أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – صعّدت إسرائيل من هجماتها الجوية على الأراضي السورية بشكل ملحوظ خلال الساعات الـ72 الماضية، حيث طالت مواقع عسكرية لقوات الحكومة السورية والمجموعات المسلحة الموالية لإيران وحزب الله، فيما تعرضت مواقع في محيط مطار حلب الدولي إلى قصف جوي إسرائيلي أسفر عن خسائر بشرية تعتبر الأعلى منذ بدء الصراع الإسرائيلي الإيراني في سوريا.
قصف إسرائيل هو الأعنف منذ 3 سنوات
ومنذ أكثر من 3 سنوات، تحولت الأراضي السورية لمسرح تصفية حسابات بين إسرائيل وإيران، تصاعد هذا الصراع بشكل كبير بعد اندلاع الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس التي دخلت يومها الـ176 على التوالي، وتعرضت عشرات المواقع العسكرية في سوريا للقصف أدى لتدمير أغلبها مع سقوط عشرات القتلى والإصابات.
خلال ساعات الفجر من يوم الجمعة، استفاقت مدينة حلب ومحيطها على أصوات لانفجارات عنيفة طالت مواقع إيرانية والمسلحين الموالين لها مع آخرين لحزب الله، وطالت مستودعاً للصواريخ يقع بالقرب من مركز تدريب لحزب الله في منطقة جبرين قرب مطار حلب الدولي، إضافة لاستهداف معامل الدفاع في السفيرة. بينما انطلقت صواريخ الدفاع الجوي التابع لقوات الحكومة السورية لمحاولة التصدي للصواريخ الإسرائيلية وإفشال الهجوم، إلا أن الصواريخ وصلت إلى أهدافها.
مقتل 46 شخصاً.. والحصيلة مرشحة للارتفاع
ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإنه في حصيلة غير نهائية للخسائر البشرية، بلغ عدد القتلى حتى ساعات منتصف ليل الجمعة – السبت، إلى 46 عنصراً من قوات الحكومة السورية والمجموعات المسلحة الموالية لإيران وحزب الله، جراء القصف الإسرائيلي، وذلك بعد مقتل عنصرين من المجموعات المسلحة الموالية لإيران من جنسية سورية.
ووفق حصيلة المرصد السوري، فإن الخسائر البشرية توزعت على الشكل التالي: “36 من قوات الحكومة السورية و7 من حزب الله اللبناني، و3 عناصر من المجموعات المسلحة الموالية لإيران من الجنسية السورية”، وذلك في الحصيلة غير النهائية نتيجة الضربات الإسرائيلية حيث تتوالي بالارتفاع مع وجود الكثير من المصابين بحالات حرجة، بينما لا تزال حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع خلال الساعات القادمة.
إسرائيل تصعد بشكل كبير خلال الأيام الماضية
وسبق الهجوم على محيط مدينة حلب، بتعرض مقر في منطقة البحدلية قرب السيدة زينب بريف محافظة دمشق لضربات إسرائيلية، الخميس، أسفرت عن مقتل شخص مجهول الهوية تحولت جثته لأشلاء مع إصابة 5 من المسلحين السوريين العاملين مع “حزب الله” وهم حراس المقر الذي استهدفته إسرائيل، في حصيلة غير نهائية.
كما شنت طائرات “مجهولة المصدر” إلا أنها نسبت لإسرائيل، غارات جوية، استهدفت مواقع “للحرس الثوري الإيراني” والمسلحين الموالين لها.
ووفق المرصد السوري فإن المنطقة المستهدفة، هي “فيلا عبد المنعم شهاب التي يتخذها الحرس الثوري الإيراني كمقر اتصالات في حي الفيلات بمدينة دير الزور، ومقر قرب منطقة العباس وموقعين في البوكمال قرب الحدود السورية -العراقية بريف دير الزور الشرقي”.
التصعيد جاء مع نقل مواد عسكرية واجتماع لبحث استهداف القوات الأمريكية
ووفق حصيلة نشرها المرصد السوري فإن حصيلة القتلى وصلت إلى 19 شخصاً، وذلك بعد مقتل عنصر من “حزب الله” اللبناني، وهو سوري الجنسية، متأثراً بجراح أصيب بها خلال الهجوم الجوي الإسرائيلي، الذي جاء بعد وصول طائرة نقل إيرانية من دمشق إلى مطار دير الزور، كانت قد هبطت بمطار دير الزور العسكري قبيل المغرب من يوم الاثنين، وعلى متنها مواد لوجستية وتقنية متطورة وعناصر وشخصيات من “الثوري الإيراني”، وحملت أيضاً أجهزة اتصال وكاميرات، وتم نقل المعدات بشاحنة والتوجه إلى مكان مجهول.
التطورات العسكرية الأخيرة والتصعيد غير المسبوق لإسرائيل على القوات الإيرانية جاءت بعد يومين من تقارير إعلامية أفادت باجتماع بين كبار قادة المسلحين الإيرانيين مع قيادات في “حزب الله” اللبناني، بحث تصعيد عمليات الاستهداف للقوات الأمريكية وقواعدها في شرق سوريا.
حصيلة الهجمات الإسرائيلية خلال 2024
يشار إلى أنه منذ مطلع عام 2024، استهدفت إسرائيل الأراضي السورية، 28 مرة، منها 20 جوية و8 برية، أسفرت تلك الضربات عن إصابة وتدمير نحو 56 هدفاً ما بين ومستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات، وتسببت تلك الضربات بمقتل 108 من العسكريين بالإضافة لإصابة 47 آخرين منهم بجراح متفاوتة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ووفق ما جاء في الحصيلة، فإن القتلى هم، “13 من الجنسية الإيرانية من الحرس الثوري” – “20 من حزب الله اللبناني، بينهم عنصر من الجنسية السورية” – “12 من الجنسية العراقية” – “17 من المجموعات المسلحة التابعة لإيران من الجنسية السورية” – “9 من المجموعات المسلحة التابعة لإيران من جنسية سورية” – “شخص مجهول الهوية” – “36 من قوات الحكومة السورية” – مع فقدان 10 مدنيين حياتهم بينهم سيدة وإصابة 10 آخرين، كلهم جراء الاستهدافات الإسرائيلية.
إعداد: ربى نجار