دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

إعادة تشكيل المعارضة في إدلب .. “معتدلون” تحميهم تركيا و”متشددون” ستقصفهم روسيا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يبدو أن اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب تم التخطيط له بدقة من جانب الروسي والأتراك، لأنهما يستثمرانه بالشكل الذي يرغبون به، فبينما موسكو ودمشق منشغلتان بتأمين المناطق التي سيطرت عليها في الحملة الأخيرة، تعمل أنقرة على قدم وساق لإعادة هيكلة قوات المعارضة السورية وتصنيفهم بين “معتدلين” موالين لها ومقبولين من موسكو، و”متشددي” يرفضون اتفاق بوتين – أردوغان وسيتم قصفهم مستقبلاً.

حيث كشفت مصادر إعلامية بأن الفصائل المعارضة السورية تقوم بإعادة تشكيل صفوفها في إدلب، بعد الحديث عن عمليات عسكرية قادمة ستكون ضد الفصائل التي رفضت الاتفاق الروسي التركي الأخير.

وبحسب تقارير إعلامية فإن الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لدمشق ولقاءه بالرئيس السوري بشار الأسد، كانت لحث دمشق على عدم الإقدام على أي خطوة من شأنها إفشال اتفاق موسكو، والبحث عن إمكانية القيام بعملية عسكرية مشتركة ضد “التنظيمات المتطرفة” في إدلب وعلى رأسها “حراس الدين”.

“معتدل – متطرف”

وتحدثت وسائل إعلام تركية عن إعادة فصائل المعارضة في إدلب تشكيل صفوفها ضمن وحدات عسكرية جديدة كي يسهل التنسيق بينها وبين القوات التركية المتواجدة في المحافظة للحفاظ على وقف إطلاق النار الحالي.

ووفقاً لمعلومات حصلت عليها “أوغاريت بوست” فإن التشكيلات الجديدة ستكون على أساس خطط وتصنيف تركي، حيث تقوم أنقرة بتصنيف الفصائل الموالية لها بأنها “معتدلة”، وقد تصنف أخرى على أنها “متشددة أو متطرفة” لأنها ترفض الاتفاق الروسي التركي وترفض الاملاءات التركية، وفق ما أفادت مصادر من المعارضة السورية.

ومن المقرر أن تقدم تركيا إلى روسيا قائمة بالتصنيفات الجديدة، حيث بظهر فيها الفصائل الموالية لها، وتصف الباقي بأنها “متطرفة، وتخرق اتفاق موسكو.. وهم من قاموا بالاعتداء على القوات التركية على M-4″، قبل أيام حين تفجير عبوة ناسفة برتل عسكري تركي أدى لمقتل عدد من الجنود الاتراك، للقيام حينها بعملية عسكرية للقضاء عليهم.

6 ألوية جديدة

وفي السياق ذاته كشف قيادي معارض لوكالة الأنباء الألمانية (DPA)، عن تشكيل 6 ألوية عسكرية جديدة في محافظة ادلب للتنسيق مع القوات التركية، ونقلت الوكالة الألمانية عن القيادي في المعارضة، إن الألوية المشكلة من “الجيش الوطني والجبهة الوطنية للتحرير تخضع لقيادة عسكرية سورية بشكل كامل وليست تحت قيادة ضابط تركي”، حسب قوله. مشيراً إلى أن هناك تنسيقاً وغرفة عمليات مشتركة مع القوات التركية المتواجد في المحافظة .

وتحدث القيادي المعارض الذي لم تكشف الوكالة عن هويته، عن أماكن انتشار القوات التركية في إدلب، وقال أنها في “جسر الشغور وجبل الزاوية والنيرب والمسطومة وأريحا إضافة إلى نقاط انتشاره وفق اتفاق سوتشي بين الروس والأتراك”، لافتاً إلى أن هذا الانتشار يحتم وجود آلية عمل مشتركة بينهم وبين القوات التركية لتسهيل عمل الطرفين معاً على الأرض.

وأضاف القيادي إلى أن هناك رفض كبير من قبل الأهالي لتسيير دوريات مشتركة تركية روسية، باعتبار أن “الروس هم حلفاء النظام، وقد قتلوا المئات من السوريين، وهناك اعتراض على دخولهم للمنطقة” حسب قوله.

ونفى القيادي المعارض، بأن يكون هناك موعد زمني لإعادة المدنيين المهجرين في المخيمات إلى مدنهم وقراهم، بعد فرارهم منها جراء تصاعد العمليات العسكرية في تلك المناطق سابقاً.

وأكد أن هذه المخيمات تفتقر لأبسط مقومات الحياة، وهي تعاني من نقص في المواد الطبية والوقائية من فيروس كورونا. ما يعني احتمال تفشي الوباء بين قاطني تلك المخيمات في ظل احتكاكهم بالجنود الأتراك القادمين من تركيا والذين يمكن أن ينقلوا الفيروس معهم إلى المحافظة ومخيماتها كون تركيا تشهد انتشاراً لوباء كورونا.

وتشهد إدلب انتشاراً كبيراً للقوات التركية، فبحسب إحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن تعدادهم وصل لنحو 10 آلاف جندي، إضافة إلى قوات روسية وإيرانية وسورية (حكومية)، ولبنانية وعراقية وغيرهم، وكل هذه البلدان فيها انتشار للوباء، الأمر الذي يشكل خطراً إضافياً على الإدلبيين وغيرهم من السوريين المهجرين من مناطقهم خلال الفترات السابقة، أكثر من العمليات العسكرية نفسها.

إعداد: ربى نجار