أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يبدو أن الحكومة السورية ولبنان تعملان على إعادة دفعات كبيرة من اللاجئين السوريين المقيمين في لبنان إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية وذلك دون الأخذ بعين الاعتبار من قبل بيروت، الأوضاع الأمنية وما يمكن للمرحلين التعرض له من خطر الاعتقال والاضطهاد والزج بالسجون وحتى الموت.
كما يبدو أن هناك خطة لتحويل محافظة حمص إلى “منطقة آمنة” لإعادة اللاجئين السوريين إليها من دول الشتات، وذلك كمرحلة أولى.
عنصرية وكراهية بحق السوريين في دول الجوار
وعانى السوريون في لبنان من العنصرية والكراهية، حيث قامت أطراف عدة بتغذية خطاب العنصرية هذا بحقهم، وتصاعد بشكل لافت بعد جريمة قتل المسؤول في “حزب القوات اللبنانية” باسكال سليمان، والذي قال الجيش اللبناني إن عصابة سورية المسؤولة عن مقتله، تلا ذلك دعوات لترحيل السوريين وطردهم من منازلهم المستأجرة ومحالهم التجارية في بعض المناطق.
وكما أكدت الجهات المانحة لسوريا على أن سوريا غير آمنة بعد، وأن الظروف غير مهيأة بعد لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بعد، وطالبوا حينها لبنان بإيقاف عمليات الترحيل بحق اللاجئين السوريين فوراً، مع تنديد بأعمال عنف وانتهاكات قام بها الجيش اللبناني بحق اللاجئين السوريين خلال اعتقالهم وترحيلهم.
اجتماع أمني.. ومنطقة آمنة
وفي تطورات هذا الملف، عقد اجتماع أمني ضم المخابرات العامة وأبناء ووجهاء مدينة التلبيسة بريف حمص وبحضور رؤساء الأفرع المخابراتية، لبحث إقامة “منطقة آمنة” لترحيل اللاجئين السوريين إليها من لبنان.
المرصد السوري لحقوق الإنسان سلط الضوء على هذا الاجتماع الذي أشار إلى أنه جرى بحضور رئيس إدارة المخابرات العامة بدمشق اللواء “حسام لوقا” مع أبناء ووجهاء مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي بحضور رؤساء أفرع المخابرات العسكرية العميد “محمد سليمان قنا” ورئيس فرع المخابرات الجوية العميد “رضوان صقار” وقائد شرطة حمص، والعميد “مدين ندة” رئيس فرع أمن الدولة وقائد الفيلق الثالث ورئيس اللجنة الأمنية والعسكرية بحمص العميد “أحمد معلا”.
ضغط إقليمي ودولي على روسيا لإعادة السوريين
الاجتماع تمحور حول البدء “بإقامة منطقة آمنة” في ريف حمص الشمالي تحضيراً لترحيل اللاجئين السوريين في لبنان إليها، بطلب وضغط من تركيا والأمم المتحدة لروسيا، كما ناقش الاجتماع إطلاق مركز جديد للتسويات بحق المطلوبين من اهالي المدينة مبدئياً على أن يتم تعميمه على باقي قرى وبلدات ريف حمص الشمالي.
وقال رئيس إدارة المخابرات العامة اللواء “حسام لوقا” فإنه سيتم البدء باستقبال طلبات التسوية صباح يوم الأحد القادم ضمن احد المباني الحكومية بمدينة تلبيسة، وتعهد بعد مطالبة أي شخص مهما كان نوع الطلبية الموجودة بحقه بمراجعة الافرع الامنية.
تسوية حال المطلوبين لإداء الخدمة العسكرية
وأضاف، إن التسوية ستشمل المطلوبين لأداء الخدمتين الإحتياطية والإلزامية والذين سيتم منحهم مهلة 6 أشهر قبل أني يلتحقوا بشعب التجنيد، بينما سيتم تسوية أضاع المنشقين عن قوات النظام السوري تسوية مهلتها شهر واحد للالتحاق بالخدمة مجدداً.
ولفت “لوقا” في حديثه أنه بإمكان الأشخاص الرافضين للعيش تحت حكم دمشق إجراء تسوية ومنحهم مهلة زمنية مدتها ستّة اشهر أيضاّ لاستخراج جوازات سفر ومغادرة البلاد دون ان يتم التعرض لهم في حال تواجد بحقهم طلبيات أمنية لصالح أفرع المخابرات.
المخابرات تهدد الأهالي في تلبيسة
وأكدت مصادر محلية من أبناء مدينة تلبيسة بتوجيه اللواء حسام تهديداً مبطناً لكل من تسول له نفسه بالعبث مع لجنة التسويات وعدم تسليم البنادق الحربية للمسلحين الذين تتوفر لدى اللجنة أسماء تفصيلية حولهم بأنهم سيكونون هدفاً مشروعاً للأجهزة الأمنية، لافتاً إلى أنه لن يتم التغاضي عن أي شخص وعن تبعيته في الفترة القادمة.
ورجّحت المصادر أن اجتماع رؤساء الأجهزة الامنية مع أهالي المدينة لم تخلوا من التهديد بملاحقة من يرتكب أي جرم عقب التسوية باعتبارها (الفرصة الأخيرة وفقاً لحديثهم) الأمر الذي يؤكد أن المنطقة على وشك الدخول بمرحلة المنطقة الآمنة التي يتم تهيئتها على الصعيد الدولي بطلب من لبنان وتركيا والأمم المتحدة بالتنسيق مع روسيا التي تلعب دور الوساطة والمرشد للأجهزة الامنية التابعة للحكومة السورية من أجل توفير البيئة الملائمة لعودة اللاجئين من دول الجوار إلى ريف حمص كخطوة أولية.
تجدر الإشارة إلى أن عدد من أهالي مدينة تلبيسة دعوا لخروج مظاهرة يوم غد الجمعة في حادثة هي الأولى من نوعها منذ إجراء أولى التسويات منتصف العام 2018 الماضي بعد دخول المنطقة تحت عباءة الحكومة السورية بضمانة روسية للمطالبة بالمعتقلين المتواجدين ضمن سجون الحكومة السورية والذين لم يتم الحديث عنهم ضمن الاجتماع وتم تهميش ملفهم على أهميته من قبل اللجنة.
إعداد: ربى نجار