أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بينما اعتبر محللون سياسيون سوريون أن القمة العربية الأخيرة التي انعقدت في العاصمة البحرينية المنامة، إنها لم ترقى لمستوى خطورة ما تعيشه سوريا وكذلك المنطقة العربية بشكل كامل، قالت الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا إن ما جاء في بيان القمة الختامي “بضرورة الحل السياسي للأزمة السورية ورفض الاحتلال والتغيير الديمغرافي في البلاد” هو موقف إيجابي من قبل الحكام العرب.
قمة المنامة أكدت على إنهاء الأزمة ورفض الاحتلال والتغيير الديمغرافي
وجاء في البيان الختامي للقمة العربية، أن القادة العرب أكدوا على “ضرورة إنهاء الأزمة في سورية، بما يحفظ أمنها وسيادتها ووحدة أراضيها، ويحقق طموحات شعبها، ويخلصها من الإرهاب، معربين عن رفضهم التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية وأي محاولات لإحداث تغييرات ديموغرافية فيها”.
ولفت البيان إلى أهمية دور لجنة الاتصال العربية والمبادرة العربية لحل الأزمة وضرورة تنفيذ بيان عمّان وضرورة إيجاد الظروف الكفيلة بتحقيق العودة الكريمة والآمنة والطوعية للاجئين السوريين إلى بلدهم، بما في ذلك رفع التدابير القسرية الأحادية المفروضة على سورية، وضرورة استمرار المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته إزاءهم ودعم الدول المستضيفة إلى حين تحقيق عودتهم.
رفض الإرهاب وتجفيف منابعه.. والقامشلي ترحب
ورفض القادة العرب الإرهاب بكافة أشكاله وصوره والرفض القاطع لدوافعه ومبرراته والعمل على تجفيف مصادره تمويله.
وعلقت “دائرة العلاقات الخارجية” في “الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا” على البيان الختامي وقالت، أنه مع اختتام أعمال القمة العربية الأخيرة المنعقدة في مملكة البحرين، وصدور بيانها الختامي ورد في البيان وتحديداً في البند السادس تعليقاً حول الوضع في سوريا، وتم استحضار الوضع السوري من بينها موضوع العودة الآمنة للاجئين، وكذلك رفض عمليات التغيير الديموغرافي والعملية السياسية، انطلاقاً من التزامنا نحو التأكيد على مبادئنا المشتركة في هذا المجال.
“ما ورد بالبيان ضروري ومهم”.. وما يجري في عفرين ينافي الجهود العربية
وأكدت دائرة العلاقات الخارجية، التي هي بمثابة وزارة خارجية لدى الإدارة الذاتية، أنهم يؤكدون على أن ما ورد في البيان الختامي حول سوريا “ضروري ومهم”، وهو موقف عربي إيجابي حول ضرورة حل المعضلات الأساسية والتي تعيق الوصول لتفاهمات حول سوريا ما بين السوريين تحديداً وكذلك القوى النافذة في سوريا.
ولفت البيان إلى أن ما يجري في عفرين ومناطق سورية خاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل المعارضة الموالية لها “يتنافى مع كل الجهود العربية الحريصة على تحقيق الاستقرار في بلدنا سوريا، حيث التهجير القسري وعمليات التغيير الديموغرافي ناهيكم عن ممارسات الاحتلال التركي ومرتزقته”. وفق وصف البيان.
“الإدارة تعلن انفتاحها على التعامل مع الجامعة العربية لحل الأزمة”
وأبدت الإدارة الذاتية في بيانها إلى جهوزيتها وانفتاحها للعمل مع الجامعة العربية وكافة القوى الحريصة على مكافحة الارهاب والعودة الآمنة ومنع عمليات التغيير الديموغوافي، داعين جامعة الدولة العربية للضغط بما يخدم تطلعات الشعب السوري نحو إنهاء الاحتلال وتحقيق الاستقرار مع التزامنا نحن في شمال وشرق سوريا على تقديم ما يُملي عليه واجبنا الوطني السوري وما يخدم وحدة سوريا بشعبها وجغرافيتها.
وسيطرت القوات التركية وفصائل “الجيش الوطني” على منطقة عفرين في عام 2018 خلال عملية سميت “بغصن الزيتون”، تلاها عملية ما تسمى “بنبع السلام” في تشرين الأول/أكتوبر عام 2019، سيطرت خلالها القوات التركية وفصائل المعارضة على مدينتي رأس العين (المعروفة محلياً بسري كانيه) و تل أبيض (كري سبي)، حيث تتهم الإدارة الذاتية، تركيا، بالقيام بالتغيير الديمغرافي عبر إسكان المرحلين من اللاجئين السوريين من الداخل التركي والنازحين الفارين من محافظات الداخل بفعل استمرار الصراع على السلطة في منازل وقرى المهجرين قسراً من السكان الأصليين.
عشرات القرى السكنية “المستوطنات” في عفرين.. ومنظمة بريطانية تبني مجمعاً جديداً
وخلال الفترة الماضية، ذكرت العشرات من التقارير عن بناء تركيا لقرى سكنية أو “مستوطنات” كما يمسيها السكان المحليين، في قرى منطقة عفرين، وذلك بالتعاون مع جمعيات ومنظمات تابعة “للإخوان المسلمين” و بأموال عربية وخاصة خليجية.
وفي هذا السياق، نشرت مصادر إعلامية عن منظمة مقرها في بريطانيا، بدأت بعمليات بناء تجمعات سكنية في ريف عفرين، لتوطين عوائل من عناصر الفصائل المعارضة، ووفق المصادر، تستمر أعمال البناء في التجمع السكني الجديد قرب قرية حلوبي صغير في ناحية شرا بريف عفرين، وتعاقدت المنظمة مع شركة بناء تتبع للمجلس المحلي الذي تديره تركيا، لإدارة أعمال البناء.
وكتبت المنظمة على موقعها الرسمي، إن مقرها يقع في المملكة المتحدة وقالت إنها تقدم وتسهّل المساعدات في أكثر من 18 دولة بينها أفغانستان واليمن وفلسطين وسوريا.
ويتألف التجمع السكني من 40 بناء و160 شقة سكنية، بني فيها مسجد ومستوصف، ومن المقرر إسكان عوائل وافدة من الداخل السوري فيها، بتنسيق بين مسؤولي المنظمة والمجلس المحلي.
إعداد: رشا إسماعيل