أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – قتلى وجرحى وأسرى في حرب حقيقية جرت في مدينة رأس العين المعروفة محلياً باسم سري كانيه بريف الحسكة بين عشيرتي العكيدات والموالي ضمن اقتتال عشائري وفصائلي في أن واحد استخدمت من خلاله كافة أنواع الأسلحة المتوسطة والرشاشة كما تدخلت الدبابات التركية والطائرات المروحية والمسيرة لفض النزاع مع قيام القوات التركية بقطع كافة الطرقات الرئيسية داخل المدينة وخارجها.
منطقة أمنة تتصف بانعدام الأمن والاستقرار
حالة من الذعر والخوف سادت بين أهالي المدينة بعد وقوع إصابات بين المدنيين بينهم نساء وأطفال وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان بالإضافة إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة 8 أخرين من العشيرتين كحصيلة أولية، وسط أنباء عن امتداد التوترات والاعتقالات إلى مدينة عفرين وناحية جند يرس بريف حلب، كل ذلك حدث في مدن وقرى خاضعة لسيطرة فصائل المعارضة الموالية لتركيا أو ما تطلق عليه أنقرة بـ “المنطقة الأمنة” التي تسعى عبرها إلى ترحيل مليون لاجئ سوري.
بالتالي فإن العديد من المراقبين والمصادر المطلعة يعتبرون أن مشروع تركيا لإنشاء “منطقة آمنة” في شمال سوريا تضم مليون لاجئ سوري هي مضللة وخطيرة، ومصيرها الفشل، حيث يمكن أن تتسبب العمليات العسكرية التركية في شمال شرق سوريا في تهجير المدنيين القاطنين هناك حاليا وتعريض أي لاجئ انتقل إلى هناك للخطر، بالإضافة إلى مخاوف جدية من هروب آلاف العناصر من تنظيم داعش الإرهابي المعتقلين لدى قوات سوريا الديمقراطية من السجون وإعادة إحياء التنظيم من جديد عن طريق عمليات التمرد التي سيشهدها مخيم الهول بشكل خاص الذي يضم عشرات الآلاف من عوائل داعش، مع بدء أي عملية عسكرية تركية مباشرة.
المنطقة الأمنة فكرة تركية محفوفة بالمخاطر
كما تعتبر المناطق الأمنة لتوطين اللاجئين فكرة محفوفة بالمخاطر دون ضمانات كافية، حيث أثارت المنظمات الإنسانية الدولية مخاوف بشأن نقص البنية التحتية اللازمة في المنطقة، إلا أن المشروع التركي سيحمل بالتأكيد مصدرا وافرا لفصائل المعارضة المسلحة لكي تستولي على المساعدات الإنسانية وتجنّد مقاتلون جدد بما فيهم الأطفال، بالإضافة لاستخدامها من قبل تركيا كذريعة لإبقاء الحدود مغلقة أمام طالبي اللجوء أو لإعادة اللاجئين قسرا، وكل ذلك ينتهك التزامات أنقرة بموجب القانون الدولي للاجئين، لذا ينبغي على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي دعوتها علنا إلى الوفاء بالتزاماتها وضمان أمن اللاجئين حقا وليس التضحية بهم لمنفعة سياسية.
ومن هنا يمكن القول أيضاً إن توغل تركيا إن حدثا قد يتسبب إلى جانب عمليات النزوح الواسعة إعادة توطين مئات آلاف اللاجئين السوريين المرحلين من تركيا إلى مناطق عدة في شمال سوريا وشرقها بعيدا عن مدنهم الأصلية الخاضعة لسيطرة قوات الحكومة وهو ما سيؤدي إلى عملية تغيير ديمغرافي كبيرة واندلاع حرب أهلية بين السوريين.
أرقام كبيرة لعمليات ترحيل اللاجئين السوريين من تركيا
حيث عمدت تركيا إلى إعادة اللاجئين السوريين قسراً منذ كانون الأول/ ديسمبر عام 2017، وإغلاق حدودها مع سوريا أمام طالبي اللجوء منذ آذار/ مارس عام 2015، بحسب منظمات حقوقية دولية وإطلاقها النار على طالبي اللجوء القادمين تهريبا، ومقتل مئات الأشخاص منذ عام 2011 برصاص الجندرمة التركية كل هذه الأحداث تشير إلى أن أنقرة تهدف إلى منع دخول المزيد من المدنيين السوريين الفارين إليها بدلا من توفير الحماية الحقيقية، الأمر الذي أكده العديد من التقارير الصحفية والحقوقية المحلية والدولية، من خلال كشفها عن ترحيل 502 ألف لاجئ سوري من تركيا إلى سوريا خلال السنوات الماضية وتوطينهم في مدن رأس العين بريف الحسكة وتل أبيض بريف الرقة بالإضافة إلى جرابلس والباب وإعزاز وعفرين بريف حلب، كاشفة عن ترحيل ما بين 400 إلى 500 لاجئ سوري أسبوعياً، منذ الإعلان الجديد للرئيس التركي عن إنشاء المنطقة الأمنة.
إعداد: يعقوب سليمان