دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

إيران وحزب الله يلجآن “للعشائر بمناطق قسد” لاحتواء التوتر مع التحالف وتجنب المنطقة أي عمليات عسكرية

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يبدو أن القوات الإيرانية وحزب الله اللبناني باتوا مقتنعين بأن هناك عملية عسكرية أو في أحسن الأحوال ضربات للتحالف ستطال مواقع عسكرية لهم في المناطق الشرقية السورية، خاصة في ظل التعزيزات العسكرية الضخمة للتحالف التي تأتي للمنطقة والتدريبات العسكرية التي يجرونها بالذخيرة الحية استعداداً لأي طارئ.

 

توتر الأجواء بين أمريكا وإيران وروسيا في سوريا

 

يتزامن ذلك مع توتر الأجواء بين روسيا والولايات المتحدة في سماء البلاد، والاتهامات المتبادلة بين الطرفين بانتهاك بروتوكولات عدم التصادم، وسط دعوات من الجانبين لكف الآخر عن هذه الاستفزازات التي يصفونها بالخطيرة.

 

كما أجرت روسيا بمشاركة قوات الحكومة السورية، مناورات عسكرية بمشاركة قوات جوية وبرية في ريف محافظة حماة وذلك لضرب أهداف للتجمعات المعادية المفترضة.

 

اجتماع إيراني بعشائر مناطق قسد لأنهاء التوتر مع التحالف

 

ولايزال الحديث عن عملية عسكرية للتحالف الدولي في ريف دير الزور، الخاضع لسيطرة قوات الحكومة السورية وإيران مستمر، بينما أكثر الآراء المتفائلة تقول أنه سيكون هناك فقط ضربات عسكرية على أهداف معينة، وذلك لحد التحالف الدولي من قدرة الإيرانيين والمسلحين الموالين لها من ضرب القواعد العسكرية في الضفة الأخرى (الشرقية) من نهر الفرات.

 

بالتزامن مع ذلك عقدت قيادات إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني اجتماعاً في مدينة الميادين بريف دير الزور، وذلك لإنهاء حالة التوتر وتجنيب المنطقة مواجهات عسكرية مع التحالف.

 

تفاصيل الاجتماع

 

وفي تفاصيل هذه الاجتماعات، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الاجتماع ضم ضباطاً وقيادات الصف الأول للقوات الإيرانية ولحزب الله اللبناني، ويهدف لإنهاء حالة التوتر وتجنيب المنطقة لعملية عسكرية، وأشار المرصد إلى عقد اجتماع ضم وجهاء عشائر من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية شرق الفرات، وقيادات من “الثوري الإيراني” في دير الزور، لإنهاء التوتر الحاصل.

وفقاً للمصادر، فإنه لم يعلم مكان الاجتماع تحديداً وقد جرى بشكل سري دون معرفة الكثير من قيادات “الحرس الثوري” الإيراني، بينما لا تزال المشاورات جارية حيث يقوم وجهاء العشائر بإيصال ما يجري خلال المفاوضات لقوات “التحالف الدولي”، ومن ناحية أخرى فقد توجه عدد من قيادات “الحرس الثوري” الإيراني باتجاه العاصمة دمشق بعد انتهاء الاجتماع.

ورجحت المصادر، بأن يتوسط وجهاء العشائر لإطلاق سراح معتقلين لدى قوات سوريا الديمقراطية كبادرة حسن نية.

 

تعزيزات إيرانية.. تحليق لطيران التحالف الحربي

 

وخلال الفترة الماضية، استقدم “الحرس الثوري الإيراني” مسيرات من نوع “درون” إلى مدينة الزور وقامت بتجريبها في مركز لـ”الحرس الثوري” بجانب فرع أمن الدولة، وذلك لتدريب الأفراد على قيادتها واستخدام الطائرات الانتحارية.

 

وتأتي هذه التطورات مع تحليق للطيران الحربي التابع للتحالف على علو منخفض في سماء بلدات البصيرة وذيبان والشحيل بريف دير الزور الشرقي، ضمن نطاق سيطرة قسد، المقابلة لمناطق نفوذ المجموعات المسلحة الموالية لإيران.

وحلقت هذه الطائرات الحربية في الأجواء بعد ساعات من وصول تعزيزات عسكرية جديدة نحو حقل العمر النفطي أكبر قواعد “التحالف الدولي” في سوريا، وبحسب المعلومات فإن الطائرات فتحت جدار الصوت عدة مرات، مما سبب حالة من الرعب بين الأهالي في المنطقة.

وضمت التعزيزات العسكرية الواصلة للتحالف، الخميس، من آليات عدة تحمل على متنها معدات لوجستية وعسكرية قادمة من ريف الحسكة، وتمركزت في حقل العمر النفطي.

 

وتأتي هذه التوترات بعد موجة من العنف والتصعيد العسكري في ريف دير الزور، بين التحالف والقوات الإيرانية، بينما أرسلت الولايات المتحدة المزيد من الجنود والعتاد العسكري إلى المنطقة وسوريا لمواجهة أي تصعيد عسكري محتمل مع إيران.

 

واشنطن وموسكو تنتهكان بروتوكولات “عدم التصادم”

 

كذلك الحال مع روسيا، التي تقول الولايات المتحدة انها تعرض حركة طيرانها الذي يعمل في إطار العمليات الأمنية ضد تنظيم داعش وخلاياه النائمة في الأجواء السورية، وسط تبادل التهم بين موسكو وواشنطن بخرق الآخر لبروتوكولات عدم التصادم وانتهاك كل طرف للأجواء التي يسيطر عليها الطرف الآخر.

وفي هذا السياق، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الطيران الروسي اخترق، الخميس، منطقة الـ 55 كيلومتر على الحدود السورية العراقية الأردنية، حيث حلق في الجهة الشمالية الغربية، وقابله تحليق لطيران التحالف الدولي في الأجواء ذاتها، ليجبر الطيران الروسي مغادرة أجواء المنطقة، منعاً للتصادم.

ويعتبر هذا التحليق اختراقاً لأجواء المنطقة الخاضعة لسيطرة التحالف الدولي، والثاني من نوعه خلال العام.

 

مناورات عسكرية روسية سورية بحماة

 

يتزامن ذلك مع إطلاق روسيا لمناورات عسكرية في محافظة حماة، بمشاركة طائرات حربية ومروحية للقوات الحكومية السورية، ولفتت إلى مشاركة تشكيلات المدفعية في سوريا في هذه التدريبات التي ضربت أهدافاً وهمية معادية.

مع عمليات إنزال ضمن المناورات شملت “إنزالا نفذته عناصر قوات الحكومة من ارتفاع 1500 إلى 3000 متر بمظلات أرباليت-2 من مروحيات مي-8 الروسية”.

 

واشنطن تعزز بالشرق.. وإخراجها ليس سهلاً

 

وفي حديث له لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية الأسبوع الماضي، قال الباحث والكاتب السياسي وعضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، الدكتور نصير العمري، أن واشنطن عززت قواتها في الشرق الأوسط بعد أن شعرت بتصعيد عسكري ضدها، وذلك من قبل روسيا وإيران والحكومة السورية، وهي رسالة تؤكد استعداد أمريكا لشن ضربات ودخولها الحرب.

وشدد على أن الولايات المتحدة قادرة على ضرب إيران في سوريا، ولكن ليس هناك توجه سياسي وعسكري لذلك، لافتاً إلى أن هذه العمليات تحتاج لأن يكون هناك جيش عسكري على الأرض، وأكد أن تعاظم قوة روسيا والصين في الشرق الأوسط وآسيا؛ تزعج الولايات المتحدة، وقال أن هذه الأطراف ليس لديها القوة الكافية لإخراج أمريكا من المنطقة.

 

إعداد: ربى نجار