دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

أنقرة تفتح الأبواب مجدداً أمام دمشق للتفاوض والصلح.. وحديث لوزير دفاعها لا يخلو من “الشروط”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في وقت تتمسك الحكومة السورية وتركيا بشروطهما للتطبيع وإعادة العلاقات بعض مخاصمة تعود لـ12 عاماً، بسبب دعم أنقرة للمعارضة السورية من الناحية السياسية والعسكري، وتدخل تركيا العسكري في سوريا وسيطرتها على أجزاء واسعة من البلاد، بحجة “محاربة الإرهاب”، هذا الدعم الذي كاد أن يسقط نظام الحكم في البلاد لولا التدخل العسكري الإيراني والروسي، يبدو أن أنقرة فتحت الأبواب مجدداً أمام الصلح مع دمشق.

بعد أشهر من الجمود.. أنقرة تفتح الأبواب من جديد

ومنذ الجولة الـ20 لمسار آستانا بين (روسيا وتركيا وإيران والحكومة السورية) منتصف العام الجاري، شهدت مساعي الصلح وإعادة العلاقات بين دمشق وأنقرة؛ التي تقودها موسكو، جموداً كبيراً، وسط تصريحات ومواقف خرجت لتظهر مدى عمق الخلافات بين الطرفين، وتمسكهما بشروطهما للتفاوض والارتقاء بالعلاقات حتى التطبيع الكامل.

وفي السياق، أبدى وزير الدفاع التركي يشار غولر استعداد بلاده لاستئناف التفاوض مع سوريا وحلفائها “روسيا وإيران”، وذلك في أو موقف من هذا النوع بعد تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد، التي وصف فيها تركيا “بدولة الاحتلال ومنبع الإرهاب في سوريا”.

وقال وزير الدفاع التركي، يشار غولر، أن بلاده مستعدة لاستئناف المفاوضات بين وزراء دفاع تركيا وروسيا وسوريا وإيران.

“مستعدون للجلوس دائماً”.. “لماذا سنغادر سوريا ؟”

ونقلت صحيفة “Star” عن الوزير قوله، في رده على سؤال حول “ما إذا كانت آلية المفاوضات بين وزراء دفاع الدول الأربع معطلة”، وأجاب الوزير التركي “نحن مستعدون دائما للحوار والجلوس والمناقشة.. مطالب الجانب السوري ليست شيئا يمكن قبوله على الفور. إنهم يريدون رحيل تركيا”.

وترغب دمشق في أن يكون الانسحاب العسكري التركي من الأراضي السورية، بداية لأي مفاوضات وعودة للعلاقات بين الطرفين، واعتبرت دمشق مرات عدة أن ما يتم طلبه من أنقرة ليست شروط، بل هو واجب وطني يحتم عليها المطالبة به وتطبيقه حتى الجلوس مع أنقرة.

وتساءل الوزير التركي خلال تصريحاته، أنه لماذا تركيا ستغادر سوريا، وقال “مجددا لا يجد الجانب السوري الوقت الكافي للتعامل مع بعض المناطق التي أحللنا فيها السلام والأمن، ومع أولئك الذين يستخرجون ويبيعون نفط شعبهم”.

تركيا تريد محاربة الأكراد السوريين وإشراك دمشق وحلفائها

وتقول تركيا أنها لن تغادر الأراضي السورية لطالما هناك تهديد يطال أمنها القومي، من المناطق الشمالية، وذلك في إشارة إلى مناطق الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، التي تعتبرها أنقرة “امتداداً لحزب العمال الكردستاني”، وتسعى تركيا أيضاً إلى إشراك كل من روسيا وإيران ودمشق في حربها المعلنة والمفتوحة على المواطنين السوريين الأكراد بالدرجة الأولى والإدارة الذاتية التي أسسوها خلال سنوات الأزمة.

ولا يخفى على أحد أن استراتيجية السياسة التركية، وخاصة حزب العدالة والتنمية، قائمة على محاربة الأكراد منذ عقود، ولا تخفي أنقرة ذلك على الإطلاق.

“الدستور والحكومة” من مطالب أنقرة للتطبيع والخروج من سوريا

وسبق أن تحدث وزير الدفاع التركي، غولر، عن “الدستور والحكومة” في سوريا، ملمحاً إلى أن بلاده تريد المشاركة فيهما بشكل يناصف الطرف الآخر، من خلال “المعارضة السورية” التي جهزتها أنقرة، “كالائتلاف والحكومة السورية المؤقتة”، يضاف إليها القوات العسكرية التي من الممكن أن تصبح ضمن المؤسسة العسكرية السورية، لكن توالي أنقرة في تعاملها وتعاطيها.

حينها أثارت تصريحات غولر الاستغراب والتكهنات لدى الكثيرين بحديثه عن “الدستور والحكومة” في سوريا، إضافة إلى نوايا أنقرة حول الحل في سوريا وتسوية الصراع فيها، فيما ذهب الكثيرون للقول أن أنقرة تريد المشاركة في “كتابة دستور” و “تشكيل حكومة” في سوريا تراعي مصالحها، ويكون فيها أطراف تابعة لها.

يشار إلى أن أولى جولات المفاوضات بين وزراء دفاع سوريا وتركيا جرت في كانون الأول/ديسمبر 2022، وذلك بعد قطع للعلاقات منذ 11 عاماً على خلفية اندلاع الصراع على السلطة في سوريا، التي كانت تركيا طرفاً أساسياً فيه من حيث دعم تشكيلات المعارضة العسكرية والسياسية في حرب إسقاط نظام الحكم في سوريا.

إعداد: علي إبراهيم