دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

إبراهيم مسلم: سيطرة تركيا على عفرين جاءت بتواطؤ روسي.. والمستفيد من هجماتها على سوريا هو “داعش”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – كثيراً ما تحمّل أوساط سياسية سورية مسؤولية الهجوم التركي على منطقة عفرين والسيطرة عليها في 2018، إلى روسيا، والصفقات التي جرت بين الطرفين في إطار مسار “آستانا”، معتبرين أن الهجوم التركي على عفرين جاء نتيجة “مقايضات واستلام وتسليم المناطق وبموافقة الحكومة السورية”.

صفقات ومقايضات .. منطقة مقابل منطقة
وصادفت قبل أيام الذكرى الرابعة للهجوم التركي وفصائل المعارضة المسلحة الموالية لها على منطقة عفرين في كانون الثاني/يناير من عام 2018، وبناءً على ذلك فإن السوريون من أبناء المنطقة لايزالون يحمّلون روسيا المسؤولية، ويؤكدون أن سبب هجوم تركيا كان “فتح موسكو المجال الجوي وانسحابها من المنطقة، مقابل تسليم منطقة الغوطة إلى الحكومة السورية”.
ورأت تلك الأوساط أن هذا السيناريو تكرر مرة أخرى في عام 2019، حينما انسحبت القوات الأمريكية من نقاط تمركزها في مدينتي رأس العين (سري كانيه) و تل أبيض (كري سبي)، وفتحت المجال أمام القوات التركية “لغزو” هذه المناطق والسيطرة عليها، بعد اتفاق جرى بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب و التركي رجب طيب أردوغان، ولعل ذلك بحسب آرائهم كان ثمنه سيطرة قوات الحكومة السورية على سراقب وخان شيخون بريف إدلب.
“عملية السيطرة على عفرين كانت مقايضة روسية تركية”
الباحث والأكاديمي السوري الدكتور ابراهيم مسلم في حديث له مع شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، قال أنه يتفق مع الآراء التي تقول أن روسيا تواطأت مع تركيا في هجوم الأخيرة على عفرين في 2018، وقال “اتفق مع هذه الاتهامات لأن في الحقيقة عملية احتلال عفرين كانت عملية مقايضة باتفاق مع روسيا”.
وعن موقف التحالف الدولي من العملية التركية التي قيل أنها “أثرت على محاربة تنظيم داعش في سوريا”، قال مسلم أنه ”حتى التحالف الدولي لم يتدخل بحجة أنه مسؤول عن مناطق شرق الفرات.. روسيا كانت تريد أن تضغط على الإدارة الذاتية من أجل الصياع للنظام، لأن الإدارة الذاتية لم ترضخ”.
واعتبر مسلم أن عملية الهجوم التركي على عفرين والسيطرة عليها جاءت في صفقة “استلام وتسليم”، وقال أنه “تم تسليم مناطق كانت تسيطر عليها المعارضة في ريف دمشق (الغوطة) للحكومة السورية، مقابل سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة على عفرين”.
وأضاف مسلم في حديثه أن “المعارك استمرت أكثر من شهر ونصف، وأبدت قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب مقاومة وقد سقط الكثير من الشهداء، وتركيا ارتكبت الكثير من المجازر والانتهاكات بحق أهلنا في عفرين”. حسب قوله.
من المستفيد من الهجمات التركية على شمال سوريا ؟
ووصف الباحث السوري التواجد التركي في ريف حلب الشمالي في مدن إعزاز وجرابلس وغيرها أيضاً “بالاحتلال”، وشدد على أن الهجوم التركي الأخير في 2019 على تل أبيض (كري سبي) و رأس العين (سري كانيه)، “تخدم تنظيم داعش الإرهابي”.
ولفت قائلاً “عندما تقوم تركيا بإشعال حرب على قوات سوريا الديمقراطية.. كمن يطعن أحدهم في الظهر.. فقوات سوريا الديمقراطية تأسست من أجل مكافحة الإرهاب ومحاربته في سوريا وبالفعل تم القضاء على آخر مقر لتنظيم داعش في الباغوز لكن العمليات التركية في سوريا تساهم في إعادة انتعاش داعش”.
وربط مسلم الهجمات التركية على الشمال بما حصل في مدينة الحسكة من هجوم لخلايا داعش على سجن الصناعة في غويران، وقال “ما حصل (الخميس) في الحسكة من هجوم لداعش على سجن غويران أكبر مثال على استفادة داعش من الهجمات التركية على المناطق السورية.. طبعاً في الهجوم التركي على عفرين وقتها استفاد داعش كثيراً بإعادة تمركزه و إحياء نفسه من جديد واستجماع قوته”.
“تغيير ديمغرافي وانتهاكات وبناء مستوطنات”
وكثيراً ما تُـتهم تركيا بإجراء “تغير ديمغرافي” في عفرين مع انتهاكات مستمرة للفصائل المسلحة التي تسيطر على عفرين، وحول ذلك قال الباحث والأكاديمي السوري الدكتور ابراهيم مسلم “أن عفرين شهدت تغييراً ديمغرافياً.. أبناء عفرين يدركون مآسيها أكثر من غيرهم، فمن يعود إلى عفرين الآن، إن استطاع العودة، لن يتعرف لمدينته”.
وتحدث عن سنوات من “القهر والتغيير الديمغرافي والانتهاكات والظلم”، وقال أنه “لم يسلم منها الحجر ولا البشر.. حتى الآثار تم تخريبها في المنطقة، وتم حرق الكثير من محاصيل الزيتون، والتي سلمت محاصيله استولوا على محاصيله وزيتونه”.
كما أشار إلى بناء الكثير من “المستوطنات” في عفرين بمساندة من قبل تركيا ومنظمات تعمل بأمرة الإخوان المسلمين، وقال “نعم هناك الكثير من التغيرات التي حدثت من حيث موضوع بناء مستوطنات جديدة في المنطقة، والكثير من المنظمات وخاصة التابعة لإخوان المسلمين أقامت مدن ومناطق وأحياء جديدة من أجل تعزيز التغيير الديمغرافي الذي حصل في المنطقة”.
وتعبر أوساط سياسية سورية عن مخاوفها من أن ما يحصل في منطقة عفرين وغيرها من المناطق السورية التي تسيطر عليها القوات التركية وفصائل المعارضة في “الجيش الوطني” ما هو إلا “تمهيد لسلخ تلك المناطق عن سوريا” وتكرار سيناريو لواء اسكندرون “بمباركة روسية وتغاضي تام من قبل الحكومة السورية”.
إعداد: ربى نجار