دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

أمريكا تتأهب بشكل كبير في الذكرى الثانية لاغتيال سليماني.. فكيف سيكون “الانتقام” الإيراني ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – كانت الولايات المتحدة الأمريكية وإيران على شفا اندلاع حرب بينهما أو مواجهات عسكرية على الأقل، بعد عملية اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، والذي اغتيل بضربة عبر طائرة مسيرة أمريكية في مطار العاصمة العراقية بغداد في كانون الثاني/يناير من عام 2020.

سوريا والعراق .. مسرح محتمل لمواجهة أمريكية إيرانية

وفي الذكرى الثانية لاغتيال سليماني، تجددت المخاوف من اندلاع مواجهات عسكرية جديدة بين قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية و إيران، والمسرح المحتمل لهذه المواجهات ستكون “سوريا والعراق”، حيث يعزز الطرفان من استعدادهما للذكرى السنوية الثانية لاغتيال سليماني، مع حدوث بعض الاستهدافات للقوات الإيرانية على نقاط عسكرية للتحالف في سوريا والعراق خلال الأيام الماضية، مع إسقاط القوات الأمريكية طائرة مسيرة كتب عليها “انتقام سليماني” بالقرب من أحد قواعدها في العراق.

لماذا اغتالت واشنطن سليماني ؟

وكان قاسم سليماني على “قائمة الإرهاب” لدى الولايات المتحدة، وقالت واشنطن بعد اغتياله، أن سليماني كان يخطط لشن هجمات على المصالح الأمريكية في سوريا والعراق، كما اتهم الغرب سليماني بإنشاء مجموعات مسلحة موالية لإيران في سوريا والعراق والشرق الأوسط عموماً لزعزعة الاستقرار فيها، واعتبرت واشنطن أن هذه الأسباب وغيرها كانت وراء عملية اغتياله.

الرد الإيراني على اغتيال سليماني لم يكن كما كان متوقعاً، حيث اكتفت بإطلاق بعض الرشقات من الصواريخ على قاعدة “عين الأسد” التي كانت سابقاً للتحالف الدولي، ولم تصب أي جندي بأذى، وكانت الأضرار مادية حينها، واعتبرت أوساط سياسية إيرانية أن طهران تنازلت عن الانتقام لسليماني، وأن ردها على اغتياله لم يكن كافياً.

التحالف يتخذ بعض الإجراءات لمواجهة أي تصعيد إيراني

أما بحلول الذكرى الثانية لاغتيال سليماني، عملت قوات التحالف على وضع خطط والقيام ببعض التحركات في سوريا لمواجهة أي ردة فعل للمجموعات المسلحة الموالية لإيران قد تطال قواعدها العسكرية، حيث أفرغت قوات التحالف قاعدة “التنف” وسط سوريا ونقلت القسم الأكبر من قواتها إلى الأردن، فيما احتمى القسم الباقي في خنادق ضمن القاعدة.

بالتزامن مع ذلك وردت تقارير إعلامية عدة أن القوات الإيرانية و “حزب الله” جلبا تعزيزات عسكرية من بينها طائرات مسيرة و منصات إطلاق صواريخ وتم نصبها في الجهة المقابلة للمنطقة التي تعتبر تحت نفوذ التحالف من ريف ديرالزور الشرقي، وذلك تمهيداً “للانتقام” لمقتل سليماني.

الولايات المتحدة كانت السباقة في الرد على التهديد، حيث قصفت الطائرات المسيرة نقاط تمركز الفصائل المسلحة الموالية لإيران في ريف دير الزور، وعلقت وزارة الدفاع الأمريكية على العملية وقالت على لسان المتحدث جون كيربي، أن الضربات العسكرية على المواقع الإيرانية “لم تكن غارات جوية”، وأضاف أن المواقع المستهدفة كانت ستستخدم لشن هجمات، وأكد أن “البنتاغون يتعامل بشكل جدي مع التهديدات ضد قوات التحالف والقوات الأميركية التي تحتفظ بحق الدفاع عن نفسها”.

هذه الضربات يرجح أنها طالت مناطق نقل إليها صواريخ متوسطة وبعيدة المدى ضمن منطقة سميت “”بالمنطقة المحصنة” وهي مواجهة لقاعدة التنف، حيث نقلت مجموعة تعرف “بكتيبة الكيماوي” أسلحة متطورة للمنطقة الواقعة ضمن سلسلة جبال تدمر الشرقية، في بادية حمص الشرقية بالقرب من منطقة الصوانة في وقت سابق.

“ترامب أوقف إيران باستعراض القوة وعلى بايدن أن يفعل ذلك”

وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية نشرت تحليلاً قالت فيه أن “القادة الإيرانيون يعمدون إلى مناقشة قضية مقتل سليماني مع الجانب الأميركي في السنوات المقبلة”، وأشارت الوكالة الأمريكية أن القادة الإيرانيون يقدمون أنفسهم “كضحايا” تحت التهديد المستمر بعد مقتل سليماني.

وبحسب الوكالة فإن استعراض القوة من قبل الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب في وجه إيران، كبح جماحها للرد على الانتقام لاغتيال سليماني، وأكدت أن القادة الإيرانيون وقتها فهموا جيداً أن أي تحرك من طهران سيقابل بقوة عسكرية كبيرة، وشددت أنه على الرئيس جو بايدن أن يحذوا حذو ترامب بالوقوف في وجه إيران ومنع تهديدها للمصالح الأمريكية في سوريا والعراق.

“إيران أكثر جرأة في عهد بايدن”

واعتبرت “بلومبيرغ”، أنه بعد تولي بايدن للسلطة، فإن إيران أصبحت أكثر جرأة، وذكرت بعض عمليات الاستهداف التي طالت قواعد عسكرية أمريكية في سوريا والعراق، وآخرها الهجوم على قاعدة التنف، إضافة إلى عدم تحرك أمريكا ضد إيران في تسلح حلفائها في سوريا والعراق خلال هذه المدة، حتى بعد محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، التي اتهمت الوكالة إيران بالوقوف ورائها.

فكيف سيكون الرد الإيراني على اغتيال سليماني في الذكرى الثانية، وهل ستكتفي الولايات المتحدة بالتفرج أم أن الرد سيكون عسكرياً، أم أن السياسة ستحل هذه الخلافات بما يرضي الطرفين وبالتالي يصبح هذا الملف من الماضي ؟.

إعداد: علي إبراهيم