دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

أردوغان يكشف ما قاله لترامب بشأن إس-400، وترامب قد يجد نفسه مجبراً على معاقبة “صديقه الحميم”

أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – لا يزال ملف المنظومة الصاروخية الروسية إس-400 محل جدال وخلاف بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، خصوصاً وأن تركيا أعلنت أنها لم تشتري المنظومة لتبقى في صناديقها بل لتشغيلها، وبدأت بالفعل أنقرة بخطوات “تثبيت المنظومة” في عدة نقاط ضمن البلاد، ما أثار سخط وغضب المسؤولين في إدارة ترامب.

تركيا لن تتخلى عن إس-400

وذكر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أنه أبلغ نظيره الأميركي، دونالد ترامب، خلال محادثاتهما في واشنطن الأسبوع الماضي، بأن أنقرة لن تتخلى عن منظومة الدفاع الصاروخي (إس-400)، والتي شهدت أيضاً رفضاً لدول في حلف شمال الأطلسي.

ويحتدم الخلاف بين الحليفين في “الناتو” أنقرة وواشنطن، بشأن شراء تركيا المنظومة إس-400، التي تقول واشنطن إنها غير متوافقة مع دفاعات الحلف وتشكل تهديداً لطائراتها إف-35 المقاتلة الحديثة.

اجراءات واشنطن ضد أنقرة بعد إس-400

وردا على ذلك، علقت واشنطن مشاركة تركيا في برنامج تصنيع الطائرة، التي كانت قد تعاقدت على شرائها وحذرت من احتمال فرض عقوبات بسبب الصفقة، وطردت الولايات المتحدة خلال الفترة الماضية الطيارين الـ6 الأتراك الذين كانوا يتدربون على برنامج الطائرة الأحدث في القوة الجوية الامريكية.

وفي الأسبوع الماضي اجتمع أردوغان وترامب في البيت الأبيض للتغلب على الخلافات المتصاعدة بين بلديهما ابتداء من المنظومة إس-400 وانتهاء بالسياسة المتبعة في شمال سوريا.

وخلال المحادثات، كشف مصادر مقربة من البيت الأبيض، ان ترامب حث نظيره التركي على التخلي عن المنظومة إس-400 والحصول بدلاً منها على منظومات الصواريخ الأميركية باتريوت.

ومع ذلك قال أردوغان، الثلاثاء، إنه أبلغ ترامب خلال المحادثات بأن تركيا لن تتخلى عن الصواريخ إس-400.

وأوضح أردوغان خلال حديثه إلى أعضاء حزبه العدالة والتنمية في البرلمان “اتفقنا على السعي لحلول لقضية إس-400. شرحت لترامب مرة أخرى كيف وصلنا إلى مرحلة شراء الصواريخ إس-400”.

اتهامات للإدارة الامريكية السابقة.. والتلويح لشراء مقاتلات روسية

واتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، “إدارة الرئيس السابق باراك اوباما” أنه السبب في لجوء أنقرة لروسيا لشراء المنظومة، باعتبار أن الإدارة الامريكية السابقة لم تقدم تسهيلات لتركيا كما فعلت روسيا بشأن صفقة إس-400، الامر الذي أدى بأنقرة لشرائها.

وبالعودة لتصريحات أردوغان، فقد أضاف لأعضاء حزبه “أبلغته بأننا لا يمكن أن نتخلى عن الصواريخ إس-400 وأن تركيا لن تتراجع”. واعتبرت تركيا سابقاً ان مسألة تخليها عن إس-400 من عدمها، هي مسألة “سيادية” وأنقرة تعلم ماتفعله وما الذي يجب أن تفعله.

وتابع أنه أبلغ ترامب كذلك أنه إذا أصرت الولايات المتحدة على “موقفها المتصلب” بشأن طائرات إف-35، فإن تركيا ستسعى للحصول على بدائل للوفاء باحتياجاتها الدفاعية على الأمد المتوسط.

وكانت روسيا قد أبدت موافقتها لبيع طائراتها الحديثة سو-57، الحديثة، لتركيا بالتسهيلات نفسها التي قدمتها لتركيا في صفقة شراء منظومة الدفاع الجوي.

ترامب قد يجد نفسه مجبراً على معاقبة أردوغان

وتقول أوساط سياسية، أن احتمال شراء تركيا لطائرات سو-57 سوف يأزم العلاقات أكثر بين الحليفين في شمال الأطلسي، وقد تلجأ الولايات المتحدة هذه المرة إلى عقوبات أقسى على تركيا، لمنعها من أبرام أي صفقة، كون القانون “كاتسا” الذي يفرض على الرئيس الأمريكي اتخاذ اجراءات عقابية ضد أي دولة تقوم بالتعامل مع روسيا في المجال العسكري.

مشيرين إلى ان ترامب استطاع أن ينقذ تركيا من عقوبات الكونغرس مراراً، ولكن إذا تعاظمت الأمور ووصل الحد لشراء طائرات روسية بدل من الأمريكية (التي ساهمت تركيا فيها بأكثر من 100 مليار دولار)، فإن ترامب سيكون مجبراً حينها بتطبيق القانون الذي وقعه عام 2017 (كاتسا)، وبالتالي فرض عقوبات على مختلف الصعد ضد تركيا، التي ستتأثر بدورها كثيراً، نظراً لاقتصادها المنهك والذي شهد تراجعاً كبيراً في الفترة الماضية.

 

إعداد: ربى نجار