أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – “نكسة وخسارة قاسية”.. بهذه الكلمات وصف سياسيون لبنانيون نتائج الانتخابات البرلمانية التي شهدت خسارة لحزب الله أمام حزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع، كما وأظهرت نتائج دائرة الجنوب الأولى عدم حصول حزب الله وحلفائه على أي مقعد. فيما خسر نائب رئيس البرلمان المدعوم من حزب الله إيلي الفرزلي مقعده في الانتخابات البرلمانية.
جعجع بعثر أوراق حزب الله .. وظهور كتل سياسية جديدة
وتقول أوساط سياسية أن فوز جعجع بأكبر كتلة مسيحية في البرلمان الجديد يبعثر أوراق حزب الله وحلفائه في انتخابات رئيسي البرلمان والجمهورية إضافة لتشكيل الحكومة المرتقبة، حيث يستعد لبنان لمرحلة بناء بعد الأزمات السياسية والاقتصادية وانفجار مرفأ بيروت والذي كاد أن يؤدي لانهيار البلاد.
وبحسب النتائج أيضاً، فإنها تعكس فوز مرشّحين معارضين ومستقلّين بعدد من مقاعد البرلمان الجديد، وسيضمّ على ما يبدو كتلاً متنافسة لا تحظى أيّ منها منفردة بأكثرية مطلقة، بعدما كان حزب الله وحلفاؤه يحظون بأكثرية في المجلس المنتهية ولايته.
مرشحان مقربان من سوريا يخسران مقعديهما
ومن أقوى المفاجآت أيضاً التي شهدتها الانتخابات خسارة السياسيان الدرزي المتحالفان مع حزب الله والحكومة السورية طلال أرسلان لمقعده لصالح مارك ضو الوافد الجديد الذي يعمل وفق أجندة إصلاحية، حيث شغل أرسلان مقعده منذ 30 عاماً، ومثل سقوط أرسلان مفاجئة كبيرة في الوسط السياسي اللبناني.
إضافة للسياسي أسعد حردان نائب الحزب القومي السوري الاجتماعي عن المقعد الأرثوذكسي في إحدى دوائر الجنوب والذي يشغله منذ عام 1992.
غياب “الحريري” شتت الساحة السنية
وغاب عن هذه الانتخابات “تيار المستقبل” بزعامة سعد الحريري، حيث وصف محللون سياسيون انسحاب الحريري بأنه “شتت الساحة السنية”، مشيرين إلى أن أكثر المستفيدين من غيابه هو “حزب الله” حيث شهدت البلاد لأول مرة منذ الاستقلال في 1943 غياب ممثل سني عن الانتخابات.
حزب الله يهدد خصومه في البرلمان
وبعد ظهور النتائج الأولية للانتخابات، وجّه حزب الله تحذيرات لخصومه السياسيين في البرلمان الجديد، حيث قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة التابعة للحزب محمّد رعد “نتقبّلكم خصومًا في المجلس النيابي، ولكن لن نتقبّلكم دروعًا للإسرائيلي ومن وراء الإسرائيلي”، في إشارة ضمنيّة إلى الخضم “حزب القوات اللبنانية”.
وخلال مقابلة له مع قناة “المنار” التابعة للحزب قال “انتبهوا لخطابكم وسلوككم ومستقبل بلدكم .. لا تكونوا وقودا لحرب أهلية”. حديث زرع مخاوف لدى الكثير من السياسيين في أن حزب الله قد لا يقبل بنتائج الانتخابات البرلمانية ويقوم بالتالي بجر البلاد لحرب أهلية، مؤكدين أن لبنان لا يمكنه تحمل المزيد من الأزمات أو الحروب.
النظام السياسي في لبنان يقوم على أساس “المحاصصة”
ويقوم النظام السياسي اللبناني على أساس اقتسام السلطات والمناصب السيادية وفقا للانتماءات الدينية والطائفية.
وكرّس اتفاق الطائف لعام 1989، والذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية (1975 ـ 1990)، معادلة اقتسام السلطة والمناصب الرئيسية على أساس المحاصصات بين المكونات الأساسية الثلاثة: المسيحيون والسنة والشيعة.
وتتوزع الرئاسات الثلاث بواقع الجمهورية للمسيحيين، والحكومة للسنة، والبرلمان من حصة الشيعة. ومنذ عام 1992 ترأس رئيس حركة أمل الشيعية نبيه بري (84 عاما) البرلمان اللبناني لست مرات متتالية.
انهيار اقتصادي.. والفقر والبطالة وصلوا لمستويات تاريخية
يشار إلى أن هذه الانتخابات هي الأولى بعد انهيار اقتصادي صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850، وبعد احتجاجات شعبية غير مسبوقة ضد السلطة، وانفجار بيروت الكبير الذي خلف المئات من القتلى والجرحى وأدى لدمار كبير في العاصمة.
كما أن هذه الانتخابات تأتي في ظل وصول معدلات الفقر في البلاد لمستويات قياسية، حيث يعيش أكثر من 80 بالمئة من سكان لبنان تحت خط الفقر، وخسرت الليرة المحلية تسعين بالمئة من قيمتها أمام الدولار، ولامس معدل البطالة نحو 30 بالمئة.
إعداد: علي إبراهيم