قرب مدينة عين العرب (كوباني)، ودار الحديث عن تشكيل قوات حرس حدود على الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا، وأثار هذا الاجتماع حفيظة الأتراك.
والثاني عقده الوزير السعودي السبهان مع ممثلي العشائر العربية وأعضاء مجلس دير الزور المدني، في حقل العمر النفطي بريف دير الزور، وتمحورت النقاشات في ذاك الاجتماع حول الدعم الذي ستقدمه السعودية للمنطقة.
قوة إقليمية تحمي الأكراد من تركيا
الأمريكيين يسعون من خلال سياق النشاط السعودي الإماراتي، لإيجاد قوة إقليمية تحمي الأكراد في الشمال السوري من الخطر التركي، حيث تكون هي بعيدة عن الساحة، ولا تظهر نفسها على انها تخلت عن تركيا بسبب الحلفاء الأكراد، وبالتالي ستضمن واشنطن ان تركيا لن تفكر انها فضلت الحلفاء الذين قاتلوا معها داعش على الشريك الاستراتيجي (تركيا)، وذلك في المسعى الامريكي لعدم غوص تركيا أكثر فأكثر ضمن الحلف الروسي.
خطط روسية لأخذ الشمال السوري من الولايات المتحدة
وبالنسبة لروسيا جاء النشاط الإماراتي السعودي كعامل دولي جديد، يهدف لأخذ الشمال السوري من الامريكيين، وتوجيهها لصالح الرؤية الروسية لدعم الحكومة السورية، مقابل منح الأكراد حكماً ذاتياً في الدستوري السوري.
الدكتور في جامعة أكسفورد البريطانية صامويل راماني يقول، “أن روسيا ترى فرصا للتعاون مع الإمارات في سوريا بعد قرار إعادة العلاقات الدبلوماسية، ويشير للنقاش المثار داخل أروقة الكرملين حول هذا الأمر”، ويشير إلى أن السياسية الإماراتية اتجاه الحكومة السورية يمكنها ان تعيد تطبيع العلاقات السعودية وبالتالي العربية مع دمشق.
وينوه الكاتب إلى ان روسيا أيضاً تسعى مثل الولايات المتحدة لاحتواء الغضب التركي من المشروع المقام حالياً في شمال سوريا، من خلال التعاون مع السعودية والإمارات.
يشار إلى ان الوزير الإماراتي أنور قرقاش، خرج سابقاً بتصريحات رفض فيها إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا، داعياً إلى حماية الأكراد والأقليات في تلك المنطقة، مؤكدا رفض بلاده للوجود التركي في سوريا.
الولايات المتحدة وروسيا لا تريدان تدخل تركي في الشمال السوري
وتقول أوساط سياسية مطلعة أن روسيا والولايات المتحدة، لا تريدان أي تدخل تركي في مناطق الشمال السوري، ولأجل تنفيذ هذا الأمر فإن من البديهي ان توافقا على دخول السعودية والإمارات على الخط الفاصل بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية، وإظهار نفسيهما على أنهما بعيدين عن اللعبة كاملة، ومن الممكن ان تكون الخطوة السعودية الإماراتية في الشمال السوري تأتي بقرار من الجامعة العربية نفسها، وحينها سيكون الأمر على أنه عدم السماح بالتدخل في شؤون الدول العربية، كما ينص ميثاق الجامعة.

إعداد: علي إبراهيم