أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – أكد وزير خارجية الحكومتين السورية والتركية، أن عودة العلاقات بينهما لا ترتبط بأي شروط مسبقة، وذلك بعد أن تحدث الطرفان خلال الأيام الماضية عن بعض الشروط لعودة تطبيع العلاقات وإنجاح المساعي الهادفة لحل الخلافات بين أنقرة ودمشق، والتي امتدت لمدة أكثر من 10 سنوات، على خلفية الازمة السورية، ودعم أنقرة للمعارضة على حساب النظام الحاكم.
أنقرة أولاً ودمشق ثانياً “لا شروط لعودة العلاقات”.. وروسيا تتحدث عن “أضنة”
وخلال مؤتمر صحفي لوزير خارجية الحكومة السورية أثناء تواجده بالعاصمة الروسية موسكو، قال فيصل المقداد، “ليس لدينا أي شروط مسبقة للحوار مع تركيا، ولكن يجب أن ينتهي الوجود التركي في سوريا، والدعم للتنظيمات يجب أن ينتهي”، وأشار الوزير السوري إلى أنه “انه يجب عدم وجود القوات التركية على الأراضي السورية، وألا يكون هناك أي تدخل من قبل تركيا في الشؤون الداخلية السورية”، ولفت إلى أن هذه الأمور هي مقدمة لإعادة العلاقات.
وتابع، “نثمن جهود روسيا وإيران في إصلاح ذات البين بين سوريا وتركيا، ولكن هناك استحقاقات يجب أن تتم لإصلاح العلاقات مع تركيا”.
بدوره، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، “ممكن العودة إلى الاتفاقات بين سوريا وتركيا “ في إشارة منه إلى “اتفاق أضنة” الذي يعود لعام 1998″، والذي وقعت عليه الحكومتان السورية والتركية حينها لتجنب البلاد اجتياح عسكري تركي على خلفية تواجد رئيس حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان على الأراضي السورية.
تصريحات المقداد ولافروف سبقتهما تصريحات أخرى لوزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو قال فيها، إن أنقرة ليس لديها شروط مسبقة للحوار مع سوريا، مؤكدا على وجود اجتماعات تجري بين أجهزة المخابرات السورية والتركية.
ولم تخفي الحكومتين السورية والتركية على الإطلاق وجود تنسيق مخابراتي أمني بينهما طيلة الأزمة السورية، وحتى قبل الحديث عن عودة العلاقات بينهما في الآونة الأخيرة.
لا لقاء بين الأسد وأردوغان
وفي سياق حديث الوزير التركي، قال أن الحوار بين تركيا والحكومة السورية يجب أن يكون هادفاً، نافياً في الوقت نفسه أي مخطط للقاء أردوغان والأسد في قمة شنغهاي القادمة.
وسبق أن ذكرت وكالة “تسنيم” الإيرانية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيقوم بدعوة كل من الرئيس السوري بشار الأسد والتركي رجب طيب أردوغان لحضور قمة شنغهاي الشهر المقبل، وسط الحديث عن لقاء مرتقب بين الطرفين، في حال كانت الأجواء ايجابية بين الطرفين ولوفود البلدين التي تقوم بزيارات في إطار جهود عودة العلاقات.
وسبق أن تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن ضرورة إقامة علاقات حسن جوار مع سوريا وأضاف “نسعى لإقامة حزام سلام وتعاون مع جيراننا الأقربين” في إشارة واضحة إلى سوريا والعراق.
أنقرة تجدد تهديداتها للشمال.. وموسكو وواشنطن ترفضان أي حرب جديدة
وفي ظل هذه التصريحات السياسية، جددت وزارة الدفاع التركية حديثها عن عملية عسكرية في سوريا، وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن من حق بلاده أن تقوم بعملية عسكرية في شمال سوريا ضد من وصفهم “بالإرهابيين”.
وحول تصاعد العنف وامكانية أن تتأزم الاوضاع بشكل أكبر، علقت الولايات المتحدة الأمريكية الصامتة حيال ما يدور من تطورات في المنطقة سياسياً وعسكرياً، على تصاعد العمليات العسكرية في شمال سوريا، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، نيد برايس، أن واشنطن تعبر عن أسفها لسقوط ضحايا مدنيين في مدن الباب والحسكة وغيرهما جراء قصف متبادل بين الأطراف المتصارعة، وأكدت أن “قواتها ملتزمة بضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم “داعش” وإيجاد حل سياسي للصراع السوري”.
وطالب المسؤول في الخارجية الأمريكية من جميع الأطراف احترام اتفاقات وقف إطلاق النار، و خطوط التماس المرسومة في شمال البلاد والحاظ عليها.
روسيا أيضاً أوضحت موقفها من أي عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن العمليات العسكرية الجديدة في سوريا أمر غير مقبول، في إشارة منه إلى الاستعدادات التركية لشن عمليتها العسكرية شمال البلاد، وأضاف الوزير الروسي أن روسيا تتطلع مع الحكومة السورية “لمنع أي عمل عسكري جديد”.
رفض العملية العسكرية التركية أدت بأنقرة للتصالح مع دمشق
ولا تنفك تركيا منذ أيار/مايو الماضي التلويح بشن عملية عسكرية جديدة في الأراضي السورية تستهدف مناطق “الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية” بينما الرفض الدولي وخاصة الأمريكي والروسي حال دون إقدام أنقرة على خطوتها، لكنها صعدت بشكل غير مسبوق عسكرياً وبكافة صنوف الأسلحة على مناطق متفرقة من شمال البلاد، حتى أن عمليات القصف طالت مناطق لم تشهد أي تصعيد عسكري منذ بداية الأزمة ومنها القامشلي وعامودا والدرباسية شمال الحسكة.
ولعل الرفض الدولي للعملية العسكرية التركية في شمال سوريا، كان الدافع الأهم لتركيا لخوض هذه المغامرة بعودة العلاقات مع الحكومة السورية، لعلها تنجح في “تأمين حدودها الجنوبية” كما تطلب، وتتخلص من اللاجئين السوريين، وتتجهز للعملية الانتخابية القادمة.
إعداد: علي إبراهيم