دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

السجون السورية مراكز مناسبة لتفشي وباء كورونا.. حياة المساجين والسجانين في خطر

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لاتزال المطالبات تتواصل للحكومة السورية بضرورة الإفراج عن المعتقلين والمسجونين من مراكز الاعتقال التابعة لها، وسط تصاعد المخاوف من انتشار وباء كورونا بين المساجين والسجانين، في ظل عدم اتخاذ اجراءات وقائية كافية لردع الفيروس داخل المعتقلات والسجون.

لا اهتمام بحصة المساجين

صحيفة واشنطن بوست سلطت الضوء هذه المرة عن واقع المعتقلات السورية، والتي إذا ما انتشر الفيروس فيها ستكون القنبلة التي ستؤدي لتفشي الوباء ضمن المناطق السورية كافة، خصوصاً وأن الواقع الصحي في البلاد متأزم جداً، ولا معدات طبية كافية لمواجهة الفيروس الذي وقفت أكثر أنظمة العالم تطوراً عاجزة أمامه.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن أحد المعتقلين الذين كانوا ضمن السجون السورية قوله، إنه “لا يجب أن يتوقع أحد أن يقوم معذبه بالاهتمام بصحته”.

لا أحد بمأمن من الفيروس

حديث المعتقل جاء في مقال نشرته الصحيفة للكاتب جوش روجين، والذي طالب فيه الحكومة السورية بضرورة إطلاق سراح المعتقلين من السجون، محذراً من انتشار الوباء بين المساجين فإن الأمن والعسكر لن يكونوا في مأمن من الفيروس، وبالتالي فإن الطريقة الأفضل لحماية الطرفين هي إطلاق سراح المعتقلين. هذا الإجراء الذي قام به أغلب الدول التي تفشى فيها الوباء.

وأعلنت وزارة الصحة في الحكومة السورية، عن تسجيل 6 حالات جديدة، مساء السبت، مصابة بفيروس كورونا، ليصل إجمالي الحالات حتى ذاك الحين لـ25 حالة، شفي منها 5 وتوفي 2. وسط تشكيك بالرواية الرسمية التي تعتمدها الحكومة، والتقارير الواردة وعلى رأسها تلك التي ينشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان، والذي تشير لوجود عشرات الحالات غير المعلنة عنها في سوريا بين المدنيين والعسكريين السوريين والإيرانيين والموالين لهم.

كورونا أكثر ما يقلق المسجونين

ونقل الكاتب الأمريكي عن المعتقل “الشغري” الذي قضى 3 سنوات في المعتقلات السورية وخرج منها، “إن الأشخاص الأكثر ضعفا في سوريا، هم أولئك الموجودون في أقبية السجون، وبالنسبة للمعتقلين ففيروس كورونا هو أكثر ما يقلقهم حالياً، فالزنازين المكتظة، التي يحشرون فيها كالحيوانات، ولا يخرجون منها إلا لجلسات التعذيب اليومية، قد تكون مراكز لتفشي الفيروس”.

وأشار “الشغري” إلى أنه سبق أن انتشر مرض السل بين المسجونين ضمن السجن الذي كان فيه، وهو شخصياً اصيب به، وحتى مع انتشار الأمراض المعدية داخل السجون لعدم النظافة فأن معظم المسجونين لا يموتون بالأمراض المعدية، إنما تحت التعذيب “أيدي البشر”، وأضاف، أنه رأى مسجونين وهم يقتلون لأنهم يقولون أنهم مرضى ضمن سجن صيدنايا. الذي صنفته منظمة العدل الدولية بأنه “مسلخ بشري”.

لعل السجان يشعر بالخطر

ورغم ذلك، يرى الكاتب أنه لا يمكن للسلطات السورية أن تفرج عن السجناء أو أن تحمي سجانيه، إلا إذا تعرض لضغوط قوية من أجل القيام بذلك.

وحمل الكاتب المسؤولية للمجتمع الدولي بعدم التدخل والاكتفاء بالتفرج على ما يحصل في سوريا، وأشار أنه في الوقت الذي يتجاهل فيه العالم مأساة السجون السورية، ربما يدرك السجانون بضرورة إطلاق سراح المسجونين وذلك لإنقاذ حياتهم بالدرجة الأولى.

إعداد: علي إبراهيم