دمشق °C
13 مارس 2025
15:20

⁦00963 939 114 037⁩

اجتماع آستانا الـ16.. لا جديد يذكر و التصعيد على الأرض يؤكد وجود خلافات بين “الدول الضامنة”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – اختتمت “الدول الضامنة” لمسار “آستانا” الجولة السادسة عشرة لاجتماعهم في العاصمة الكازاخية، نور السلطان، ولا جديد يذكر من حيث البيان الختامي لتلك الأطراف الذي جددت تأكيدها على “الحفاظ القوي على سيادة ووحدة الأراضي السورية و محاربة الأجندات الانفصالية و الجماعات الإرهابية المدرجة على قوائم الإرهاب”.

“لا حل عسكري”.. والتصعيد مستمر في شمال البلاد

كما عاودت تلك الأطراف التشديد على أنه “لا حل عسكري للأزمة السورية ويجب الدفع بالعملية السياسية في البلاد المتمثلة باللجنة الدستورية السورية”، التي يجتهد المبعوث الأممي، غير بيدرسون، لإقناع الأطراف المشاركة فيها بالاجتماع مرة أخرى، بعد الفشل الذريع للجولة الماضية “الخامسة”.

وعلقت أوساط سياسية سورية، أن بيانات “الدول الضامنة” وحديثهم عن الحلول السياسية ونبذ العنف في سوريا، هي “مجرد حبر على ورق”، حيث أن العنف تصاعد بشكل كبير في منطقة “خفض التصعيد” و مناطق سورية أخرى، بعد و خلال و قبل الاجتماع أيضاً، وهذا يدل (حسب رؤيتهم)، على الخلافات الكبيرة بينهم، حيث لكل منهم (روسيا تركيا و إيران) أجندات و مصالح مختلفة مع الآخر في سوريا.

وتناول المشاركون في الجلسة الرئيسية، مستجدات الأوضاع في سوريا، وإيصال المساعدات الإنسانية، واستئناف اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف، إضافة إلى تدابير بناء الثقة، مثل تبادل الأسرى وإطلاق سراح الرهائن والبحث عن المفقودين. وهذه الملفات يتم البحث فيها في كل اجتماع لتلك الأطراف ولا يتم العمل بها أو تطبيقها على الأرض.

“محاربة الدول الضامنة للإرهاب في سوريا”

وقالوا في بيانهم الختامي، أنهم سيحاربون التنظيمات الإرهابية المدرجة على قوائم الإرهاب بما في ذلك “داعش والنصرة (هيئة تحرير الشام) و جماعات أخرى موالية للقاعدة في سوريا، بينما الحقيقة على الأرض، فإن هناك أطراف تدعم جماعات مسلحة من المذكورين في البيان وتقدم لها الدعم العسكري واللوجستي أيضاً.

كما شددت تلك الأطراف في بيانهم الختامي الذي يشابه الاجتماعات الـ15 الماضية، على “محاربة الأجندات الانفصالية” في إشارة منهم إلى الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، والتي قالت روسيا قبل ساعات من انطلاق الجولة الجديدة من الاجتماع، أن ملف الحوار بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية سيتم طرحه في الاجتماع. ولم تذكر الأطراف أي معلومات حول قيامهم بمناقشة هذا الملف أم لا.

“حماية الأراضي السورية والحفاظ على سيادتها” !

كذلك تم التأكيد من قبل “الدول الضامنة” على “حماية وحدة وسيادة الأراضي السورية ورفض محاولات تقسيمها” كما جاء في البيان. إلا أن الممارسات التي تقوم بها، تركيا على وجه الخصوص في شمال سوريا، تتنافى بشكل كبير وكبير جداً مع ما تم التأكيد عليه في البيان الختامي.

حيث تركيا تقوم بالتغيير الديمغرافي في المناطق التي تسيطر عليها مع المعارضة في الشمال، وقامت بتغيير الهوية والعملة السورية، و إنشاء مركز مدني في إدلب لسحب دفاتر العائلة السورية وتبديلها بالتركية، كما أصبحت كل مدينة من سوريا في الشمال تابعة لأحد الولايات التركية و تم تعيين والٍ تركي عليها.

روسيا وإيران أيضاً، لم يعملا بما يتعهدان به في البيانات التي يصدرونها في اجتماعات آستانا، حيث أن روسيا استولت على الكثير من المرافق الحيوية المؤثرة في الاقتصاد السوري، من مطارات و مصانع و حقول نفطية، وهناك صراع بينها وبين إيران على توسيع النفوذ داخل الأراضي السورية.

ملف المساعدات الإنسانية إلى سوريا.. لا جديد فيه

أما فيما يخص ملف المساعدات الإنسانية إلى البلاد، فيبدو أنه لا اتفاق بين تلك الأطراف على تمديد آلية العمل بها كما نص مشروع قرار مقدم من قبل إيرلندا و النرويج، للإبقاء على التفويض الأممي و توسيعه ليشمل معبر اليعربية في شمال شرق سوريا، فيما تزامن ذلك مع دعوة للأمم المتحدة، لمجلس الأمن، بالعمل لتجديد التفويض قبل انتهاءه في الـ10 من تموز/يوليو الجاري.

إعداد: ربى نجار