دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

أنقرة ترد على شروط دمشق بشروط أخرى كجزء من تطبيع العلاقات وعلى رأسها “محاربة قسد وإعادة اللاجئين”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في الوقت الذي تسابق فيه أنقرة الوقت لإعادة تطبيع العلاقات مع دمشق بمساعي روسية، لاتخاذ ذلك ورقة يستغلها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حملته الانتخابية، يبدو أن دمشق ليست مستعجلة على الإطلاق في رحلة “إعادة العلاقات” مع تركيا، خاصة وأن هناك احتمال كبير بتولي المعارضة هذه المرة للحكم، في ظل انهيار كبير بشعبية “العدالة والتنمية” وحليفه في الحكم حزب الحركة القومية.

تباينات في مواقف الدول المشاركة يكشف مدى الخلافات الموجودة

يوم الثلاثاء استضافت العاصمة الروسية موسكو، اجتماعاً أمنياً جديداً بين وزراء دفاع سوريا وتركيا وروسيا بمشاركة إيران، حيث تم خلاله الاتفاق على استمرار المشاورات لإزالة العقبات أمام التطبيع بين الأسد وأردوغان، إضافة لما كان يتكرر في بيانات “مسار آستانا” من “الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية ومكافحة الإرهاب” و “تطبيق الاتفاقيات بين موسكو وأنقرة بخصوص الطرق الدولية في سوريا وما إلى ذلك.

وبعد الاجتماع أصدرت وزارات الدفاع لهذه البلدان المشاركة بيانات تحدثت فيه عما دار من نقاشات وما تم طرحه على الطاولة، فكان الحديث التركي عن “خطوات ملموسة في مسار التطبيع مع دمشق”، الأمر الذي نفته وزارة الدفاع السورية وقالت أن الاجتماع كان لوضع آلية للانسحاب العسكري التركي من سوريا، ولم يتطرق إلى أي خطوات للتطبيع.

دمشق: دون الانسحاب التركي لا يوجد تطبيع

ونقلت صحيفة الوطن شبه الرسمية عن مصدر بأن دمشق تصر على مطالبها وعلى رأس هذه المطالب “الانسحاب التركي العسكري” و “مكافحة الإرهاب”، ودون الانسحاب لن يكون هناك تطبيع.

أنقرة ترد على شروط دمشق بوضع شروط

صحيفة “حرييت” التركية كشفت في تقرير لها عن بعض النقاط التي وضعتها أنقرة على طاولة المفاوضات تتعلق “بعودة اللاجئين” و “إحياء العملية السياسية وضمان مشاركة الائتلاف فيها” و “المساعدات الإنسانية” و “محاربة قوات سوريا الديمقراطية”.

ولفتت الصحيفة المقربة من “العدالة والتنمية” بأنه بالنسبة لنقطة “عودة اللاجئين”، فإن هذه الخطوة ستنفذ مع إحياء العملية السياسية.

أما فيما يتعلق “بالمساعدات الإنسانية”، فقد قالت أنقرة أنها تستطيع السماح بمرور المساعدات من حدودها إلى جميع الأراضي السورية دون انقطاع.

أما بخصوص “قوات سوريا الديمقراطية” (شغل تركيا الشاغل)، أصرت أنقرة على تعاون دمشق لمحاربة قسد وعدم قبولها بأي حكم ذاتي للأكراد في الشمال الشرقي.

الوفد السوري ركز على بعض النقاط كـ محاربة الإرهاب و الطريق الدولي M4

وتكمل الصحيفة التركية، أن الوفد السوري ركز على “الانسحاب العسكري التركي من الأراضي السورية المحتلة” وكف تركيا بالتفكير عن “تقسيم سوريا”، وأشار الوفد السوري إلى أن “الانسحاب التركي” سيضمن وحدة الأراضي السورية، وهو دليل على عدم نية تركيا بتقسيم سوريا، إضافة إلى ضرورة مواجهة ومحاربة التنظيمات الإرهابية (هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة و الجيش الوطني)، مع تطبيق الاتفاق الروسي التركي حول الطريق الدولي M4.

مع وجود الخلافات.. نقاط وأهداف مشتركة يمكن البناء عليها

وتقول أوساط سياسية أن هناك الكثير من النقاط الخلافية بين دمشق وأنقرة في طريق تطبيع العلاقات بينهما، بينما هناك نقاط يمكن البناء عليها لهذه الأطراف وهي متوافقة عليها كـَ “محاربة قسد” و إخراج قوات التحالف الدولي من المناطق الشمالية الشرقية السورية، حيث أن فتح حرب مع هذه المنطقة لا يمكن بتواجد قوات التحالف التي تحارب داعش، وأن انسحابها سيفتح الباب أمام هذه الأطراف للسيطرة على هذه المنطقة وامكانية تكرار سيناريوهات المصالحات فيها.

وتشدد هذه الأوساط أن تركيا لم تعد تفكر سوى بقوات سوريا الديمقراطية وسيطرة الإدارة الذاتية على مناطق واسعة من حدودها الجنوبية، وهي على أتم الاستعداد لتنفيذ أي شروط في سبيل عودة الحكومة السورية لهذه المناطق وحتى مناطق سيطرة المعارضة، لطالما أن ذلك سيفيد في إبعاد الكرد عن حدودها.

قسد “لا تعادي تركيا” فمن الذي يخلق المشاكل ؟

وتؤكد قوات سوريا الديمقراطية أن لا عداوة لها مع تركيا وأن أنقرة هي التي تقوم بشن الهجمات على مناطقها بين الحين والآخر، وتعرض سلامة المدنيين للخطر، وتشكل هجماتها خطراً على سير العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش ويفتح الباب أمام عودته.

وأبدت قسد مراراً استعدادها للتفاوض مع تركيا على كل الملفات شرط أن تقوم بالانسحاب من الأراضي السورية التي سيطرت عليها خلال العمليات العسكرية الماضية كـ عفرين ورأس العين وتل أبيض.

إعداد: علي إبراهيم