دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“اعتقال من المنازل والشوارع والإجبار على العودة الطواعية”.. “رايس ووتش” تفضح الممارسات التركية ضد السوريين

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – الكثير من التقارير الدولية والأممية المختصة بشؤون اللاجئين، أكدت تعرض اللاجئين السوريين في تركيا لعمليات اعتقال وتعذيب وترهيب وحتى قتل مع الإجبار على التوقيع على ورقة “العودة الطوعية” والترحيل إلى سوريا، دون الأخذ بعين الاعتبار أن كان الترحيل سيؤثر على حياة اللاجئ السوري أم لا، وهو ما يمثل انتهاكاً للقوانين ذات الصلة.

رايس ووتش: السوريون يتعرضون للاحتجاز والاعتقال في تركيا قبل الترحيل

“تركيا تعتقل السوريين من المنازل والشوارع والعمل وتجبرهم تحت التهديد بالقتل على العودة إلى بلادهم”.. بهذه الجملة يمكن اختصار تقرير جديد لمنظمة “هيومن رايس ووتش” عن ما يتعرض له السوريون في تركيا من اعتقال واحتجاز وترحيل، وقالت أنه خلال شهري شباط/فبراير وتموز/يوليو الماضيين رحلت السلطات التركية المئات من اللاجئين السوريين.

وبحسب تقرير المنظمة الدولية فإن تركيا قامت باعتقال واحتجاز السوريين وأغلبهم من الرجال والفتيان بشكل تعسفي، كما تم اعتقال العشرات من الشوارع ومن المنازل وأماكن عملهم من قبل قوات الأمن الذين اعتدوا بالضرب عليهم وعاملوهم معاملة سيئة اضافة للاحتجاز في ظروف سيئة، ومن ثم إجبارهم على التوقيع على وثيقة “العودة الطوعية”.

منذ أيار.. أردوغان أعلن عن إعادة السوريين بشكل رسمي

وبدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في أيار/مايو الماضي، عن خطة لإعادة مليون إلى مليون ونصف لاجئ سوري مقيمون على الأراضي التركية إلى بلادهم، وهدد بعدها بتوسيع العمليات العسكرية في شمال البلاد لإنشاء ما يسميها “المنطقة الآمنة”، إلا أن الرفض الدولي وقف عائقاً أمام شن هجمات جديدة.

تصعيد الكراهية ضد السوريين في المجتمع التركي

واتهمت منظمات حقوقية وتقارير دولية، السلطة والمعارضة في تركيا، بتصعيد الكراهية والعنصرية في البلاد ضد السوريين، خاصة مع موجة العنف والعنصرية التي واجهها السوريون في تركيا خلال الأشهر الماضية، وتشير هذه التقارير إلى أنه بعد بث الكراهية والعنصرية في المجتمع التركي ضد السوريين لم يعد هذا المجتمع باستطاعته التعايش مع السوريين بعد الآن.

ووصف الكثير من المتابعين ما حصل للاجئين السوريين في الأشهر الماضية بأن “تركيا انقلبت على السوريين بعد أن استغلتهم لسنوات وجعلتهم ورقة للحصول على المليارات من الدولارات تحت مسمى المساعدات الإنسانية”.

الترحيل يتم تحت تهديد السلاح

بدورها، قالت الباحثة الحقوقية في المنظمة “نادية هاردمان”، إن السلطات التركية اقتادت اللاجئين السوريين بينهم أطفال إلى نقاط العبور الحدودية، وأجبرتهم على العبور تحت تهديد السلاح، الأمر الذي يعد انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي، مشيرة إلى أن أنقرة تحاول جعل شمال سوريا منطقة للتخلص من اللاجئين.

ووثقت المنظمة الدولية ترحيل 37 لاجئ سوري خاضع للحماية المؤقتة مع عشرات أو المئات الآخرين الذين أجبروا على التوقيع للعودة الطواعية دون السماح لهم بقراءة ما يوقعون عليه. وهذا بدوره ينفي ما ادعته السلطات التركية منذ شهر بأن هناك نصف مليون سوري عادوا إلى بلادهم “طواعية” خلال السنوات السابقة.

كما بينت المنظمة أن العديد من اللاجئين الذين تمت إعادتهم هم من المناطق التي تسيطر عليها قوات الحكومة السورية ما يشكل خطراً كبيراً على حياتهم.

التهديد بالسجن في حال عدم التوقيع على “العودة الطوعية”

وتقول المنظمة الدولية أن رجال أمن أتراك اعتدوا بالضرب المبرح على لاجئين سوريين رفضوا التوقيع، مع وضعهم في الاحتجاز ضمن مراكز ترحيل في أضنة مع التهديد بحبسهم لمدة عام في حال عدم التوقيع، ما أجبرهم على التوقيع والمغادرة.

وتابعت، أن البعض ممن اعتقل تم إطلاق سراحه لكنه تعرض للتهديد بالترحيل مجدداً في حال لم يعد إلى مدينته التي سجل فيها أو إذا عُثِر عليه في مكان آخر، فيما وصف المفرَج عنهم الحياة في تركيا بأنها خطيرة، مشيرين إلى أنهم يفضلون البقاء في منازلهم وإغلاق الستائر لتجنب رجال الشرطة.

ولفتت المنظمة إلى أن المرحلين من السوريين وخلال رحلة “العودة الطواعية إلى سوريا” كانوا مكبلي الأيدي في رحلات وصلت لأكثر من 20 ساعة، كم تما تهديدهم من قبل القوات العسكرية “بالقتل وإطلاق النار عليهم في حال عودة أي شخص”.

ونقلت المنظمة عن لاجئين رحلوا إلى سوريا، أنهم تعرضوا للاعتداء الجسدي والشتم، ورُكلوا وضُربوا بالأيدي أو بهراوات خشبية أو بلاستيكية.

دعوات لقطع التمويل عن تركيا

وفي السياق، شددت الباحثة الحقوقية في المنظمة نادية هاردمان” أنه على دول الاتحاد الأوروبي التي تدعم تركيا بالمال بسبب وجود اللاجئين السوريين على أراضيها، الاعتراف بأن تركيا لا تفي بالمعايير المتعلقة بدولة ثالثة آمنة، مشيرة إلى وجوب إيقاف الدعم المالي والتمويل بسبب الظروف والاحتجاز وعمليات الترحيل القسرية التي يتعرض لها اللاجئون السوريون في تركيا.

وشددت على أن تصنيف الدولة التركية “كدولة ثالثة آمنة” لا يتماشى مع ما تتصرفه مع اللاجئين السوريين وطريقة ترحيلهم إلى الشمال، وطالبت المنظمة تركيا كونها ملزمة بموجب المعاهدات والقانون الدولي، باحترام مبدأ عدم الإعادة القسرية.

لا السوريون في تركيا ليسوا بمأمن

وكان المئات فروا من تركيا خلال الأشهر الماضية بسبب مخاوفهم من الإعادة القسرية إلى سوريا، خاصة بعد حديث أنقرة عن إعادة العلاقات مع الحكومة السورية.

كما أن ملف اللاجئين السوريين والتخلص منهم، هو أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت بأنقرة لتغيير موقفها السياسي من الحكومة السورية ومحاولة إعادة تطبيع العلاقات، وذلك لإعادة السوريين إلى مناطق غير مناطقهم وقرى تم بنائها عبر منظمات “خليجية عربية” موالية للإخوان في شمال سوريا قبل الانتخابات الرئاسية في تركيا التي ستبدأ في حزيران/يونيو الجاري.

إعداد: ربى نجار