دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

أنقرة ترى بأن “المنطقة الآمنة شمال سوريا حاجة ملحة”.. ورد سريع من واشنطن وموسكو

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد التصريحات الجديدة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بخصوص نية أنقرة شن عمليات عسكرية جديدة في شمال سوريا تستهدف مناطق سيطرة الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، وتأكيده بأن “المنطقة الآمنة” في شمال البلاد “أصبحت حاجة ملحة”، خرجت ردود أفعال جديدة من ضامني وقف إطلاق النار في المنطقة ترفض هذه التصريحات.

“المنطقة الآمنة حاجة ملحة”

وقال أردوغان أنه وخلال اتصال هاتفي يوم الاثنين مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأن إنشاء “منطقة آمنة” في شمال سوريا على الحدود مع تركيا بات “ضرورة ملحّة”، وأشار إلى أن أنقرة لم يتسن لها إنشاء هذه المنطقة والتي وصفها بأنها “مطهرة من الإرهاب” بعمق 30 كيلومتراً.

وكان أردوغان قد قال الأحد أن أنقرة لا تنتظر “إذناً” من الولايات المتحدة لشن عملية عسكرية جديدة في سوريا. وذلك بعد أن ربط الكثيرون بأن تأجيل أنقرة لعمليتها العسكرية سببه “الرفض الأمريكي والروسي”.

ورداً على سؤال حول تحذير أميركي من مغبة شن حملة عسكرية جديدة في سوريا قال الرئيس التركي “إذا كانت الولايات المتحدة لا تقوم بما يترتب عليها في مكافحة الإرهاب فماذا سنفعل؟ سنتدبر أمرنا”.

البيت الأبيض: يجب الامتناع عن التصعيد في سوريا والحفاظ على خطوط وقف إطلاق النار

الولايات المتحدة هذه المرة حذرت مجدداً من تداعيات أي عملية عسكرية في الشمال السوري، حيث أصدر البيت الأبيض، فحر الثلاثاء بياناً قال فيه أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان جدد في اتصال هاتفي مع مستشار الرئيس التركي إبراهيم قالين، التأكيد على أهمية الامتناع عن التصعيد في سوريا والحفاظ على خطوط وقف إطلاق النار القائمة.

وكانت الولايات المتحدة أعربت الثلاثاء الماضي على لسان المتحدث باسم خارجيتها نيد برايس عن “قلق بالغ” إزاء إعلان أردوغان الأسبوع الماضي أن بلاده ستشنّ قريباً عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا، وأكد أنها ستقوض الاستقرار الإقليمي وتضر الحملة ضد داعش.

“روسيا ترفض العرض التركي”

كما تناقلت وسائل إعلامية عدة، بأن روسيا رفضت العرض التركي حيال إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا، وحول التفاصيل، قالت تلك المصادر “أن تركيا كانت مستعدة للتنازل عن جبل الزاوية لروسيا مقابل سماح أنقرة بدخولها لكوباني ومنبج وعين عيسى”.

وكانت موسكو رأت أنها تثق بأن أنقرة لن تقوم بتغيير خطوط التماس المرسومة في سوريا منذ سنوات، وأن الحوار سيكون كفيلاً لحل مخاوفها الأمنية.

تعزيزات عسكرية.. ودمشق تجدد رفضها “للمنطقة الآمنة”

وعززت القوات الروسية خلال الأيام الماضية من مواقعها العسكرية في مناطق نفوذها شمال شرق سوريا، كما تقوم قوات الحكومة السورية منذ 3 أيام بالدفع بتعزيزات عسكرية تضم العشرات من الجنود والآليات الثقيلة والدبابات وراجمات الصواريخ إلى قرى خطوط التماس مع القوات التركية ومطار منغ وبلدتي النبل وتل رفعت.

سياسياً قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية بالحكومة السورية إنهم “يرفضون الأعمال العدائية العسكرية التي تشنها القوات التركية منذ عدة أيام على مناطق وقرى في الشمال الشرقي والتي أدت إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين وتشريد عشرات العائلات”.

ووصف الخارجية السورية “المنطقة الآمنة” بـ “العمل المشين وجزء من سياسة التطهير العرقي والجغرافي وهي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”، وأشارت إلى أن تركيا ومع بعض الدول الغربية تسعى لكسب سياسي رخيص على حساب شعب سوريا ووحدة أراضيها.

سياسيون: لولا موافقة واشنطن وموسكو لم تكن تركيا لتشن أي عملية عسكرية في سوريا

وتؤكد أوساط سياسية أنه لولا الموافقة الروسية والأمريكية لن تستطيع تركيا الخوض في هذه المغامرة، كون أنقرة تخشى من تصادم مع القوتين اللتان تعززات تواجدهما العسكري بشكل كبير في البلاد خلال الفترة الماضية، مشيرين إلى أنه حتى في العمليات العسكرية السابقة لم تكن تركيا لتقوم بها لولا الموافقة من واشنطن وموسكو.

ومنذ العام 2016 شنّت تركيا 3 عمليات عسكرية في سوريا كان آخرها ما سمي “بنبع السلام” وعليه تسيطر تركيا على 7 مدن رئيسية في شمال البلاد وهي “إدلب وجرابلس وإعزاز والباب وعفرين ورأس العين وتل أبيض”.

إعداد: ربى نجار