دعت الأمم المتحدة إلى تشكيل “جدار حماية” حول العملية السورية، بعد تأجيل المحادثات الدبلوماسية بشأن الدولة التي مزقتها الصراع بسبب مطالب روسية يقال إنها مرتبطة بحربها في أوكرانيا.
وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، غير بيدرسن، قد استعد لاستضافة الجولة التاسعة من المحادثات في جنيف بشأن وضع دستور سوري جديد هذا الأسبوع.
لكنه أُجبر على التأجيل بعد أن أثارت موسكو قضايا بشأن المكان، حيث أصرت روسيا على أن سويسرا، التي فرضت عقوبات بسبب حرب أوكرانيا، ليست محايدة.
وقالت المتحدثة جينيفر فينتون للصحفيين في جنيف إن “بيدرسن أطلع مجلس الأمن خلف أبواب مغلقة الخميس ووصف التأجيل بأنه مؤسف ومثبط للهمم خاصة أنه ناتج عن أمور لا علاقة لها بملف سوريا”.
وكان قد أبلغ بيدرسن المجلس بأن ممثل الحكومة السورية أبلغه بأن الحكومة السورية ستكون مستعدة للمشاركة في الجولة التالية من المحادثات الدستورية في حال تلبية ما وصفه بطلبات الاتحاد الروسي، على حد قول فينتون.
وقال بيدرسن، “حث جميع الأطراف على حماية العملية السورية من تأثير النزاعات في أماكن أخرى من العالم ووضع مصلحة السوريين في المقام الأول”.
وأكدت فينتون أنه في عام 2018 عندما تم إنشاء اللجنة الدستورية، كان أحد الشروط أن “تعقد اجتماعاتها في جنيف دون تدخل أجنبي”.
وأقر بيدرسن بأن التحديات التي تواجه المحادثات التي طال انتظارها تهدف إلى إعادة كتابة الدستور السوري “أعمق بكثير من قضايا المكان”، على حد قول فينتون.
واضاف “أحد التحديات هو السرعة وأساليب العمل، والتحدي الآخر هو الإرادة السياسية”.
خلال الجولة الأخيرة من المحادثات في أوائل حزيران، لم تحرز الأطراف المتنافسة تقدمًا كبيرًا، حيث شجب مكتب بيدرسن الوتيرة البطيئة وأقر في ذلك الوقت أن “الخلافات ظلت كبيرة”.
وكان قد قال إن الوضع بالنسبة للسوريين ما زال “مريعا”، وشدد على ضرورة “تنحية خلافاتنا جانبا وتقديم موقف مشترك وبناء للسوريين”.
أدت الحرب في سوريا، التي اندلعت في عام 2011 بعد القمع الوحشي للاحتجاجات المناهضة للحكومة، إلى مقتل ما يقرب من نصف مليون شخص وتشريد الملايين.
وتهدف المفاوضات المبدئية إلى إعادة كتابة دستور البلاد التي مزقتها الحرب. ويؤمل أن تمهد المحادثات الطريق نحو عملية سياسية أوسع.
يتوسط الدبلوماسي النرويجي بيدرسن في المحادثات بين ممثلين عن كل من حكومة الرئيس بشار الأسد والمعارضة والمجتمع المدني.
المصدر: وكالة فرانس برس
ترجمة: أوغاريت بوست