أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تعاني المحافظات الجنوبية السورية من حالة فلتان أمني وفوضى عارمة، مع تزايد في جرائم القتل والتفجيرات بين مجموعات مسلحة كل منها تابعة لجهة أمنية، إضافة إلى كثرة في عمليات الاغتيال التي تطال عناصر من الفصائل السابقة التي خضعت للتسوية والمصالحة مع الحكومة السورية، إضافة لمدنيين و قوات عسكرية تابعة للحكومة السورية أو عناصر يعملون معها.
ويمكن اعتبار محافظة درعا، أكثر المناطق التي تعيش حالة فوضى كبيرة وفلتان أمني وفوضى انتشار السلاح، يأتي ذلك على الرغم من عمليات التسوية التي أجرتها الحكومة السورية خلال السنوات الماضية، والتي كانت تهدف لإفراغ المحافظة من السلاح الثقيل والمتوسط والخفيف، إلا أن هذه التسويات بدلاً من أن تعزز الأمن كانت السبب في تأزم الأوضاع الأمنية بشكل أكبر.
اقتتال بين مجموعتين مسلحتين بالصنمين.. كيف بدأت القصة ؟
وكثيراً ما شهدت المحافظة اشتباكات بين مجموعات مسلحة منها كانت مبايعة لتنظيم داعش الإرهابي وباتت تعمل لصالح الأفرع الأمنية، وأخرى كانت ضمن فصائل المعارضة سابقاً، وعملت بعد التسوية مع الجهات الأمنية أيضاً.
وفي هذا السياق تشهد مدينة الصنمين منذ نحو 24 ساعة، اشتباكات عنيفة بين مجموعتين مسلحتين إحداها كانت تتبع “لتنظيم داعش الإرهابي” سابقاً، حيث أن هذه الاشتباكات جاءت بعد أن اتهم مجموعة مسلحة يقودها المدعو “الشبط” مجموعة أخرى بقيادة المدعو “محسن الهيمد”، بالتسبب بفقدان 8 أطفال حياتهم جراء انفجار عبوة ناسفة زرعها مسلحون في حي المجبل بمدينة الصنمين.
20 قتيل.. “بإعدامات ميدانية والتنكيل بالجثث”
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في آخر إحصائية نشرها مساء الأحد، بأن حصيلة قتلى الاشتباكات في الصنمين بلغت 20 شخصا غالبيتهم جرى إعدامهم ميدانيا والتمثيل بجثتهم بعد إلقاء القبض عليه من قبل المجموعات المسلحة التابعة لشعبة المخابرات العسكرية التي يقودها “محسن الهيمد” المنتمي سابقاً لتنظيم داعش الإرهابي التي هاجمت منازل مجموعة أُخرى يقودها “أحمد جمال اللباد” والملقب بـ “الشبط” الذي كان يعمل سابقاً لصالح “أمن الدولة”، في حي الجورة بمدينة الصنمين في ريف درعا.
وبعد مهاجمة منازل آل اللباد أضرموا النيران فيها، وقتلوا وأحرقوا الجثث، كما أعدم شقيق الشبط بينما كان يحاول الهرب متنكرا بزي نسائي.
“شعارات دينية خلال الاشتباكات”.. والجهات الأمنية تكتفي بالمشاهدة
ولفت المرصد السوري إلى أنه حصل على أشرطة مصورة تظهر سحل الجثث والاحتفال بقتل المدنيين والمسلحين من آل اللباد، وهم يهتفون بشعارات دينية.
ونوه المرصد في الإحصائية أن القتلى هم “سيدة وطفلان من عائلة الشبط ومدنيان، و 14 عنصر من مجموعة الشبط، وعنصر من مجموعة “هيمد”.
وأشار المرصد السوري إلى عدم تدخل اللجان المركزية واللواء الثامن لفض الاقتتال، كون المدعو “الهيمد” متهم بالانتماء لتنظيم داعش الإرهابي ويتبع لشعبة المخابرات العسكرية ورئيس فرع درعا لؤي العلي.
منذ بداية 2024.. 125 قتيل جراء الفلتان الأمني في درعا
ومنذ بداية العام الجاري، بلغت حصيلة عمليات الاستهداف وحالة الفوضى والفلتان الأمني التي تعيشها محافظة درعا، وفق توثيقات المرصد السوري، 87 حادثة فلتان أمني، جرت جميعها بطرق وأساليب مختلفة، وتسببت بمقتل 125 شخصا، هم
“– 37 من المدنيين بينهم 3 سيدات و12 أطفال” – “– 33 من قوات الحكومة السورية والأجهزة الأمنية التابعة لها والمتعاونين معها” –
“– 5 من المتهمين بترويج المخدرات” – “– 3 من اللواء الثامن الموالي لروسيا” – “– 12 من تنظيم داعش الإرهابي بينهم قيادي” –
“– 32 من الفصائل المحلية المسلحة” – “وعقيد منشق عن قوات الحكومة السورية” – “وشخص مجهول الهوية” – “وشخص من المقاتلين ممن أجروا تسويات منذ عام 2018 ولم ينضموا لأي جهة عسكرية بعدها”.
“الحكومة السورية هي المسؤولة عن حالة الفلتان الأمني”
وتتهم أوساط شعبية وسياسية محلية، الحكومة السورية وأفرعها الأمنية” بالوقوف وراء حالة الفلتان الأمني وعمليات الاغتيال التي تطال كل من خضع للتسويات والمصالحات على مدار السنوات الـ6 الماضية، وذلك كنوع من “تصفية كل من عارض وحمل السلاح في وجه الحكومة السورية” منذ بداية الصراع المسلح على السلطة في البلاد عام 2011″.
إعداد: رشا إسماعيل