أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لأول مرة منذ آذار/مارس 2011، تاريخ بداية الأزمة السورية، أجرى الرئيس بشار الأسد اتصالاً هو الأول من نوعه مع العاهل الأردني الملك عبالله الثاني، حيث تمت مناقشة سبل تعزيز العلاقات بين دمشق وعمان، بعد أن شهدت العلاقان بين البلدين تحسناً أقرب إلى التطبيع في الآونة الأخيرة.
بعد الكشف عن “الوثيقة الأردنية”.. الأسد من بادر بالاتصال
وكان الرئيس السوري، بشار الأسد، هو السباق للاتصال بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وفق ما أعلن الديوان الملكي الأردني في بيان وأكدته الرئاسة السورية أيضاً. وأشار البيان إلى أن المحادثة تناولت العلاقات بين البلدين وسبل تعزيز التعاون المشترك، وإلى أن ملك الأردن أكد على دعم جهود الحفاظ على “سيادة سوريا واستقرارها ووحدة أراضيها وشعبها”.
ويأتي الاتصال بعد الكشف عن “وثيقة سرية” أردنية تتحدث عن حل سياسي للأزمة السورية، وينتهي برحيل كافة القوات الأجنبية التي دخلت البلاد بعد عام 2011، كما تدعو الوثيقة التي كشف عنها النقاب “إعلامياً” بعد زيارة الملك الأردني للعاصمة الروسية ولقاءه بالرئيس بوتين، وبعدها بالرئيس الأمريكي جو بايدن في واشنطن.
وتؤكد أوساط سياسية أن التقارب الأردني الكبير مع الحكومة في دمشق المعاقبة في إطار قانون قيصر الأمريكي، لم يكن ليحدث لولا “الموافقة الأمريكية”، والضوء الأخضر من واشنطن للقيام بذلك.
عودة التطبيع .. ماذا نفهم من الاتصال ؟
ومنذ أيام يتم الحديث عن “تفاهمات روسية أمريكية” حول الملف السوري و العودة للمقررات الدولية لحلها وعلى رأسها القرار 2254، كانت أولى دلائل هذه التفاهمات “السماح الأمريكي” لمرور الغاز المصري والكهرباء الأردنية للبنان عبر سوريا المعاقبة، إضافة للموافقة الأمريكية لسيطرة الحكومة وروسيا على درعا، والحديث عن تعليق العقوبات و الترحيب بعقد اللجنة الدستورية و الحوار بين القامشلي دمشق. أي أن الكرة الآن باتت بملعب الحكومة وروسيا لتقديم التنازلات بما يخص الحل السياسي في سوريا وتنفيذه على أساس القرار 2254.
ويقول محللون سياسيون أن الاتصال بين الأسد والملك عبدالله يمكن اعتباره بمثابة صفحة جديدة فتحت بين البلدين، خاصة وأن هذا الاتصال هو من المستوى الأعلى، وليس كالفترة الماضية التي كانت تقتصر على الوفود الأمنية والسياسية، مشيرين إلى أنه إذا رغبت دمشق بالعودة للحضن العربي عليها فعل ذلك من منظور عربي غربي مشترك وواسع، مشددين على أن الأردن ستكون في طليعة الدول التي ستعيد التطبيع مع الحكومة السورية، مرجحين لزيارات تكون بمستوى أعلى في الأيام القادمة، مع اتصالات من قادة عرب آخرين. وكله ضمن “التفاهمات الجديدة”.
وسبق اتصال الأسد بالملك الأردني فتح مركز جابر نصيب الحدودي مع سوريا أمام المسافرين وحركة الشحن بعد حوالى شهرين على إغلاقه بسبب المعارك في درعا.
هل حصلت الأردن على ضماناتها من دمشق وموسكو ؟
ويشدد متابعون على أن الأردن لم تكن تفتح المعبر لولا حصولها على ضمانات بعدم تهريب المخدرات للأراضي الأردنية، خاصة بعد إيقاف العشرات من الشاحنات الكبيرة للمخدرات والاشتباكات التي كانت تحصل على الحدود، كما تم التعهد للجانب الأردني من قبل روسيا على إبعاد القوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها من الحدود، وذلك بعدما أبدت عمان مخاوفها من سيطرة إيرانية بعد انتهاء الحرب في درعا.
التبادل التجاري يصل لمئة مليار .. واللاجئين السوريين
وتعد العلاقات الاقتصادية السورية الأردنية مهمة للغاية للطرفين، حيث يبلغ قيمة التبادل التجاري بينهما نلى أكثر من 100 مليار دولار، كما سوريا مهمة جدا للأردن كونها البوابة للقارة الأوروبية، وكان التبادل التجاري بين البلدين وصل إلى 108،7 مليار دولار في 2020، بحسب بيانات رسمية.
وعلى الرغم من خفض مستوى العلاقات بين البلدين إلا أن الأردن كانت من الدول العربية القليلة التي أبقت على علاقاتها مع سوريا غير أن الاتصالات كانت محدودة.
وتستضيف المملكة نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، بينما تقدر عمان عدد الذين لجأوا إلى الأردن منذ اندلاع النزاع في سوريا بنحو 1,3 مليون.
إعداد: ربى نجار