أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – وصل التوتر المتصاعد في العلاقة بين روسيا وتركيا إلى مرحلة خطيرة كاد أن يصبح صداماً مباشراً في إدلب السورية، بالتالي يهدد العلاقات الروسية التركية بشكل عام.
وتجلى الخلاف الروسي التركي بوضوح في إدلب التي تشهد هجمات سورية مكثفة بغطاء روسي، بهدف السيطرة على هذه المنطقة الواقعة في شمال غربي سوريا وتعتبر آخر معقل للمعارضة السورية.
صدام غير مباشر
وتكبدت تركيا خلال هذه الهجمات قتلى في صفوف قواتها، رغم ردها العنيف على الهجمات السورية، وسط تحذيرات روسية من التصعيد.
وقالت أنقرة أنها ردت على مقتل جنودها، وقتلت العشرات من قوات الحكومة السورية في إدلب، وسرعان ما تدخلت موسكو، وأوقفت الهجوم التركي وأجبرت الجيش التركي والمعارضة السورية من بلدة النيرب التي سيطروا عليها في ريف إدلب.
كما وتم تدمير عدد من الدبابات والمدرعات التركية التي تستخدمها قوات المعارضة السورية في هجماتها، من قبل الطيران الروسي.
ويوم الجمعة ذكرت وسائل إعلام روسية بأن تركيا منعت أربع طائرات عسكرية روسية من عبور أجوائها.
باتريوت أمريكي
معالم الصراع الروسي التركي تجلت بوضوح، بعدما طلبت تركيا من الولايات المتحدة، تزويدها بنظام باتريوت الدفاعي، رغم أنها تخلت عن الصفقة سابقا لصالح الحصول على منظومة أس-400 الروسية.
ويرى مراقبون أن هذا التحول يشير إلى مدى التدهور الذي وصلت إليه علاقات البلدين، وربما هي مؤشرات لبداية النهاية لشهر العسل التركي الروسي.
لكن آخرون يرون أن تركيا تحاول الإبقاء على علاقات جيدة مع جميع الأطراف، وخاصة الولايات المتحدة وروسيا، حيث تريد الاحتفاظ بإس – 400 وفي نفس الوقت الحصول على باتريوت.
خياران
لكن يبدو أن أمام تركيا خياران لا ثالث لهما في علاقاتها مع موسكو، الأول يقضي بعدم الاشتباك في إدلب بالتالي الانسحاب والسماح للروس وقوات الحكومة السورية السيطرة على المنطقة، أو إنهاء تحالفها مع الروس ما قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد في الشمال السوري وعموم المناطق التي تسيطر عليها تركيا.
اجتماع قد يخفف التوتر
وأفادت تقارير إعلامية أن روسيا وتركيا وإيران تعتزم عقد اجتماع في إطار مسار آستانا، الشهر القادم لبحث التوتر الحاصل في إدلب.
ويرى محللون أنه يمكن أن ينتج عنه نتائج مرضية للطرفين لأن كلا الطرفان لا يرغبان في الوقت الحالي أن تسوء علاقتهما، لأن موسكو نجحت إلى حد كبير في إبعاد أنقرة عن حلف الناتو وواشنطن.
كذلك تمكنت تركيا من السيطرة على مساحات واسعة من الاراضي السورية بفضل التحالف مع الروس، إضافة إلى العلاقات الاستراتيجية التي تربط الطرفين والتي تطورت إلى صفقات عسكرية ضخمة ومنشآت نووية.
موقف واشنطن من بيع باتريوت
لكن يبدو أن الولايات المتحدة لن توافق على طلب تركيا بالحصول على منظمة باتريوت في حال أبقت أنقرة منظومة الصواريخ الروسية أس-400 وذلك لأن الاعتبارات التي أدت إلى إلغاء الموافقة على نظام الصواريخ الاميركية ما زالت قائمة، حيث تقول واشنطن أن منظومة أس-400 الروسية لا تلائم دفاعات حلف شمال الأطلسي وستعرض المقاتلات الأميركية أف-35 للخطر، وهي مقاتلات من المفترض أن تحصل عليها تركيا لكن واشنطن أوقفت الصفقة.
إعداد: علي ابراهيم